بعد تولي الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئاسة الهلال كنت من أول المهنئين والمباركين له لما أعرف بما يمتلكه من عقلية وخلق تضاف إلى شاعريته، وبعد سبع سنوات أقول لسمو الأمير: إن التوفيق لم يحالفك في رئاسة النادي العريق والكيان الكبير الهلال وهذا لايقلل من مكانتك وحبك وتضحيتك، فالتوفيق بيد الله سبحانه، وأكبر دليل غياب الفريق عن العديد من البطولات التي كان يحققها في أعوام سابقة، كما يلاحظ جميع المراقبين والنقاد التدني في المستوى الفني للفريق، وذلك لعدة أسباب إما لضعف الجهاز الفني والذي قد لا يكون في طموح عشاق الأزرق، وكذلك غياب روح اللاعبين فأين لاعبو الهلال وروحهم ولعبهم الرجولي طيلة التسعين الدقيقة، وهذا قد يكون بسبب ضعف الإعداد اللياقي وعدم الجاهزية أو عدم المحاسبة في حال عدم الانضباطية داخل الميدان أو خارجه لذلك هناك عدة نقاط تسببت في تراجع مستويات الفريق البطل وفيها: 1- الغياب الإداري والشرفي في أغلب المباريات وهذا من أسباب الإخفاق فالوقوف مع الفريق وحضور المباريات تعرف إيجابياته النفسية في العطاء والجدية ودعم الفريق. 2- التصريحات التي تخرج من وقت لآخر سواء من الرئيس أو المركز الإعلامي إما مطمئنة وتحمل وعود إيجابية أو تصريحات غير موفقة تصطدم برأي جماهير النادي الهلالي، فالوعود لم يتحقق منها شيء طيلة الأربع سنوات إلا بما حققه الزعيم من بطولات كان فيما سبق حققها في موسم واحد، وأما التصريحات غير الموفقة فكثيرة وتسببت في تقسيم المدرج الهلالي وقد تكون مصادمة له في أغلب الأحيان، علما أن الجمهور الهلالي يملك من الخبرة والدراية والثقافة الكروية الكثير والكثير مما يفيد الإدارة لو وفقت بالإنصات والاستماع لتلك المطالب وعدم التهميش. 3- لم يوفق الهلال بجهاز فني يملك الشجاعة والخبرة الفنية طيلة تلك الفترة ما عدا فترة استلام الكابتن سامي الجابر والذي لم يعط الفرصة الكافية لتتضح رؤيته وخارطة صناعته للفريق وجاءت إقالته بمثابة الصدمة والطامة للكثير من عشاق الزعيم. 4- طيلة تلك المواسم الأربعة فقد الزعيم الهيبة وشخصية البطل الذي لا يقهر ولا يهزم من الكبار فما بالك بمن هم في مراكز الوسط أو المؤخرة. 5- تراجع مستويات العديد من اللاعبين وتزامن ذلك مع الإصرار على إشراكهم رغم ضعف لياقتهم أو حضورهم الفني السيئ مما تسبب في تدني مستوى الفريق وهز شباكه في أي لحظة. 6- مشكلة الهلال لا تنحصر في جزئية معينة بل هي مجموعة متراكمة، إدارية وفنية ولاعبين. 7- يحتاج الهلال لإدارة قوية تدعم وتحضر وتدافع عن النادي ففي الآونة الأخيرة أصبح الزعيم جدارا قصيرا للكثيرين وسلبت منه العديد من الحقوق، كما يحتاج لجهاز فني متكامل يطبق الاحتراف في كل شيء ويلزم اللاعبين بتمارين على فترتين وبرامج يطبق فيه الأنظمة والخطوط الأساسية للاحتراف على الأقل، كما أن اللاعبين يجب أن يعلموا أنهم في عصر احتراف وليسوا هواة، فيلزمهم أولا الانضباطية وأداء التمارين على أكمل وجه والاهتمام بالشأن الغذائي والبرنامج اليومي كساعات النوم، وتطبيق لائحة الاحتراف في دفع المستحقات والرواتب وقتها ومحاسبة المخطئ المقصر بالخصم والجلوس على دكة الاحتياط. 8- هناك العديد من اللاعبين الذين أعطوا الفرصة ولكن لم تتحسن مستوياتهم كالسديري في حراسة المرمى فبعد اعتزال محمد الدعيع لم يوفق الهلال بحارس يسد هذا النقص، كما أن نيفيز لم يعد في مستواه السابق وكذلك ناصر الشمراني، إذا الفريق بحاجة الى ترتيب الأوراق والبقاء للأفضل دون النظر للمسميات. 9- نادي كالهلال يحتاج للاعبين أجانب يصنعون الفارق، ويعملون إضافة قوية في كل مركز، ويكون ذلك في دقة الاختيار وحسن التوظيف. نعلم أن رحيل سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد مهما اختلفنا معه ليس بالأمر الهين، ولكن نختلف في وجهات النظر، ونختلف لأجل الهلال ومصلحة الزعيم، ورحل العديد من رؤساء النادي وتعاقب الكثيرون على كرسي الإدارة، وبقي الكيان شامخا متجددا بدعم رجاله ووقفة جماهيره الوفية. وأخيرا (وعبر منبر الجزيرة) الإعلام الهلالي بأغلبيته يملك الفكر والخبرة، وله الحق في النقد البناء وعدم التجني أو الدخول في النوايا، والله من وراء القصد.