في فجر يوم جمعة.. مارس الإرهاب الأسود هوايته المفضلة وضرب في مكان من أماكن دور العبادة.. وكان مسجد الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) مسرح هذه الجريمة النكراء والتي يحاول الإرهابيون بها إثارة الفتنة وبث سموم الحقد والفرقة بين أبناء الوطن الواحد. ولا شك بأن السعي للإضرار بالنسيج الوطني وترويع الآمنين وضرب اللحمة الوطنية هو من أهم اهداف دعاة الموت ومن يقف خلفهم مدفوعين بمن يؤيدهم ويتعاطف معهم. إن الجهات الخارجية التي تتبنى هؤلاء المنحرفين فكرياً وذوي الفكر الضال.. ممثلاً بما يسمى بتنظيم «داعش» الذي أعلن وبكل وقاحة عن تبنيه لعملية قتل هؤلاء الأبرياء وهم ركع سجود وفي مكان آمن، يثبت أن هذا التنظيم يتعامل مع متعاطي الحبوب والفاشلين في حياتهم والذين دب اليأس إلى قلوبهم وأصبحوا ينظرون للآخرين بأنهم مفسدون وكفرة ويجب قتلهم في أي وقت وفي أي مكان. لقد انشغل الوطن بهذا المصاب الجلل، فالشهداء وفي مقدمتهم الطفل حيدر قضوا نحبهم في بيت الله، وهذه هي أعظم شهادة وأحسن خاتمة، وعلى الجانب الآخر هب الناس إلى المستشفيات للتبرع بالدم لكل من يحتاج إليه من المصابين بجميع حالاتهم الخطرة والغير خطرة شفاهم الله وعافاهم. نفاذ جريمة هذا التنظيم إلى داخل المملكة هي مراهنة خاسرة وتهور أرعن، سوف يرتد عليهم ويصيبهم في مقتل وسوف يكون الثمن غالياً، فالمواطن السعودي بكافة أطيافه السنة والشيعة يداً واحدة متعاضدين ومتكاتفين مع بعضهم البعض ضد كل حاقد وحاسد لما ينعمون به من أمن وأمان ولله الحمد والمنة في وطنهم الكبير. إن برقية خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) العاجلة والمهمة التي أرسلها إلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية تبين موقف القيادة السعودية الحازم، فالملك سلمان والذي أساءه شخصياً ما حصل في بلدة القديح بمحافظة القطيف لقد بيّن في برقيته أن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه. وأضاف أن الجهود لن تتوقف عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم. وأفاد سلمان بن عبدالعزيز بأن كل السعوديين فجعوا بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجدا بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء، قائلا: «لقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية». وفي ختام برقيته قدّم الملك السعودي تعازيه لأهالي المتوفين وسأل الله للمصابين الشفاء العاجل. إنها مشاعر فياضة من الملك تجاه أبناءه المواطنين، وإنها لعملية حزم أخرى ضد الإرهاب.. وهؤلاء ومن على شاكلتهم يسمعون بحزم سلمان ولم يجربونه.. لقد حانت ساعة الصفر للقضاء على الإرهاب ومحاربته ومن يخطط له ويدعمه ويتعاطف معه والتجربة خير برهان.