أمير المدينة يطلع على الجهود المبذولة في عمليات التسجيل العيني للعقارات    «الموارد»: السعودية خامس دول «العشرين» في انخفاض البطالة    الهيئة العامة للصناعات العسكرية تشارك في الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث    تصفيات كأس العالم 2026: أخضر "باهت" يعود بخسارة قاسية من اندونيسيا    الأربعاء.. 3 مباريات من "مؤجلات" دوري يلو    نائب أمير مكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين    هوكشتاين متفائل من بيروت: هناك فرصة جدية لوقف النار    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي إلى 43972 شهيدًا    الجامعة العربية تعقد مؤتمرًا دوليًا بالأردن حول دور المجتمع الدولي في تعزيز حقوق الطفل الفلسطيني    أرامكو ورونغشنغ توقعان اتفاقية لتوسعة مصفاة ساسرف    مجلس الوزراء يوافق على الترتيبات التنظيمية لرئاسة الشؤون الدينية للحرمين وهيئة العناية بهما    محمد بن عبدالعزيز يطلع على جهود تعليم جازان لانطلاقة الفصل الدراسي الثاني    محافظ الخرج يكرم مركز التأهيل الشامل للإناث    أمير القصيم يستقبل سفير أوكرانيا    مجمع الملك فهد يطلق "خط الجليل" للمصاحف    الهويّة السعوديّة: ماضي ومستقبل    جامعة الملك سعود تحتفي باليوم العالمي للطلبة الدوليين    في اليوم ال1000 لحرب أوكرانيا.. روسيا إلى عقيدة نووية جديدة    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود مجلس الجمعيات الأهلية    أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي المتنازل عن قاتل أخيه    مركز الملك سلمان للإغاثة ينظم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة الأحد القادم    «السعودية للكهرباء» و«أكوا باور» و«كوريا للطاقة» توقع اتفاقية شراء الطاقة لمشروعي «رماح 1» و«النعيرية 1»    القبض على مواطن لترويجه 44 كيلوجراما من الحشيش في عسير    ارتفاع أسعار الذهب إلى 2623.54 دولارًا للأوقية    سماء غائمة تتخللها سحب رعدية ممطرة على جازان وعسير والباحة    منتدى الرياض الاقتصادي يطلق حلولاً مبتكرة    «الجامعة العربية» تدعم إنشاء التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع    دراسة: القراء يفضلون شعر «الذكاء» على قصائد شكسبير!    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية الأمريكي    «عكاظ» تكشف تفاصيل 16 سؤالاً لوزارة التعليم حول «الرخصة»    9,300 مستفيد من صندوق النفقة في عام    الأخضر «كعبه عالي» على الأحمر    رينارد في المؤتمر الصحفي: جاهزون لإندونيسيا وهدفنا النقاط    الأخضر يختتم استعداده لمواجهة منتخب إندونيسيا ضمن تصفيات كأس العالم    العتودي الحارس الأخير لفن الزيفه بجازان    اتهامات تلاحق كاتباً باستغلال معاناة مريضة ونشرها دون موافقتها    بعد سيلين ولوبيز وكاميلا.. العالمي هوبكنز يعزف في الرياض    الخليج يواجه الشباب البحريني في ربع نهائي "آسيوية اليد"    وزير الدفاع ونظيره الفرنسي يبحثان آفاق التعاون العسكري    163 حافظا للقرآن في 14 شهرا    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1 %    إصابات الربو في الطفولة تهدد الذاكرة    مرحلة الردع المتصاعد    ChatGPT يهيمن على عالم الذكاء الاصطناعي    سعادة الآخرين كرم اجتماعي    الاختيار الواعي    صنعة بلا منفعة    بيع ساعة أثرية مقابل 2 مليون دولار    (إندونيسيا وشعبية تايسون وكلاي)    لبنان نحو السلام    رسالة عظيمة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية بالمملكة ترتفع إلى مليار ريال    الجودة والتقنيات الحديثة في تحقيق رؤية المملكة 2030″    وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية    المملكة ومكافحة مضادات الميكروبات !    الاكتناز    البرتقال مدخل لإنقاص الوزن    إطلاق كائنات فطرية بمتنزه الأحساء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب «سلمان والرياض - عبق السنين» يسترشد بكلمة خادم الحرمين عن تاريخ العاصمة
ألقاها في مركز الملك فهد الثقافي خلال انعقاد لقاء علوم العمران في عام 1420ه
نشر في الجزيرة يوم 09 - 05 - 2015

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - أن العمران قبل كل شيء هو عمران النفس - عمران الروح بالإيمان بالله قبل كل شيء، فهذا العمران الداخلي الروحي هو الذي يعطينا الأمل ويعطينا الفرصة حتى نُعمَّر أرض الله.
