قال مدير جامعة الجوف الأستاذ الدكتور إسماعيل بن محمد البشري، إنه يمكننا القول بأن الخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله يعتبر خطاباً مفصلياً حاسماً لكل التحليلات والتنبؤات من داخل وخارج المملكة حول توجهات الدولة في عهده يحفظه الله. هذا الخطاب، وضع نقاطاً كثيرة على حروف المستقبل المرتقب للمملكة داخلياً وخارجياً، فمن يقرأ كلماته يحفظه الله، يجدها برغم قصرها شاملة لكل ما يجول في خواطر المواطنين والعرب والمسلمين والعالم أجمع عن المملكة في مرحلتها الجديدة بقيادة الملك سلمان حفظه الله. فعلى الصعيد الداخلي أكد الخطاب عزم الملك سلمان على التحديث الشامل والتطوير العاجل لكل ما يخدم المواطن من تعليم وصحة وإسكان واقتصاد وجوانب تنمية وأمن شاملة، فوجه خطابه يحفظه الله للقطاعين الحكومي والخاص بأن يقوم كل بدوره فيما يضمن رغد العيش للمواطن السعودي، الذي أثبت ولاءه وانتماءه لوطنه وقادته على مر المراحل التاريخية من عمر الوطن والتحديات الكبيرة التي واجهها داخلياً وخارجياً. إن هذا الخطاب الأبوي التاريخي وهو يلامس قلوب المواطنين وهمومهم وتطلعاتهم، ويقدّر لهم دورهم الكبير، لهو إعلان جديد بأن هذه البلاد صورة فريدة للتقارب والتلاحم بين الشعب والقيادة، فمن جهةٍ يقدر الملك للشعب وقفاتهم ودورهم المؤثر في تنمية وأمن بلادهم، ومن جهةٍ ثانية يعدهم بتطوير ما يقدم لهم من خدمات، وتحقيق قيم العدالة والمساواة والحرية المنضبطة والمحاسبة ومحاربة الفرقة والفساد وكل ما يهدد أمن البلاد واستقرارها. وعلى الصعيد الخارجي، فإن من يقرأ ما قاله الملك سلمان في خطابه التاريخي، يعرف يقيناً بأن مؤسس الدولة السعودية طيب الله ثراه قد وضع الأساس المتين والمنهج الحكيم لهذه البلاد، وانطلق في بنائها معتمداً على ربه متمسكاً بتعاليم دينه الحنيف، ومعلناً دولته نصيراً قوياً راسخاً لقضايا الإسلام والسلام والإنسانية، ولاعباً دوراً محورياً في كل ما يستجد من قضايا ومتغيرات إقليمية وعالمية، وحاملاً لواء المبادرات فيما يحقق السلام في العالم ولا يتعارض مع منهجها القويم ومعاهداتها الدولية، واضعاً نصب عينيه ثوابت الدين التي لا تُمسّ، وثوابت الوطن والمجتمع التي لا تتغير مهما تقدمت البلاد وتطورت، وهكذا سار أبناؤه الملوك رحمهم الله. لا يمكن لقارئ خطابٍ كهذا الخطاب، أن يمرّ عليه دون الوقوف مليّاً على حنكة الملك سلمان وحكمته ورؤيته وقدرته الواضحة على إدارة الوطن وفقاً لمعطيات التاريخ والحاضر ومتطلبات المستقبل. فهنيئاً للوطن هذا الملك الحكيم، سائراً بنا للعلا، مكملاً ما بدأه الملك المؤسس طيب الله ثراه، وواصله الملوك الأوفياء رحمهم الله جميعاً وجزاهم خير الجزاء. ختاماً .. علينا جميعاً في هذا الوطن الغالي وعلى اختلاف مهامنا ومسؤولياتنا، أن نكون بحجم هذه الثقة العظيمة من الملك سلمان حفظه الله، وأن نسخّر كل طاقاتنا للإسهام في البناء والتغيير والتطوير فكراً وعملاً وإخلاصاً وإنتاجاً لا يتوقف، وكما وعدنا سلمان بالعدالة بين الأفراد والمناطق، نعده بأن نكون كما يريدنا وأكثر، باذلين كل ما بوسعنا للذود عن ديننا ووطنا والسعي لرفعته وأمنه ورخائه، وأسأل المولى القدير أن يبارك جهود الملك سلمان وخطواته الوثابة الجادة نحو الأمام، وأن يعين ولي عهده الأمين وولي ولي العهد على كل ما فيه خير وأمن ورخاء هذا الوطن المعطاء، إنه سميع مجيب.