تنطلق، اليوم، في الرياض، فعاليات الدورة السادسة لمهرجان اليوم العالمي للطفل الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية، تزامنا مع الاحتفالية العالمية بيوم الطفل في 20 من نوفمبر الحالي، وحول دور الأندية الأدبية في الاهتمام بالطفل، اعتبر عدد من المثقفين والمثقفات أن الأندية الأدبية أخفقت في النهوض بأدب الطفل، وطالبوا في حديثهم ل«عكاظ» الأندية بإعادة بناء جيل ثقافي واعٍ مؤهل للتعامل مع الثورة التقنية التي أثرت على عقلية الطفل في العصر الحديث، حول ذلك: قال عضو مجلس الشورى وأستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن أحمد الفيفي: «لا أرى سبيلا للنهوض بثقافة الطفل من خلال الأندية الأدبية؛ لأنها غير مؤهلة لذلك. والطفل لن يتقبل طرحا نمطيا باردا، ولن يقبل عليه. ليس لأن متطلبات الطفولة مختلفة، ولا لأن الأندية الأدبية غير مؤهلة فحسب، ولكن فوق ذلك لأن العصر، ولأن تقنيات التثقيف قد اختلفت جذريا. وهذا العامل هو ما يصرف معظم الناس، ولا سيما جيل الشباب، عن أنشطة الأندية الأدبية المنبرية، فكيف بالأطفال؟». من جهتها، اعتبرت عضوة مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض فاتن يتيم أن الكتابة للطفل أصعب من الكتابة عنه؛ لأن الكتابة له تتطلب محاولة الوصول إليه بطرق مبتكرة وجاذبة في عصر الشبكات الاجتماعية ومواقع الإنترنت وألعاب الفيديو وتطبيقات الهواتف المتنقلة، والتي باتت تجذب نظرهم وعقولهم، موضحة أن "أدبي" بالرياض يسعى للوصول إلى كافة شرائح المجتمع ومن ضمنها الأطفال، وأضافت أن النادي أقام مرسما للأطفال ضمن فعاليات الاحتفال باليوم الوطني، كما نظم محاضرات تتناول أدب الطفل، وأصدر ضمن سلسلة الكتاب الأول مجموعة قصصية للأطفال حملت اسم «نصوص برسم الورد» تضمنت عددا من القصص لبعض طالبات المرحلة الثانوية كحافز لهن على الاهتمام بمواهبهن. من ناحيته، رأى الكاتب عبدالله مغرم، أن الأندية الأدبية لديها تاريخ عريق في الفعل الثقافي، ولكن تاريخها متواضع في التفاعل مع المجتمع، وهو ما يفقد مثل هذه المؤسسات الثقافية القدرة الملائمة لإحداث حراك ثقافي في المجتمع، والمطلوب من الأندية الأدبية بسحب رأيه المساهمة الفاعلة في صناعة جيل ثقافي واعد، يبدأ بجذب الأطفال للفعل الثقافي والأدبي من خلال إقامة الفعاليات الأدبية والثقافية التي تستقطب الأطفال وإطلاق جوائز تعنى بأدب الطفل وثقافته. بدروه، قال نائب رئيس نادي تبوك الأدبي عبدالرحمن العكيمي: «يبدو أن أدب الطفل أصبح من الإشكاليات المزمنة في ثقافتنا العربية بوجه عام، ودائما ما تثار الأسئلة حول أدب الطفل إما عن غيابه وإما عن أزمة كتابة نصوص أدب الأطفال وإما عن وجود المتخصصين فيه، ومهما حاولت الأندية النهوض به، فستظل جهودها ناقصة تحتاج إلى تكامل آخر من الجامعات والمدارس ووزارة الثقافة والإعلام». ولفت العكيمي إلى أنه من المهم أن تضع الأندية يدها على مكامن الخلل، وعلى من يقع غياب أو تغييب أدب الطفل، وقال: «حتى تكون الأندية أكثر فاعليه وتأثيرا، عليها ألا تكتفي بإصدار كتاب للطفل فقط، ففي زمن المتغيرات الاتصالية المهولة نحتاج إلى تسويق وإعادة إنتاج أدب الأطفال إعلاميا بوسائل متخصصة، كما أن غياب الدعم والتشجيع لإنتاج أدب الأطفال يبدو غائبا لدينا، وهذا أمر مهم جدا». وكان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان قد دشن الإستعدادات للمهرجان من خلال مؤتمر صحفي عقده بمرك الملك فهد الثقافي حضره عدد من وسائل الإعلام.