جاء ذلك في كلمة لخادم الحرمين الشريفين في الكتاب الذي أصدرته الهيئة العليا لتطوير الرياض بعنوان «سلمان والرياض - عبق السنين»، وكانت هذه الكلمة حينما كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أميراً لمنطقة الرياض آنذاك في اللقاء السنوي التاسع للجمعية السعودية لعلوم العمران بالرياض بمركز الملك فهد الثقافي في 24-11-1420ه.
وقال - حفظه الله - في معرض كلمته:
أيها الإخوة.. من الأشياء الذي يجب أن أذكرها هو أن العمران قبل كل شيء عمران النفس.. عمران الروح بالإيمان بالله قبل كل شيء. فهذا العمران الداخلي الروحي هو الذي يعطينا الأمل ويعطينا الفرصة حتى نعمر أرض الله.
أيها الإخوة.. هذه البلاد -والحمد لله- تنعم بهذا العمران الروحي الداخلي بنفس الإنسان، وهذا -ولله الحمد- سر تقدم هذه البلاد وعمرانها. لا شك أننا كبشر مأمورون أن نعمر هذه الأرض التي استخلفنا الله فيها. الشيء الثاني العمران في هذه البلاد.. أنا أعتقد، ولا أمل إطلاقاً من ترديد هذه الكلمة، هو عمران الرجال، بمعنى أن هذه البلاد وأذكر هذا الكلام في أول عملي.. لم أكن أعرف مهندساً سعودياً واحداً.. أقصد لا يوجد مثلاً في أمانة مدينة الرياض أو في الأعمال التي أعرفها إلا ما ندر، وهذا يمكن يكون واحداً أو اثنين أو أفراد يعدون على الأصابع. إذاً العمران الآخر هو ما بذلته هذه الدولة في تهيئة الفرص لأبنائها باكتساب العلم والمعرفة في خارج هذه البلاد في بعثات لكل دول العالم.. عربية وإسلامية ودول أخرى في أوروبا وأمريكا. بعد ذلك أنشئت الجامعات والكليات المتخصصة في الهندسة وخلافه، ونرى -والحمد لله- اليوم لا أقول عشرات أو مئات بل آلاف، والحمد لله من الرجال الذين يعمرون ويشرفون على العمران والتخطيط في هذه البلاد. إذاً هذا هو التعمير الثاني، وهذا شيء نحمد الله عز وجل عليه. نحن بحاجة للمواءمة بين الماضي والحاضر، يجب أن تكون الأصالة موجودة عندنا.. نعم بدأنا التعمير في هذه البلاد في كل مناطقها بتعاون مع أخوة لنا مهندسين، وأغلبهم من البلاد العربية كما أعرف، ولم يكن هناك طابع سعودي مميز في كل المناطق والرياض منها. وسأتحدث عن الرياض بالذات. لأن كل الإخوة الذين جاءوا وساعدونا واشتغلوا معنا نقلوا ما درسوه.. نقلوا بيئتهم، وهذا شيء طيبعي. بلادنا كانت بحاجة قصوى لأن تبدأ التعمير وتبدأ العمران، بمعنى أنه لم يكن هناك خطط مسبقة، لأن الوقت لا يعطينا فرصة لوضع خطط مسبقة في الماضي. الناس تريد.. سكناً وطرقاً ومياه وكهرباء وتلفونات ومختلف الخدمات. لو انتظرنا حتى نخطط لهذه تأخرنا عشرات السنين حتى نصل لما وصلنا إليه الآن. وأنا أذكر في الرياض بالذات، يعني أذكر حادثة الآن أو بحث كان في أمانة مدينة الرياض وقت أزمة السكن، كان هناك رأيان: إما أن نوقف كل العمران حتى نوصل خدماتنا، وفي ذلك الوقت كانت فيه أزمة السكن طاحنة، أو نترك الناس يعمرون ونلحقهم بالخدمات، ووزنا