بادي ذي بدء إن صراع دولة فارس قائم مع العرب من أجل السيطرة وتوسيع نفوذها فنجدها قبل الإسلام دائم في صراعات وحروب حتى مع مصر القديمة (الفراعنة) فالعرب دائماً ضحية هذه الحروب والصراعات مما جعلها أمة غير مستقرة اجتماعياً، فلمات بعث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهو نبي مرسل عربي أصيل ودعوته شاملة وكاملة لجميع البشر دون استثناء من أجناس أو عرقيات قال الله تعالى: وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) سورة الكهف، ولما توسعت الدولة الإسلامية ودخلت بلاد فارس في أحضان الدولة الإسلامية بعدما سقطت إمبراطوريتها في معركة القادسية الحاسمة على يد القائد سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - وأصبحت بذلك بلاد فارس ولاية من ولايات الدولة الإسلامية التابعة لإمارة المدينةالمنورة, من هنا بدأت فارس بالتخطيط من منهج عقائدي فاتخذته جسراً لخلق الفوضى في الجزيرة العربية ومنطقة الهلال الخصيب وبلاد الشام واتخذت آل البيت عليهم السلام رمزاً دون غيرهم من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وكبار التابعين، فقامت الخلافة الأموية سنتي 40 للهجرة ودامت تسعين عاماً ولم تسلم من التدخل الفارسي حتى سقطت سنة مائة واثنان وثلاثون للهجرة ومن ثم قامت الخلافة العباسية وفق خطط ونهج إسلامي بالحفاظ على أمن واستقرار الأمة دون أي استثناء من المدن الإسلامية, من هنا أبت بلاد فارس بنهجها الصفوي إلا أن تكون لها يداً في العراق وبلاد الشام فاستخدمت أدواتها من حروب وخلق الفتن والفوضى وتعظيم المزارات وفق أهداف سياسية بغطاء ديني فاتخذت المذهب الأثنى عشري دون غيره وذلك بتجنيد شخصيات دينية بالدعم المالي دون انقطاع على حساب أمن واستقرار الأمة الإسلامية والحضارة العربية من أجل إعادة إمبراطورية يزد جرد الفارسية, ومن هنا لا ننسى قول المستشرق الألماني في كتابه: (تاريخ الشعوب الإسلامية) وعن الدور الصفوي تجاه العرب (بأن لهم دور كبير في تأخير العرب من خلال تصدير الفتن والحروب). فالفرس تاريخياً ليس لهم دور ريادي عبر مئات السنين لنأخذ به ونحفل به ونعتز به ليكون جزءا من تاريخ أمتنا الإسلامية، حتى الخلافة العباسية لم تسلم من الفتن والحروب التي تصدرها بلاد فارس خلال خمسة قرون من العهد العباسي ثم جاءت الخلافة العثمانية ولم تسلم من تلك الفتن حتى أن من الأسباب الرئيسية لسقوطها هو تدخل الفرس تدخلاً مباشراً في شؤونها على حساب أمن واستقرار الأمة العربية ولم تزل تعيش إلى يومنا هذا بفكر وثقافة فارس القديمة (الإمبراطورية الفارسية) فاتخذت ولاية الفقيه حجة ومدرسة ونهج إلى قيام الساعة. وبالله التوفيق. ناصر بن إبراهيم الهزاع - الرياض - حرس الحدود