الأميرة الدكتورة سارة بنت فيصل بن بندر آل سعود, واحدة من بنات الوطن اللواتي يفاخر بهن، تلقت تعليمها فيه حتى تخرجت في جامعة الملك سعود من كلية علوم الحاسب الآلي، ثم أكملت دراستها العليا في الخارج، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة (UCL) بلندن، في «التفاعل الإنساني الحاسوبي» (Human Computer Interaction)، وهو التخصص الذي وجدت نفسها فيه, وكان باكورة أحلامها. ثم أكملت طموحاتها بتأسيس شركة ( أنامل تيك) التي طرحت تطبيق (باكا) الخاص بأجهزة الأندرويد والجولات الذكية الذي يجمع بين ألعاب رياض الأطفال ومحتوى تعليمي متعدد اللغات، حيث يقدم تطبيق «كاروسل باكا « أرجوحة «باكا الدائرية» خمس لغات للطفل وهي: العربية، والإنكليزية، والإسبانية، والفرنسية، والكانتونية. التقينا صاحبة السمو عبر هذا الفضاء التقني الواسع وكان لنا معها هذا الحوار: * تطبيق (باكا الألباكا) يجمع بين اللعب والمحتوى التعليمي، هل هذا الجمع كان مقصوداً؟ - نعم، إن هذا الجمع كان متعمداً. لقد أردنا أن نطوّر تطبيقات تمكّن الأطفال من اكتساب المعرفة من خلال اللعب والمرح. * هل تطبيقات الألعاب ذات المحتوى التعليمي أو ذات الفائدة ستجذب الأطفال عن تطبيقات الألعاب الأخرى التي قد يكون فيها ضرر على حياة الطفل نفسها؟ - كان لطرح الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في الأسواق دور أساسي في إحداث ثورة في كيفية تفاعل الأطفال مع التكنولوجيا، وخاصة الصغار في سن ما قبل المدرسة. إن سهولة استخدام وقوة هذه الأجهزة جعلت من السهل على المطوّرين طرح تطبيقات جذابة يتمتع بها الأطفال الصغار ابتداء من عمر الثلاث سنوات. لقد أصبحت التكنولوجيا جزءاً أساسياً من حياة الطفل الحديث وبإمكانها أن تكون بالتأكيد مفيدة لنموه العلمي، حيث تسمح للمعلومات أن تقدم بطريقة مرحة وجذابة مقارنة بالبرامج التعليمية التقليدية من خلال استخدام الألعاب كمحفزات. هناك العديد من التطبيقات في الأسواق، لكن القرار يعود للأهل في اختيار التطبيقات ذات المحتوى التعليمي المناسب. إذن نعم، إن الأطفال مرتبطون بالتكنولوجيا بالتأكيد، لكن على الأهل أو البالغين أن يتأكدوا من أن محتوى الألعاب مناسب لعمر الطفل. * تطبيق (كاروسل باكا) يستهدف الأطفال في المرحلة العمرية ما بين 3- 5، فما نصيب الأطفال في المراحل العمرية المختلفة من تطبيقاتكنّ؟ - نحن نستهدف الأطفال والفئات العمرية في مرحلة ما قبل المدرسة (3 إلى 5 سنوات) لأهمية هذا العمر في تطوير واكتساب اللغة. ليس لدينا في الوقت الحالي أي خطة لاستهداف الأطفال الأكبر سناً. * تطبيق (باكا الألباكا) خاص بتعلم اللغة، هل هناك مشاريع أخرى أو قادمة تستهدف علوما أخرى مثل الرياضيات والكيمياء وغيرهما؟ - إن هدفنا الرئيس هو تشجيع الأطفال على اكتساب مهارات لغوية ووعي ثقافي، من خلال تجارب مسلية وتثقيفية تدفع الأجيال الجديدة على أن تكون أكثر معرفة بالثقافات واللغات الأخرى. * تبدو لفظة (باكا) لفظة مبهمة غريبة لا تدل على محتوى اللعبة، ألم تخشي من أن الاسم قد لا يساعد على رواج المشروع؟ - في الحقيقة، إن اسم باكا هو اسم ابتدعته ابنتي. عندما كانت في عمر السنتين، كانت تحب أن تلعب ألعاباً وهمية وتسمي كل شيء «باكا». أعجبتني فكرة أن نطلق على الشخصية الرئيسية في التطبيق اسم باكا كونه اسما نتج عن مخيلة طفل صغير وليس محدداً لثقافة أو لغة معينة. وقد اتفق هذا الاسم مع رسالتنا التي أردنا من خلالها خلق ونشر محتوى متعدد الوسائل ذات جودة عالية، يقدم تجربة تعليمية غنية تساعد الأطفال وأهاليهم على التعرف على ثقافات ولغات جديدة. لقد أردنا أن نخلق علامة تجارية لهذه الشخصية، ولهذا فإن تطبيقاتنا تتضمن الاسم «باكا»، فيما تتضمن المواصفات تحديداً للمحتوى. * هل المستقبل للتعليم عبر التكنولوجيا؟ - نعم، بالتأكيد.. لقد أصبحت التكنولوجيا أداة أساسية في التعليم؛ يجب علينا أن نتقبلّها ونعلّم أطفالنا كيفية استخدامها بالشكل الصحيح. * هل التطبيقات القادمة تستهدف الطفل العربي فقط، أو ستكون مثل تطبيق (كاروسل باكا) للطفل عموماً؟ - إن تطبيقات باكا الألباكا موجهة إلى كافة الأطفال. نحن نتوجه بالتأكيد إلى الطفل العربي عبر توفير تطبيقاتنا باللغة العربية. كما لدينا موقع باللغة العربية يتضمن رسالتنا ويوفر توجيهات واضحة للأهل. * متى سينزل التطبيق في الدول العربية؟ وهل هناك تاريخ محدد لذلك؟ - لقد أطلقنا مؤخراً تطبيقنا الجديد «باكا الألباكا أستراليا» في كافة أنحاء العالم. يقوم باكا بزيارة أستراليا حيث يستقبله المضيف المحلي ومعاً يقومان باستكشاف البلد. في هذا التطبيق، يقوم الأطفال برحلة مع صديقهم باكا الألباكا حول أستراليا، خلالها يلعبون ألعاباً ويتعلمون عن الأشكال، والألوان والأرقام، ويستطيعون أيضاً ربح تذكارات وتعلم كلمات جديدة باللغة التي يختارونها: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والماندرين (الصينية). من خلال هذه التطبيقات، يسافر باكا في مغامرات حول العالم ويأمل أن يتوقف في المستقبل في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية. * هل لديكنّ النية في اختراع تطبيقات تتبناها شركات عربية بدلاً من الشركات الأجنبية؟ - إن أناميل تك هي الشركة المنتجة. هي شركة صغيرة قمت بتأسيسها عام 2012، وهي مسجلة في المملكة المتحدة بسبب ظروف إقامتي هناك. لديّ فريق مميز ونحن نعمل في الوقت الحالي على بعض الأفكار الرائعة وعلى مغامرات إضافية لباكا. * هل مشاريعكنّ التكنولوجية القادمة ستكون فقط للأطفال، وفي مجال التعليم؟ - نعم، إن تركيزنا ينصب على الأطفال، خاصة الأطفال في عمر ما قبل المدرسة، وعلى اللغة والثقافة. * أخذت فكرة تطبيق (باكا) من طفلتك، هل معنى هذا أن التطبيقات القادمة أيضاً سوف تستلهمينها من الأطفال؟ - سيبقى الأطفال دائماً مصدر إلهامنا كوننا نتعلّم منهم باستمرار. فالأطفال يشتركون دائماً في عملية الإنتاج حيث يقومون باستمرار باختبار التطبيق مما يجعلنا نأخذ برأيهم، كذلك نقوم باستخدام أصوات أطفال محليين في كافة تطبيقاتنا. * هل لتطبيق (باكا) أي سلبيات؟ - نحن نقوم بتطوير كافة تطبيقاتنا بهدف تشجيع الفكر الإيجابي. على سبيل المثال، نحن نقدم باستمرار التشجيع الإيجابي المناسب، ونبذل جهداً كبيراً لجعل الطفل المحرك الرئيس في مغامراته وبالإضافة إلى أنه ليس هناك أي ربح أو خسارة في تطبيقاتنا. * ما رأيكنّ في تطبيقات الألعاب المنتشرة بكثرة؟ - هناك العديد من الألعاب في مخزن التطبيقات حالياً. بعض هذه الألعاب هي حقاً رائعة ويمكن استخدامها لأغراض تعليمية وترفيهية. لكن في الوقت نفسه، هناك ألعاب سيئة حقاً. لذلك، فإن القرار يعود دائماً للأهل الذين عليهم اتخاذ القرار الصحيح: عليهم قراءة مواصفات التطبيق، ومراجعة تعليقات المستخدمين الآخرين، ومشاهدة لقطات فيديو عن التطبيق في حال توفرها، وتجربة التطبيق نفسه قبل السماح للطفل بالتفاعل معه. وبذلك يمكن التأكد من أن هذا التطبيق مناسب للطفل.. بالتالي أخيراً أريد أن أؤكد أنه بالرغم من أن التكنولوجيا هي وسيلة رائعة للتعليم، لكن علينا أن لا ننسى أهمية الكتب، واللعب وممارسة الرياضة. * السؤال الأخير يقيم كرسي بحث صحيفة الجزيرة في جامعة الأميرة نورة ملتقى (اللغة العربية والطفل- تحديات وتجارب)، ومن ضمن الفئات المستهدفة في هذا الملتقى الأمهات، وبما أنك أمٌّ استلهمت فكرة تعليمية من طفلتها، هل تعتقدين أن الأمهات اللائي لم يحظين بتعلم التكنولوجيا قادرات مثلك على مساعدة أطفالهن في التعليم؟ - الأمهات يعشن لحظات غنية ومليئة بالتجارب مما قد يؤدي إلى اختراع تصاميم مبتكرة.. لقد رأيت أمثلة كثيرة من هذا، بعضها بالتكنولوجيا والبعض الآخر لا. في الواقع قمت بتقديم ورقة عمل عن هذا الموضوع في ورشة عمل مختصة بالأمومة والتفاعل الإنساني الحاسوبي. فبالتأكيد أشجع أي أم لديها فكرة مبتكرة أن تعمل علي تحقيقها.