رأى عدد من المثقفين والمثقفات أن أدب الطفل يحتاج إلى عمل مؤسساتي شامل للنهوض به مؤكدين في حديثهم ل(الجزيرة): ان الأندية الأدبية أخفقت في النهوض بأدب الطفل مطالبين المسؤولين في الأندية الأدبية بإعادة بناء جيل ثقافي واع مراعين في ذلك الثورة التقنية التي أثرت على عقلية الطفل في العصر الحديث. الدكتور عبد الله بن احمد الفيفي عضو مجلس الشورى وأستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة الملك سعود قال: منذ سنوات رأيتُ أن (الأندية الأدبيّة) قد تخطّاها الزمن، والمطلوب راهنًا: قيام (مراكز ثقافيّة شاملة). تستوعب الثقافة والفنون، وشرائح المجتمع كافّة. أمّا في الوضع الحالي، فلا أرى سبيلًا للنهوض بثقافة الطفل من خلال الأندية الأدبيّة؛ لأنّها غير مؤهّلة لذلك. الطفل لن يتقبّل طرحًا نمطيًّا باردًا، ولن يُقبل عليه. ليس لأن متطلبات الطفولة مختلفة، ولا لأن الأندية الأدبيّة غير مؤهّلة، فحسب، ولكن فوق ذلك لأن العصر، ولأن تقنيات التثقيف قد اختلفت جذريًّا. وهذا العامل هو ما يصرف معظم الناس، ولا سيما جيل الشباب، عن أنشطة الأندية الأدبيّة المنبريّة، فكيف بالأطفال؟! خلاصة القول، ما لم تُعَد هيكلة الأندية الأدبيّة في هيئة مراكز ثقافية معاصرة، وما لم يُعَد النظر جذريًّا في خطابنا الثقافي، وآليّات جذب الجماهير والمتلقّين، فسنظلّ نجتر إجاباتنا الاستهلاكيّة العتيقة. (فاتن يتيم) عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض تقول: لعل من أصعب الأدب الكتابة للطفل وليس الكتابة عنه، ومحاولة الوصول إليه بطرق مبتكرة وجاذبة في عصر الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت وألعاب الفيديو وتطبيقات الهواتف المتنقلة التي باتت جميعها تجذب نظرهم وعقولهم وتشكل مرجعاً مهماً لهم يستقون منه ثقافتهم ويقضون عليه جل أوقاتهم، وحتى القنوات التلفزيونية المخصصة للأطفال باتت مشاهدة أكثر من الأطفال تحت سن المدرسة كما نلحظ من محيطاتنا، ويسعى النادي الأدبي بالرياض للوصول لكافة شرائح المجتمع والتي من ضمنها الأطفال، ففي ما يختص بثقافة الطفل أقام في فترة قريبة مرسماً للأطفال ضمن فعاليات الاحتفال باليوم الوطني، كما أنه يقيم محاضرات تتناول أدب الطفل، إضافة إلى إصداره ضمن سلسلة الكتاب الأول مجموعة قصصية تحت مسمى نصوص برسم الورد والذي تضمن عدداً من القصص التي كتبتها مجموعة من طالبات المرحلة الثانوية كحافز ومشجع لهن على الاهتمام بمواهبهن وتطويرها، ولدى النادي أفكار أخرى في طور الإعداد لها لجذب هذه الشريحة المهمة من المجتمع. (الكاتب عبد الله مغرم) قال: الأندية الأدبية لديها تاريخ عريق في الفعل الثقافي ولكن تاريخها متواضع في التفاعل مع المجتمع وهو ما يفقد مثل هذه المؤسسات الثقافية القدرة الملائمة لإحداث حراك ثقافي في المجتمع وهو من وجهة نظري الدور المنوط بالأندية الأدبية. المطلوب من الأندية الأدبية المساهمة الفاعلة في صناعة جيل ثقافي واعد ويبدأ ذلك بجذب الأطفال للفعل الثقافي والأدبي بإقامة الفعاليات الأدبية والثقافية التي تستقطب الأطفال وكذلك إطلاق جوائز تعنى بأدب الطفل وثقافته، وهناك العديد من التجارب الناجحة حول العالم ومنها تجربة جمعية بوك ترست في المملكة المتحدة التي تستهدف صناعة حب القراءة لدى الأطفال ولا سيما في مجالات الأدب والثقافة ولديها سبع جوائز متخصصة في أدب الطفل ويقوم الأطفال بترشيح الكتاب الفائز بناء على قراءتهم وتقييمهم. عبدالرحمن العكيمي نائب رئيس النادي الأدبي بتبوك يقول يبدو أن أدب الطفل أصبح من الإشكاليات المزمنة في ثقافتنا العربية بوجه عام ودائما ما تثار الأسئلة حول أدب الطفل إما عن غيابه وإما عن أزمة كتابة نصوص أدب الأطفال وإما عن وجود المتخصصين فيه، ولعلي أقول مهما حاولت الأندية النهوض به فإنها ستظل جهودا ناقصة تحتاج إلى تكامل آخر من الجامعات والمدارس ووزارة الثقافة والإعلام. ومن المهم أن تضع الأندية الأدبية يدها على مكامن الخلل أين وعلى من يقع غياب أو تغييب أدب الطفل وهناك كتابا وأدباء كتبوا للطفل، لكننا نريد نتاجا جاذبا برعاية المؤسسات لدينا سواء الأندية الأدبية أو الجامعات أو وزارة الثقافة لان هذا النوع من الأدب وهذا النوع من الكتابة يتصل بالجانب التربوي. وأضاف العكيمي حتى يكون أكثر فاعلية وتأثيرا فغير كاف أن تصدر كتابا للطفل اليوم وفي زمن المتغيرات الاتصالية المهولة نحتاج إلى تسويق وإعادة إنتاج أدب الأطفال إعلاميا بوسائل متخصصة، كما أن غياب الدعم والتشجيع لإنتاج أدب الأطفال يبدو غائبا لدينا وهذا أمر مهم جدا.