أشاد التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول وضع الإرهاب في العالم لعام 2014 بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية ومصر لمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة وتعزيز أمن حدودها، كما أشادت الولاياتالمتحدة بالإجراءات التي اتخذتها مصر والأردن والسعودية والإمارات لدعم مكافحة الإرهاب من خلال إصدار تشريعات لمعالجة مسألة تدفق العناصر المقاتلة الأجنبية. وأكد التقرير أن تنظيمي «القاعدة» و»داعش» ليسا التهديد الخطير الوحيد الذي يواجه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، مشيراً إلى أن إيران لا تزال ترعى الجماعات الإرهابية حول العالم من خلال قوات الحرس الثوري الإيراني أمثال حزب الله اللبناني والعديد من الجماعات الشيعية في العراق وحركة حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني. وفي إطار اتجاهات ومؤشرات الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2014، قال تقرير وزارة الخارجية الأمريكية إن منطقة الشرق الأدنى كانت مسرحاً رئيساً للإرهاب الدولي في العام الماضي. وأوضح أن الصراع الدائر في ليبيا وانتشار الجماعات المسلحة وانهيار الحكومة سمح بتوفير ملاذ آمن للجماعات الإرهابية.. مشيراً إلى أن غياب المؤسسات الأمنية في ليبيا بالإضافة إلى ضعف الرقابة على الحدود وتدفق السلاح إلى البلاد وفر فرصة كبيرة للعناصر المتطرفة لتدبير والقيام بعمليات إرهابية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في تقريرها السنوي، إن إيران وحزب الله وبعض الميليشيات الشيعية الأخرى تواصل دعم النظام السوري وتعمل على إطالة أمد الصراع الدائر في سوريا وزيادة تدهور الوضع الإنساني هناك. وأشار التقرير إلى استغلال إيران الميليشيات الشيعية وظهور عناصر فيلق القدس على الخطوط الأمامية في العراق كمحاولة لنسب النجاحات العسكرية التي تتحقق ضد داعش لنفسها والتقليل من أهمية الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي وإسهامات الولاياتالمتحدة في دعم الحكومة العراقية في حربها ضد داعش. واستعرض التقرير تقييماً إستراتيجياً ووصفاً لجهود مكافحة الإرهاب في كل بلد على حدة، وأقساماً عن الدول الراعية للإرهاب، والملاذات الآمنة للإرهابيين، والمنظمات الإرهابية الأجنبية. وأوضح أهم اتجاهات الإرهاب الدولي لعام 2014، والتي تضمنت الاستيلاء غير المسبوق لتنظيم داعش على أراض في العراقوسوريا واستمرار تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوف داعش وظهور العناصر المتطرفة العنيفة بصورة منفردة في الغرب. وجاء بالتقرير، الذي تم رفعه إلى الكونجرس الأمريكي في شهر أبريل الماضي وفقاً للقانون الأمريكي، أنه على الرغم من تفتت تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به غير أن استمرار ضعف وفشل الحكومات؛ وفر بيئة خصبة لصعود التشدد المتطرف والعنف خاصة في اليمن وسوريا وليبيا ونيجيريا والعراق. ولفت إلى أن الجماعات الإرهابية لجأت هذا العام إلى تكتيكات أكثر عنفاً في هجماتها كما هو الحال بالنسبة لتنظيم داعش الذي استخدم وسائل القمع الوحشية ضد المجتمعات التي سيطر عليها واستخدام وسائل الذبح والصلب لترهيب أعداء التنظيم الإرهابي. وأضاف أن تنظيم القاعدة - على الرغم من ضعف قيادته – إلا أنه لا يزال يمثل مصدر إلهام لشبكة من الجماعات المرتبطة به على مستوى العالم، كما هو الحال بالنسبة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، والذي يمثل تهديداً لليمن منذ أمد طويل والقاعدة في المغرب الإسلامي وجبهة النصرة وحركة الشباب.