اطلعت على مقال الأستاذة القديرة سمر المقرن في عمودها مطر الكلمات والمعنون ب (ماذا بعد إغلاق الأسواق في التاسعة مساءً؟!) وعليه أود التعليق بأن التوجه الجديد بإصدار قرار بإغلاق المحلات في تمام الساعة التاسعة مساءً في ظل تنظيم شامل يحقق متطلبات وحاجات المجتمع، قرار يعد إن شاء الله لو تحقق أعظم وأكبر خطوة في طريق العمل لسعودة الوظائف والمهن في كل هذه المحلات التي لا زالت تعيش تحت سيطرة تامة من الإخوة غير السعوديين الذين يعملون في ظل عدة ساعات عمل منفرة وطاردة لكل أبناء الوطن الذين لديهم استعداد للعمل في مثل هذه المحلات وفي كافة المهن ولكن ساعات العمل الحالية شبه الدائمة تعد أكبر عائق في التحاق المواطن للعمل في هذه المحلات، فالمواطن يظل إنساناً اجتماعياً تختلف ظروفه عن ظروف العاملين من الإخوة غير السعوديين الذين يعملون بما يشبه التفرغ التام للعمل في هذه المحلات. ومما لاشك فيه أن إغلاق المحلات باكرا له مردوده الاقتصادي والاجتماعي.. ولكن لن يكون له فائدة دون قرار عدم إغلاق المحلات وقت الصلاة كما هو معمول في كل البلاد الإسلامية، فإلزام المحلات بوقت محدد مع أن وقت الصلاة فيه سعة تضييق على الناس، فالإقفال لنصف ساعة وتمتد أحيانا إلى 45 دقيقة شلل للسوق من قبل صلاة المغرب بساعة إلى بعد صلاة العشاء. فالناس تتفادى الخروج لقضاء حوائجها إلا بعد العشاء تجنبا للإقفال المتكرر وترك عوائلها وأطفالها في الممرات والطرقات. كما أن الفكرة إيجابية لصالح تقليص البطالة، ولكن هل ستبقى رواتب الموظفين في القطاع الخاص كما هي أو سيقلصها ملاك المحلات، بالنسبة لنا كأسر سعودية فالوقت ضيق جداً لقضاء الحوائج ففي الشتاء العصر يذهب قسطاً من الراحة، وهذا القرار لن يكتمل نجاحه بفرض الإغلاق وقت الإقامة فقط لحين الانتهاء من الصلاة. كما أن هنالك جانب آخر هو أن على الدولة مطالبة بقرارات جريئة تعالج اختلالات وأمراض اجتماعية وسلوكية أصبحت جزءا من حياته لا يريد التنازل عنها ومن ضمنها ترك القطاع الخاص للأجانب واحتقار العمل ومنع النساء من العمل ومنعهن من قيادة السيارات وإدمان الفوضوية في كل جوانب الحياة. ولكن هل لدينا عملياً حلول لتوظيف الشباب من الجنسين من جميع مخرجات التعليم؟ من يبحثون عن عمل من الشباب أعدادهم بتزايد كبير جدا وليس لهم مجال عمل إلا بالقطاع الخاص وإذا لم يتم تحديد ساعات العمل ليس إلى الساعة التاسعة بل المفروض الساعة السادسة مساء 90% من محلات التجزئة لوافدين متستر عليهم من قبل سعوديين وسعوديات وحقيقة نرجو ونتأمل من وزارة العمل الوقوف بصف هؤلاء الشباب من الجنسين، هؤلاء الشباب كالبركان إذا لم يوجد لهم عمل سوف يشكلون خطرا على أمن المجتمع وأمن الدولة.