بعد توقيع الاتفاق الإطاري بين إيران ومجموعة 5+1 التي تقودها أمريكا لتسوية الملف النووي الإيراني, بدأت الأطراف الموقعة للإطار تظهر مواقفها من هذا الاتفاق, فالإيرانيون يرون أنه لم يذهب سُدىً تمديد التفاوض ليومين. تنازل الإيرانيون كثيراً من دون أن يخسروا كل شيء، وتراجع الغربيون قليلاً فلم يربحوا كل شيء. وبموجب اتفاق المبادئ الذي توصلت إليه مع الدول الست الكبرى تخفض طهران مخزونها من اليورانيوم المنخفض النسبة من عشرة آلاف كيلوغرام إلى ثلاثمئة فقط. في المقابل تحتفظ بحوالي ستة آلاف ومئة جهاز طرد مركزي من أصل التسعة عشر ألفاً بعد أن كانت فرنسا لا تقبل قبل عام بأكثر من بضع مئات والأميركيون بأربعة آلاف. وتتعهد إيران بتحويل موقع فوردو إلى مركز أبحاث نووي فيزيائي يتوقف فيه التخصيب، وفي المقابل تتواصل أعمال التخصيب في موقع نتانز شرط ألا تُستخدم فيه أجهزة حديثة. وتوجه كل من محمد جواد ظريف وجون كيري إلى المعترضين على الاتفاق في بلديهما، مركزين على البنود التي تراجع فيها الطرف الآخر. وقال وزير الخارجية الأميركي: «لقد اتفقنا على أن تشحن إيران كل وقودها المستهلك من مفاعل أراك إلى الخارج، وقد وافقَتْ هي على عدم بناء أي مفاعل آخر يعمل بالمياه الثقيلة». وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال من ناحيته: «إلى شعب إيران الفخور بنفسه أقول إننا سنواصل التخصيب وسنواصل الأبحاث والتطوير وسنطور مفاعل أراك للمياه الثقيلة». ونسبة تخصيب اليورانيوم وفق الاتفاق في جنيف، كانت 5% وانخفضت بموجب اتفاق المبادئ إلى 3.67%. ولن يكون بإمكان إيران إنتاج مادة البلوتونيوم في مفاعل أراك الذي سيُعاد تصميمه وبناؤه من جديد، وفق معايير مختلفة على أن تُدمر نواة المفاعل القديمة أو تُنقل إلى الخارج. لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي المعروف بتشدده حيال برنامج إيران النووي، انضم إلى المرحبين بالاتفاق، وقال «إنه يجب الحكم إيجابياً على اتفاق المبادئ هذا، فهو إيجابي، والحل الذي أُنجز مفيد». وتُرفع بموجب اتفاق المبادئ العقوبات الأوروبية والأميركية عن إيران إذا التزمت بتعهداتها، أما عقوبات الأممالمتحدة فتُرفع تدريجياً وبموازاة التزامها بالشفافية حول التخصيب. ونزل مئات الإيرانيين إلى شوارع العاصمة طهران بعد توقيع الاتفاق للاحتفال به وسير المحتفلون مواكب سيارة في جادة والي العصر ما أدى إلى توقف السير في جزء من هذه الجادة التي تجتاز العاصمة من جنوبها الى شمالها، فيما أطلق السائقون العنان لأبواق سياراتهم بينما راح المشاة يغنون ويرقصون على الرصيف. وفي تل أبيب أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجمعة، أن الاتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه، هو خطوة في اتجاه خطير. وقال مارك ريغيف للصحافيين إن «الاتفاق الإطار خطوة باتجاه في غاية الخطورة»، مضيفاً أن «الهدف الوحيد» لإيران هو حيازة القنبلة الذرية. ويرى أن الاتفاق «لا يترك لإيران بنية تحتية نووية واسعة فسحب، بل إنه لا يقود إلى إغلاق منشأة نووية إيرانية واحدة، ويسمح لإيران بالاحتفاظ بآلاف أجهزة الطرد المركزي لمواصلة تخصيب اليورانيوم، ويسمح لإيران بمواصلة البحث والتطوير من أجل بناء أجهزة جديدة للطرد المركزي أعلى أداء». وأجرى نتنياهو أمس مشاورات مع كبار المسؤولين الأمنيين على ما أفادت أجهزته، بعدما قال ليل الخميس- الجمعة للرئيس الأميركي باراك أوباما إن الاتفاق حول النووي الإيراني يهدد بقاء إسرائيل. ولم يتردد نتنياهو في تحدي البيت الأبيض عندما ألقى كلمة أمام الكونغرس في الثالث من مارس عبر فيها عن معارضته الشديدة للمفاوضات الجارية آنذاك بين القوى الكبرى وإيران، مما أدى إلى أسوأ أزمة في العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. وكان المتحدث باسم نتنياهو قد قال في تغريدة على موقع تويتر إن «رئيس الوزراء نتنياهو قال للرئيس أوباما إن اتفاقاً (نهائياً) يستند إلى هذا الاتفاق الإطار من شأنه أن يهدد بقاء إسرائيل». وقبل ذلك، اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس، مؤكداً له أن هذا الاتفاق يمثل «تقدماً كبيراً»، وأن التزام الولاياتالمتحدة الدفاع عن إسرائيل «لا لبس فيه». وأوضح البيت الأبيض أن أوباما الذي توجه بعد ظهر الخميس إلى مدينة لويسفيل في ولاية كنتاكي اتصل هاتفياً بنتنياهو من الطائرة الرئاسية. وأضاف أن أوباما أبلغ نتنياهو أنه طلب من فريقه لشؤون الأمن القومي «تكثيف» المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة حول سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.