في عام (1418 ه) في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين التي أقيمت في استاد الملك فهد بين فريقي الهلال والشباب وبينما كان إداريو ولاعبو فريق الشباب يستعدون للتتويج بكأس البطولة ويحصل لاعبو الهلال على الميداليات الفضية وبعد أن هم الكثير من الهلاليين بالخروج من مدرجات استاد الملك فهد ولأن النوايا الحسنة تكسب دائمًا تفاجأ الهلاليون بقذيفة من مسافة بعيدة وغير متوقعة أرسلها نجم الهلال ورمزه سامي الجابر لتعانق شباك حارس فريق الشباب إبراهيم الحلوة في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة أعادت الأمور إلى نصابها من جديد واحتكم الفريقان إلى أشواط إضافية حسمها الهلال في النهاية!!.. استعدت ذكرى تلك البطولة بعدما شاهدت سيناريو المباراة النهائية المثيرة التي جرت بين الهلال والنصر وبحضور القائد والوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- الذي أضاف حضوره رونقًا خاصًا وهيبة ومهابة خالصة لختام المنافسات الرياضية السعودية في عادة سنوية يتشرف بها الرياضيون من القيادة السياسية أسأل الله رب العزة والجلال أن يديمها ولا يغيرها علينا وأن يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه وأن يحمي أفكار شبابنا من كل خائن ومكار!!.. حقيقة لقد أنصفت هذه البطولة الغالية والمهمة فريق الهلال الذي أثبت للمنافسين والمحتقنين أنه عصي على الانكسار والانحسار وأنه متمرد على الانهيار حتى وهو يخسر نهائي البطولة الآسيوية بأخطاء تحكيمية كوارثية في بداية الموسم فقد ظل الهلال متماسكًا ومنافسًا على كافة البطولات وخصمًا شرسًا في جميع المسابقات خسر نهائي كأس ولي العهد بصعوبة ونافس بقوة في دوري جميل حتى النهاية وانتزع بجدارة بطاقة التأهل لدور ال8 في البطولة الآسيوية وحقق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين (بالنوايا الحسنة) التي يعيشها ويتعامل بها الهلاليون مع أنفسهم أولا ويتعايش بها الهلاليون مع الآخرين ثانيًا حتى باتت ميزة وصفة تميز ويمتاز بها الهلاليون عن غيرهم!!.. أيضًا هذه البطولة هي إنصاف لرجل المهمات الصعبة والمرحلة الحساسة وهو الأستاذ محمد الحميداني الذي حضر إلى الهلال عاشقًا ودعمًا ودخل الهلال مشجعًا ومساندًا وانتهى به المطاف في الهلال ليكون رئيسًا ومنقذًا للسفينة الزرقاء التي قادها بكل هدوء ودهاء لترسو على بر الأمان في فترة وجيزة خاصة أن أخطاء البداية وقلة الخبرة لم تثنه عن تكملة المشوار بكل اقتدار الذي اختتممحمد الحميداني بتسلّم البطولة الغالية من يد الغالي سلمان بن عبدالعزيز وفي نهاية يتمناها ويتشرف بها كل رؤساء الأندية وخاصية يتفرّد بها رؤساء الهلال!!.. أما جمهور الهلال الصادق في عشقه والصريح في عتابه والذكي في نقده والحاد في آرائه والواضح أثره وتأثيره على مسيرة ناديه وبطولات وإنجازات فريقه فإن هذه البطولة الكبيرة والنهاية الرائعة هي أقل مكافأة وجائزة يستحقها هذا الجمهور العظيم والاستثنائي الذي أثبتت كل الأحداث أن ولاءه للهلال ومصلحته مع مصلحة الكيان في كل الظروف ومع جميع الإدارات ولا أخفي سرًا بأن مرة أحد رؤساء الأندية تحدث عنه ذات مرة في مجلسه الخاص بأن لو كان لديه جمهور مثل جماهير الهلال لواجه بهم كل القوى المضادة له!!.. عمومًا لا جديد فقد عادت الأمور إلى وضعها الطبيعي وفاز الزعيم الملكي على النصر وحقق كأس خادم الحرمين الشريفين للمرة (السابعة) لذا على الهلاليين أن يفخروا في ناديهم ويفاخروا في فريقهم الذي تكسرت على عتبة مجده كل المحاولات على إيقافه وخارت كل القوى الخارجية أمام قوته وعنفوانه وصغرت كل الهمم عند طموحه وآماله وتلاشت كل الآمال عند حضوره ووجوده كيف لا وقد أصبح كأس سلمان يزين ويطرز ملعب سلمان في نادي الهلال بفضل الله تعالى ثم بفضل نوايا الهلاليين الحسنة التي قادت لاعب الهلال محمد الجحفلي إلى أن يضحي بسلامته ويرمي بنفسه ويلعب الكورة برأسه أمام أقدام مدافعي النصر ليسجل هدف البطولة في الثواني الأخيرة من المباراة النهائية في سيناريو مشابه لنهائي (1418 ه). نقاط سريعة ** أزعم أن بهذه النهاية السعيدة والمستحقة للهلال أن الهلاليين أدركوا واستوعبوا أن وحدتهم ولحمتهم واجتماعهم وصفاء نواياهم تجاه مصلحة ناديهم نتيجته عودة فريقهم لجادة البطولات وطريق الإنجازات. ** استحق رئيس الهلال القادم وجه السعد الأمير نواف بن سعد هذه الحفاوة والترحيب من الهلاليين لأنه الرجل المناسب في الوقت المناسب والمنصب الحساس الذي يليق بشخصية هلالية وقدرة إدارية مثل نواف بن سعد. ** بكل إنصاف وأمانة الهلال كسب مدربًا متمكنًا فنيًا وهو اليوناني «جيورجيوس دونيس» الذي أثبت قدرته الفنية والتدريبية ويحسب له أنه حقق كل ما أراده وخطط له على الرغم من الظروف الصعبة التي صاحبت فترة حضوره التي من أهمها (صفعة) التعاقد مع مواطنه اللاعب اليوناني سامراس!!. ** يفترض أن تكون من أهم أولويات مسيري الهلال هو البحث عن مهاجم صريح ورأس حربة متمكن في الموسم القادم لأن بصراحة ناصر الشمراني أصبح يلعب خارج الملعب أكثر من داخله!!. ** أفهم وأتفهم أن تحكم الميول آراء المحلل التحكيمي عبدالله القحطاني ولكن الذي لا أفهمه واستغربه أن يرضخ المحلل التحكيمي محمد فودة للضغوط ويبتدع نظامًا جديدًا لحالة التسلل في هدف الهلال!!. ** انتهى الموسم الرياضي وتبقى مشوار المنتخب السعودي.. كل التوفيق للأخضر.