الأمر ووجدنا أن نترك الناس يعمرون وتصل الخدمات بعد ذلك، والحمد لله بذلك انحلت الأزمة. أنا لا أقول أن هناك جهلاً ولكن أقول إنه كنا محتاجين في الماضي أن نعمل بسرة في هذه البلاد حتى نؤمن للناس الخدمات وأنا أعني كل المملكة وأتكلم عن الدولة كذلك والمواطن. لما قلت إنه كان من الصعب أن نخطط كل الأمور في وقتها.. أولاً ما هناك الإمكانات الفنية، ثاني شيء ما هناك الوقت اللي نقدر نخطط فيه ونسعى فيه أن يكون فيه عمران يتلاءم مع بيئتنا. لم تكن هناك موارد مالية وكما هو معروف عندكم حتى موارد البترول لم تبدأ تدخل موارد كما ينبغي أن تكون موارد إلا سنة 50 ميلادية، قبل وفاة الملك عبد العزيز بثلاث سنين. وبدأت صغيرة كذلك والبلاد كلها، كل المملكة، في حاجة لها.
أقول عن الرياض مثلاً شيء عايشته وشفته بنفسي، بعد ما فهمت الأمور، يعني أو على الأصح ميَّزت الأمور وأنا صغير. لا أذكر في الرياض شارعاً مسفلتاً إطلاقاً، لا أذكر بيتاً واحداً بالأسمنت المسلح إطلاقاً. كانت الرياض عبارة عن مدينة محاطة بسور وأذكرها لها بوابة الثميري والقري ودخنة وغيرها.. البوابات العديدة. وأنا ما حبيت أوسِّع ولكن أعطي أمثلة. محاطة بسور، تقفل الأبواب بعد العشاء أو الساعة ثلاثة أو أربعة (عربي) يعني التاسعة مساء، يعني مفروض مقفلة الأبواب في الوقت الحاضر. كان خارج السور المربَّع.. المربَّع الذي أنتم فيه الآن وتشوفون بعض عمرانه. هذا المربَّع كان فيه الملك عبد العزيز.. الملك عبد العزيز كان يمارس عمله في قصر الديرة (قصر الحكم الحالي). صباحاً كل يوم يدخل من المربَّع إلى قصر الديرة. طبعاً ما فيه كان مرور ولا زحمة مرور ولا زحمة سيارات. كان فيه شارع واحد يبدأ من دروازة المربَّع الجنوبية إلى قبل بوابة الثميري.. مرصوف بالحجر يمكن بعض الإخوان يذكره الآن. ليس إسفلتاً ولكن حجر رصف.. يجيء من هنا ويجيء من عند الشمسية موجودين عندها الآن وبعدين من عند خزان هذا اللي نحن الآن في طرفه.. خط ضيق لسيارتين.. متعرِّج حتى يجيء الآن مع شارع الملك فيصل الآن يوصل قبل الثميري يوقف.. هذا الشارع الوحيد اللي في الرياض. وكانت السيارات تجيء مع شارع الثميري أو مع أسواق الرياض الصغيرة. إذا تقابلت سيارتان لازم واحد يرجع حتى الثاني يمر.. الثميري كانت تمشي سيارتين فيه.. والغبار كأنه ضباب في الرياض دائماً لأنه ما فيه شوارع مسفلتة والناس يعني تشوف الرياض كأنها دائماً في ضباب من غبار السيارات. وكنَّا عايشين مع هذا الوضع. لما أقول إن بئر المربَّع.. مقر الملك عبد العزيز وسكنه وفيه جزء من ديوانه يمارس فيه عمله بعد العصر وبالليل. وفي الصباح بقصر الحكم. أعني أهم مركزين في الرياض لم يربطها ببعضها إلا شارع واحد طريق يعني ليس شارعاً وإنما طريق صغير مرصوف بالحجر. لم أعرف بيت حجر واحد في الرياض إلا بعد أوائل السبعينيات الهجرية أو أواخر الستينيات الهجرية وترى اليوم ما نرى فيه.
