أ. محمد سلماوي رافق نجيب محفوظ طويلاً.. وألَّف عنه كتاباً عنوانه (في حضرة نجيب محفوظ)، صدر عن الدار المصرية اللبنانية. وقد كتب أنيس منصور عنه يوماً.. وقال: كاتبنا محمد سلماوي يرى أن نجيب محفوظ مثل حديقة جميلة متنوعة الأشجار والأزهار، وأنه يجب أن يجمع من حين إلى حين ثمارها الناضجة، وأن يقدمها للقراء دليلاً على أن نجيب محفوظ إن لم يكتب فهو يقول.. وفي الكتاب يعرض محمد سلماوي.. كيف يكتب نجيب محفوظ.. ويقول: سألته يوماً كيف تكتب؟ فقال: لقد كتبت بأكثر من طريقة، فقد دخلت في بعض الأحيان على القصة وأنا أعرف مسبقاً جميع أبعادها من أحداث وشخصيات وخلافه، فلم يطرأ عليها أثناء الكتابة إلا ما هو وحي القلم. ومهما يكن العمل مكتملاً قبل الكتابة، فإن هناك دائماً الإضافات والتعديلات التي تتم أثناء الكتابة، وهي ما أسميها وحي القلم.. وفي بعض الأحيان.. كنت أبدأ القصة من نقطة الصفر، أي أنني أمسك القلم وأكتب جملة واحدة مثل (دخل فلان الحارة) دون أن أعرف ماذا سيفعل هذا الشخص في الحارة..؟ وأحياناً أجد أن شخصية ثانوية تكبر وتأخذ أبعاداً أكثر بكثير مما كنت مقدراً لها.. وفي أحيان أخرى تتغير النهاية عما كنت أتصوره. وبلا شك فإن الكاتب خلال فترة التبييض وإعادة الكتابة يعمل حسه النقدي، لكن موهبته في أثناء ذلك لا تكون معطلة، فهو يعمل النقد والموهبة معاً. وهناك سنوات توقف فيها نجيب محفوظ عن الكتابة.. وكانت خلال الفترة من 1952 إلى 1956م. وقال عنها: الرغبة في الكتابة ليست هي كل شيء ولكنها ضرورية، فبدونها لا تكون هناك كتابة.. كانت لديَّ مجموعة أفكار وموضوعات احتفظت بها في كشاكيل، لكني لم أكتب منها شيئاً. وعن القلم قال نجيب محفوظ: القلم هو شيء يوازي روحي تماماً، فحياتي كلها كانت مرتبطة بالقلم صعوداً وهبوطاً.