أجزم أن الهلاليين لو خيروا بين بطولات موسمنا الكروي الحالي -بطولة واحدة فقط- فلن يترددوا في اختيار بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لما لها من قيمة عظيمة للغاية جعلتها مطمع وأمنية جميع الأندية لأنها أول بطولة تحمل اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- في عهده الميمون، لذا كان نجوم فريق الهلال أوفياء للغاية مع محبي وعشاق الكيان الهلالي حينما قدموا لهم أغلى وأثمن البطولات لتشفي أوجاع الهلاليين بعد غياب الفريق عن تحقيق البطولات لعدة أشهر، وإن كان هذا الغياب قصيرًا في نظر الآخرين عطفًا على غياب بعض الأندية لسنوات طويلة عن تحقيق البطولات، إلا أنه غير مألوف بالنسبة لزعيم الكرة السعودية والآسيوية. ولأن للملك سلمان -حفظه الله- مكانة خاصة ومنزلة عظيمة لدى الهلاليين وهم الذين أطلقوا اسمه -أيده الله- على ملعب النادي ومنذ إنشائه ولأن فريقه معقل للبطولات فقد كانوا يرون أنهم الأحق والأجدر بتحقيق أول كأس يحمل اسم الملك سلمان بعد توليه مقاليد الحكم -أيده الله وحفظه ورعاه-، لذا عقدوا العزم والحزم ونالوا ما تمنوا، فجاءت بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين كأغلى وأثمن هدية قدمها فريق الهلال وإدارته وأعضاء الشرف الذين وقفوا خلف النادي.. لمحبي وعشاق الهلال. لقد جدد الهلال ومن خلال هذه البطولة الغالية هيمنته وأنه مازال سيد الساحة الكروية فبالرغم من (المطبات) التي اعترت طريقه وبالرغم من الظروف التي تكالبت عليه إلا أنه لا ولن يغيب عن منصات التتويج، فقد يكبو الهلال لكن ما يلبث أن ينهض وهذا ديدن الفرسان، ديدن الكبار وخير شاهد على ذلك وجوده في النهائيات الموسم الماضي والموسم الحالي عدا وجوده في نهائي القارة الذي خسره بمؤامرة دنيئة(!!!).. ولهذا يظل الهلال العلامة الفارقة في الكرة السعودية شاء من شاء وأبى من أبى، وهذه الألقاب أو هذه الأوصاف لم نطلقها جزافًا، بل هي مبنية على حقائق وأرقام لا تقبل التدليس والتزييف ويكفي أن نقول يتغير المنافسون ويتعددون ويبقى الهلال الطرف الثابت في المنافسة، لذا فالهلال ليس زعيم الأندية فحسب بل وزعيم البطولات أيضًا لحضوره ووجوده الدائم في النهائيات. على عَجَل * الحظ.. خذل الهلال في الشوط الأول من نهائي كأس الملك وإلا لحسم المباراة في هذا الشوط وبأربعة أهداف على أقل تقدير، لكنه عاد وأنصف الهلال في نهاية المباراة. * نجوم الهلال أحسنوا وداع الرئيس المكلف الأستاذ محمد الحميداني وأحسنوا استقبال الرئيس الجديد الأمير نواف بن سعد بأغلى البطولات وأثمنها. * محمد الحميداني حمل راية الهلال لثلاثة أشهر، فعمل بصمت بعيدًا عن الإعلام، كرس جهوده ومن معه من أجل أن يتجاوز الهلال فقدان بطولة آسيا وفقدان رئيس النادي بعد استقالته، فسار على خطى من سبقوه، وخرج بإنجاز سيسطره التاريخ الهلالي بأحرف من ذهب وهكذا هم رجالات الهلال، امتداد لبعضهم البعض وهذا أيضًا أحد أسرار تميز الهلال وتفوقه. * الاستغناء عن نيفيز قرار هلالي حكيم، فهذا اللاعب قدم للهلال كل ما لديه ولم يعد لديه المزيد، وهذا القرار يتفق مع الرؤية الصائبة للأمير عبدالرحمن بن مساعد. * لو قال المحلل التحكيمي محمد فودة أن محمد الشلهوب في موقع تسلل كونه عائدًا من نقطة (الكورنر) لكان رأيه مقنعًا أما أن يقول: إن الشلهوب كان أقرب لخط المرمى حينما أعيدت له الكرة فاللقطة التي استند عليها غير واضحة ولا تتفق مع رأيه..! * يحظى الأستاذ محمد فودة بتقدير الجميع لكنه يتغاضى كثيرًا عن حالات جدلية مهمة للغاية تثير الاستغراب وآخرها تغاضيه -متعمدًا- التعليق على الكرة التي أخرجها حسن الراهب واحتسبت ضربة ركنية للنصر وجاء منها الهدف النصراوي..! * يبدو أن الإنذار الأخير مازال ساري المفعول وإلا ما سر صمت الاتحاد السعودي لكرة القدم حتى ساعة كتابة هذه الزاوية عن التصرفات الرعناء والمسيئة من قبل لاعبي النصر، حسين عبدالغني ومحمد عيد وهما في طريقهما للسلام على قائد الأمة..! * محترف فريق النصر فابيان راحل غير مأسوف عليه، لكن المؤسف أن هناك من يدافع عنه ويجد له العذر والمبررات بالرغم من أن الحركة التي قام بها بأحد المقاطع بمنتهى سوء الأدب والتربية ولا تصدر إلا من الأوباش عديمي الأخلاق..! * محمد الشلهوب وسعود كريري وخالد شراحيلي لا مثيل لهم.. لا في الهلال ولا في غيره من الأندية الأخرى. * قبل الختام.. لشاعر الوطن إبراهيم خفاجي: سيبقى الفن أزرق في بياضٍ ويبقى المجدُ ما بقي الهلالُ * أخيرا.. التقيكم بعد عيد الفطر المبارك.. وكل عام وأنتم والوطن بألف خير إن شاء الله.. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.