بدأت التنمية في الرياض. كان فيها بلدية صغيرة تعتني فقط بالنظافة وبعض المرافق البسيطة. أعرف منهم، يعني قبل ما أعرف الأخوان في الأمانة معروفين، الأخ محمد حسن أخضر. بعده في عهد الملك سعود بدأ وعين الأخ فهد الفيصل -رحمه الله. كنَّا في هذه البلاد بفضل الله قبل كل شيء ثم الملك عبد العزيز وضع الركائز وهذه الأسس. هدم الحامي السور الرياض بدأت الناس طلعت من قبل... طلعت من المربَّع بسيط.. طلعت في خارج سور الرياض في الحنبلي وغيرها.. وغيرها من بعض الحارات الأخرى.. طلعت في جنوب الرياض ما يسمى الآن حلة الأحرار. وكان لا يوجد مكان يباع فيه أكل إلا فيها إطلاقاً وأذكر ونحن صغار يجينا الأكل.. نشتري منها الأكلات الخفيفة. والسبب فيها لا فيه مقهى لا فيه مطعم لا فيه حتى مخبز.. لماذا في الحارة هذه المطاعم؟ لأن سيارات النقليات التي تجيء من المنطقة الغربية.. من مكة ومن جدة قبل السكة الحديد. كانت تجيء من هناك بالبضائع فكان الناس تجيء لسيارات اللواري والتي تقف هناك لتنزيل الحمولة ويأكلون من تلك المطاعم.. ليست مطاعم، هي دكاكين في الواقع تسوي مطبق ومشبك وسمبوسة والأشياء هذه كلها. هذا اللي أذكر في الرياض نفسها. وكان لا يوجد خدمات غير هذه. والحمد لله بيوت الناس مفتوحة للضيافة يعني الأوتيلات البيوت.. المقاهي البيوت.. كل إنسان يأتي لبيت قريبه أو صديقه وهكذا. وكان الأكبر والأعم مضيف الملك عبد العزيز، الخاص في القصر والثاني في ثليم. تأكل الناس مجاناً فيه من كل محل. بعد ذلك في عهد الملك عبد العزيز، وكان هذا عنصر مهم في تطور الرياض. عندما وصلت السكة الحديد من الدمام إلى الرياض، كانت عنصر مهم في النهضة الحقيقية وفتحت الرياض وأصبحت الرياض ميناء تجيء المواد إليه. من هذي النقطة عام 71ه على ما أذكر بدأت الرياض تأخذ مداها بعد كان عند الدولة شيء من الداخل. وبدأ في عهد الملك عبد العزيز التطور.. كما قلت أزيل السور من الرياض.. بدأت الحارات جنب المرقب في شرق الرياض، وحلة القصمان. الأخوان أهل القصيم سكنوا فيها كلهم، وهم طبعاً أهل تجارة وأهل عمل ويذكرهم بعض الأخوان. بعدها صار جدب. حزءنا كثير من البادية وسكنوا الرياض في بيوت الشعر. أمر الملك عبد العزيز أن يسكنوا في منفوحة في جنوب الرياض.. منفوحة ليست بالأساس بين الرياض وبين منفوحة الاسم.. هذي موجودة الآن، خططت ووزعت أراض، وسكنوها الناس.. تخطيط مبدئي.. بعدين خططت فيلأخير أفضل شوي. بدأت الرياض تنمو من الغرب بدأت حي البديعة.. أنا أعرف الحي هذا.. نطلع من الرياض من المدرسة بقصر الحكم نروح للبديعة.. نطلع من دروازة الشميسي من هناك.. صحراء.. لا يوجد شيء بين وادي حنيفة في البديعة وبين هذه. هناك عليشة، مزرعة الأمير محمد، ونروح البديعة ما فيه شيء. بعدين وضِع