الجميع في هذه الأرض المباركة يستنكر الحدثين الإجراميين اللذين وقعا في مسجد علي بن أبي طالب ببلدة القديح، ومسجد العنود بالدمام الأسبوع الماضي، ولقد أثبت مجتمعنا أنه يد واحدة في السراء والضراء، وأن التعايش بين كل الأطياف في المملكة على مر تاريخها المجيد يعد من أبرز سمات الوطن التي نفتخر بها، ونعتز بانتصارها على كل التحديات التي تواجهها، وأن العدو ينظر إلى هذه النعمة نظرة الحقد، وذهب يجنّد سفهاء العقول ليغرر بهم، ويستعملهم استعمالاً دنيئًا، ليجعلهم أداة لسحق أنفسهم، وإزهاق أرواح الآمنين، وتفجير الممتلكات، ودور العبادة التي هي محل الطمأنينة والسكينة والأمان، ذلك العمل الإرهابي الخبيث لن يحقق أهدافه التي يسعى إليها من خلاله، فشعب المملكة العربية السعودية شعب واحد لن يفرقه مثل هذه الأعمال الإجرامية، بل ستزيده ترابطاً وتكاتفاً في وجه العدوان. وكل مواطن سعودي يعيش على هذه الأرض الطيبة يحمّل كل من يساهم ويسهم في الفتنة أو يدعو إليها أو يساعد عليها أو يتستّر على مجرميها أو يشرّع لها أو يخطط لها؛ مسؤولية افتراق الكلمة وتمزيق الصف وما يترتب عليها من إراقة للدماء المعصومة، والأنفس البريئة من حلل قتل المسلمين الآمنين وهم يؤدون عباداتهم بخشوع لا يبحث إلا عن إضعاف الإسلام والمسلمين وتفرقة أبنائه وزع الفرقة والشقاق بينهم. وفي الختام يجب أن ندعو إلى أخذ الحيطة والحذر مما يكيده أعداء الوطن لبلادنا, سائلا الله تعالى أن يحفظ بلادنا المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، وأن يديم على الأمة العربية والإسلامية عزتها وهيبتها.. إنه سميع مجيب، وأن يجعل كيد أعدائنا في نحورهم.