معظم المتابعين للإعلام الرياضي اليوم، يسجلون حسرتهم الشديدة على ما آل إليه واقع هذا الإعلام. ويستندون في حسرتهم على مجموعة من الظواهر التي تشكّلت مؤخراً، إنْ كانت في الصحافة الورقية والإلكترونية، أو البرامج التلفزيونية والإذاعية، أو مواقع التواصل الاجتماعي. وقد يسأل أحد الشباب المحبين للرياضة: - ماذا تريدون من الإعلام الرياضي؟؟ هل تريدونه أن يناقش معاهدة المياه بين مصر والسودان وأثيوبيا؟! أو يتابع الانتخابات في تل أبيب؟! هذا الشاب، ومعه معظم الشباب، يريدون من الإعلام الرياضي أن يتابع أخبار أنديتهم ولاعبيهم المحليين والأجانب، وأن ينقل تصريحات الرؤساء والمدربين والإداريين، وليست لديهم أية مشاكل في «الطقطقة» على الأندية المنافسة واللاعبين، إذا كان في الطقطقة ما يجعلهم مبتهجين، حتى ولو وصل الأمر إلى أن يشعر المنافسون بالحرقة. وما بين حسرة المتحسرين ومتطلبات المشجعين، يصبح من الصعب أن يكون لدينا إعلامٌ رياضي موضوعي. لا بدَّ في النهاية أن يسقط هذا الإعلام في دوائر التعصب أو التطرف أو الإساءة أو التسطيح أو التشويه للقيم. وغالباً، هذا هو حال الإعلام الرياضي في كل مكان في العالم، لكونه مرتبطاً بثقافة المدرجات، وهي ثقافة تقود الإعلاميين وليس العكس. كيف نستطيع إذاً أن نحول إعلامنا، بكل جيوشه الهائلة، إلى إعلام يقود ولا ينقاد؟! هذا هو سؤال المرحلة، وكل مرحلة؟! وسوف لن يستطيع الإجابة عليه، سوى الإعلامي الذي ينجح في التخلص من ميوله ومن شهواته في كسب المال والشهرة، على حساب وعي الجماهير وأمنهم الفكري.