خط ليس بأسفلتي.. خط مرصوف. لأن الضيوف للقصر في الرياض يسكنون في البديعة. بعد ذلك راحت الرياض تنمو في كل مكان.. الشرق والغرب واللي غيرها. الفوطة هذي كانت نخيل، تعرفونها. الوسيطي اللي داخل الرياض كانت نخيل قبل. ما أعرف هذي الحقيقة.. أنا اللي عشت بعضها في الفوطة وغيرها. في عهد الملك سعود، رحمه الله، كما قلت، عين الأخ فهد الفيصل، رحمه الله. وانتقلت الدوائر الحكومية والوزارات للرياض.. بدأ العمران المكثف. بعد ذلك فتحت شوارع في داخل البلد، وهنا أقول سوف أقول كلمة. فتح الشوارع القصد منه توسعة الطرق للمرور ومنها كذلك منفعة ثانية أن أصحابها استفادوا من التقديرات التي قدرتها الدولة وبالتالي استطاعوا يبنون ويعمرون بالأسلوب اللي شفتوه في بعض الشوارع.. بعض الأخوان العرب اللي كانوا يصممون المباني.. لم يكن هناك اهتمام للتواؤم مع البيئة.. ليه؟ لأن كل الناس كل واحد يريد بيت حجر.. كل واحد يريد عمارة.. كل واحد يريد فيلا يسكن فيها.. فما كان فيه وقت للناس يخططون ولا إمكانيات يخططون. الواقع للملك سعود - رحمه الله - جُهد يذكر فيُشكر على الرياض وبداية تعميرها. وأنا يا إخوان هنا اسمحوا لي أقتصر على الرياض حتى لا أوسع المجال، لكن الرياض رمز. أنا قلت يوم من الأيام الرياض عنوان الكتاب للمملكة كلها.
بدأ العمران وبدأ التوسُّع، وبعد ذلك تولى أمانة مدينة الرياض الأخ عبد العزيز الثنيان. وبدأنا في الواقع.. كانت أنشئت وكالة وزارة الداخلية لشؤون البلديات.. جاء مخطط دوكسيادس الذي هو المخطط الأساسي للرياض الواقع. وبدأ يكون فيه شيء من التخطيط.. كان يومها تخطيط المدن في وكالة الوزارة لشؤون البلديات بالتعاون مع الأمم المتحدة وجاء مخطط دوكسيادس. وبعدين كان الملك فهد - رحمه الله - هو وزير الداخلية وأمر بتشكيل لجنة تشرفت برئاستها لتقييم مخطط مدينة الرياض. وصار العمل هذا وتحولت لجنة التقييم هذه إلى هيئة تطوير مدينة الرياض. وبدأ العمراني. والتخطيط الحكومي أكثر منه تخطيط عمراني للبناء الواقع. بداية من هناك كان هناك في الواقع دفع كبير للتطور. في عهد الملك فيصل، رحمه الله، كما تعرفون، كان هناك أزمة مالية في أول الأمر. لما استلم الملك فيصل قعدنا كم سنة حتى الدولة تنظر أمورها وترتبها. بدأنا، اتصل الموضوع بما بدأه الملك سعود -رحمه الله- وبدأنا نفتح شوارع كبار كذلك. أنا أذكر الملك فيصل - الله يرحمه - ناداني وقال لي: نريد أن نفتح عدة شوارع في الرياض حتى نعطي الناس مادة منها نوسِّع بعض الشوارع ونصلحها ومنه نعطيهم مادة حتى يقدرون يشتغلون، وفعلاً شارع الإمام تركي الذي هو الشميسي الجديد وأكبر شوارع الرياض في الوقت الحاضر، والشارع الذي يروح من قصر الحكم جنوباً وبعض شوارع أخرى كذلك حتى نعطي فرصة أخرى.
بدأ، وأنتم تعرفون ذلك خلال هذه الفترة بعد عام 73 ميلادية، الدخل يتوسع للدولة، وأنا أكره أسميها الطفرة في الواقع لكن أقدر أسميها دائماً الوفرة بدل الطفرة. وأذكر وزارة المالية كانت في وقت من الأوقات بعد الملك خالد - رحمه الله - تقول تعالوا أعطونا مشاريع، ويمكن بعض الإخوان يذكرون ذلك، تقول أعطونا مشاريع عشان نعطيكم اعتمادات. قام الأخ عبدالعزيز الثنيان بواجبه كاملاً وانتقل من الأمانة. وجاء بعده الأخ عبدالله النعيم وعمل كذلك مثل إخوانه السابقين جهدهم الممتاز. ومن حسن حظ الأخ عبدالله كذلك في تلك الأيام أن الاعتمادات كانت متوفرة. وهذا شيء ممتاز -والحمد لله- بدأنا عملاً كبيراً في الرياض.. وهنا أحب أقول مثلاً المشاريع الأساسية الطريق الدائري أو طريق الملك فهد أو طريق مكة أو المشاريع الكبرى في الرياض الواقع أو مثلاً قصر الحكم أو جامعة الملك سعود أو جامعة الإمام أو.. أو.. هذه الأشياء -الحمد لله- نشوفها كثيرة عندنا. بدأت فكرتها في ذلك الوقت.. بعضها بدأ وبعضها الفكرة بدأت منه.
هناك اجتماع في هيئة تطوير مدينة الرياض تاريخي.. أظن عام 1401ه أو 1402ه حضره الملك فهد - رحمه الله - لما كان ولي العهد، في الملز في مقر الهيئة السابق، ولا أنسى مشروع الحي الدبلوماسي كذلك بدأ في عهد الملك خالد - رحمه الله - وكان هذا من مشاريع النهضة الأساسية، وكلفت لجنة كذلك خاصة بنقل السفارات ثم دمجت مع هيئة التطوير. في ذلك الاجتماع عام 1402ه أقوى دفعة جاءت للرياض الحقيقة. حضور الملك فهد والوزراء المختصين كلهم وهو رأس الهيئة. توفرت الاعتمادات التي نريد لأنه كان هناك سيولة كافية في الدولة. بعد الأخ عبدالله وعمل جهد مشكور يشكر عليه، ليته لم يكن حاضر.. هذا الواقع الأخ عبدالله النعيم، وكان لمرونته كذلك أثر كبير في تسهيل كثير من الأعمال الحقيقة، والتعقيب على كثير من الأمور، كان يروح بنفسه للدوائر يعقِّب في كل محل يعني يشتغل أمين مدينة الرياض ومعقباً في الوقت نفسه، كان الأخ مساعد العنقري أيضاً وكيل الأمانة وجاء أمين مدينة الرياض وعمل جهداً ممتازاً الأخ مساعد كذلك، والآن الدكتور عبدالعزيز العياف يتولى الأمانة نرجو منه وهو أستاذ الجامعة أن يتعاون مع هذه الجمعية وأن نلائم بين الأصالة والحداثة.
ويمكن تشوفون موجودة عندكم أكيد، صور جوية للرياض في أوائل الخمسينيات تريكم الرياض نفسها يعني صحراء إلا هذا المكان الصغير، حتى البيع والشراء أنا أذكر وأنا طفل مع أبوي ونحن أولاد أطفال فيه دكانين فقط في شارع الثميري تبيع حلاوة فقط، يوقف بنفسه الملك عبدالعزيز ويشتري لأطفاله حلاوة منها، ما عدا التي في الصفاة تشوفون صورها الآن اللي بين الجامع وفي الصفاة نفسها فيها الدكاكين لا أقل ولا أكثر، وفي المربَّع دكان واحد دكان بن درويش، واللي يبيع فيه عبدالله بن عروة. نجيء ونشتري منه حلاوة فيما يعطينا أبوي، يعطينا دين إلى نهاية الأسبوع، يعني أنا أتكلم بصراحة، شوفوا الإمكانات التي عندنا، أنا أريد أجيالنا الحاضرة تعرف بالضبط ما عندنا. أشرف ما عندنا وأكرم ما عندنا مكة الله يشرفها والمدينة، كنا لما نذهب الحج لمكة أعياد عندنا. تُعم لأنا رايحين نحج وكنا نحن أطفال نشوف الأشياء بعض المأكولات والآيسكريم أو القازوز أو الأشياء هكذا، بداية الكوكاكولا والسفن أب وغيرها ما هي موجودة إلا في مكة، حتى جدة كان محدود اللي فيها، كان التركيز كله في مكة.
وهنا لا أنسى أهم شيء بفضل الله عز وجل على هذه الدولة أنها عمرت بيوت الله وفي مقدمتها الحرم المكي والحرم النبوي، بدأت من عهد الملك عبدالعزيز ثم الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد والملك فهد. ويجب أن يذكرون كلهم. الملك فهد الله شرفه كذلك أن يشرف على هذا العمران ونهايته ويوسع فيه في مكة والمدينة. فهذه نعمة كبرى علينا كذلك وبيوت الله في كل محل. جدة مثلاً ذكَّرني الأخ محمد سعيد فارسي قدامي أشوفه الآن. جدة أعرفها أنا شخصياً محاطة بسور، والسور ما أعرفه في الواقع ما أذكره لكني أعرف جدة الحالية، بعدها صحاري.. صحاري صحاري صحاري. يعني شمال جدة الآن من يوم تطلع من جدة من الخارجية بعد ما بنيت.. تذكرون وفيه البغدادية كذلك بنيت بعدين وفيه المطار وما عند المطار القديم وبعده صحراء، صحراء تماماً، مكة الله يشرفها حول الحرم إلى أن تصل المعابدة من شرق أو المسفلة من غرب وتوقف، هذا القياس في كل أنحاء المملكة.
يا إخوان أنا أردت أن أعطي فكرة عن الماضي وما نشوفه في الحاضر التي من نعم كبيرة.. من عمران من خدمات بكل المجالات من القاعات مثل التي فيها الآن. أنا أذكر اجتماعاتنا في الرياض بعد ما صار لنا شيء من التطور في مقصف في شركة الرشد أمام بوابة الثميري هو المكان اللي يمكن نعقد فيه احتفالات أو اجتماعات فقط هذا عقب التطور. الآن الحمد لله لو أردنا عشرين مؤتمراً عقدت في الرياض عقدت فيها. نوصل لما نحن فيه الآن بمناسبة المئوية، عمل هذا المركز اللي عنكم مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، يا جماعة بين الماضي والحاضر فيه بيوت الطين وفيه الدارة وفيه المتحف وفيه مكتبة الملك عبدالعزيز وفيه قاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات التي نحن فيها الآن وفيه أماكن الترفيه الموجودة، هنا نريد بالمئوية في الواقع كما قلت وأكرر ليس للمظاهر، ليس للدعاية لأن للذكرى وللحمد قبل كل شيء على ما نحن فيه الآن والشكر لله عز وجل قبل كل شيء، ثم نذكر أنفسنا وأجيالنا الحالية والمستقبلية بما كنا فيه وما نحن فيه الآن.
نعم هناك أشياء موجودة من يوم خلقنا والحمد لله، ديننا قبل كل شيء وعقيدتنا ثم رجولتنا وشهامتنا وأصالتنا، هذه ما فيها شك والحمد لله، لكن الأشياء التي نحن فيها والآن الحمد لله، الواحد ما كان يحلم.. أنا كشخص اشتغلت مدة في الرياض طويلة، لم أكن أحلم بشيء من هذا، لما جاء الخط الدائري مثلاً كان داخل الرياض تتذكرون يا جماعة، ولما اضطررنا نوسع والآن نحاول قدر الإمكان نحاول حلول أخرى فيه أقول الحمد لله، الشكر لله قبل كل شيء ثم شكراً لملوكنا الذين أوصلونا لما نحن فيه الآن من الملك عبدالعزيز المؤسس الباني إلى أبنائه حتى الملك فهد وولي عهده الأمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.