لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تؤول نتيجة مباراة الهلال مع أولسان إلى هذه النتيجة المخيبة للآمال, ولكنها الكرة تخدم من يخدمها حيث تجلى وأبدع الفريق المجتهد أولسان أمام أشباح الهلال الذين لم يكونوا بأحسن حالاً من مدربهم, والذي فتح الملعب أمام هجوم أولسان وكأنه لا يعرف أبجديات الكرة وسلَّم النتيجة مبكراً للفريق الضيف. لقد أحزن الزعيم جميع محبيه بتك الهزيمة الموجعة التي طوَّحت بآماله وتسببت في خروجه من بطولة آسيا التي كان على بعد خطوات من تحقيقها, فلم يكن فريق أولسان بذلك الفريق المخيف ولكنه وجد أمامه فريقاً يبحث عن ذاته ومدرباً كانت المباراة أكبر من إمكاناته, فتصرف بحماقة وفتح ملعبه مبكراً ليحدث الخروج المر الذي لم يكن وليد اليوم ولكنه نتيجة أخطاء ما زال الفريق الهلالي يعاني من آثارها حتى الآن, حيث نجد المستويات المتذبذبة للفريق بين الحين والآخر والتي من خلالها فَقدَ الفريق بعض نقاط المباريات الهامة التي جعلته يفقد أسهمه في المنافسة على بطولة كاس آسيا بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها، كما افتقد الفريق سمة اللعب الجماعي التي كانت تميزه في الأعوام الماضية وكانت السبب الرئيس في حصده للعديد من البطولات وذلك بسبب عدم الانسجام بين اللاعبين بسبب التغييرات المستمرة للمدربين, كذلك عاني الفريق من الضعف الواضح في مستويات اللاعبين الأجانب والتي كان لها السبب الأكبر في فقد الفريق للعديد من النقاط, ولذلك ولكي يعود الفريق إلى توهجه من جديد , فلا بد من العمل سريعاً على تلافي الأخطاء السابقة، فاللاعبون الأجانب لم يقدموا حتى الآن ما يطمح إليه عشاق الأزرق، كذلك لا بد من إعادة صياغة اللعب الجماعي في الفريق, وهي الميزة التي لم تكن موجودة هذا الموسم مما أفقد الفريق السمة التي كان يتميز بها في الأعوام السابقة, كذلك عمل إنعاش لروح الفريق الغائبة وتعزيز الانضباطية بين اللاعبين بعيداً عن التعامل بفوقية وتسخير إمكانيات اللاعبين لمصلحة الفريق, كذلك نطالب الإدارة الهلالية بعدم البحث في عودة جيريتس كما نسمع, فجيريتس لا يبحث عن مصلحة الفريق بقدر ما يبحث عن مصلحته وهو الذي ترك الفريق في أصعب ظروفه للبحث عن راحته, فالجماهير الهلالية لا تريد إعادة أسطوانة عقدة ديمتري الاتحادية مع جيريتس في الهلال فقد أثبتت أسطوانة عودة المدربين للعمل مع فرقهم مرة أخرى فشلها الذريع وفي جميع الأندية السعودية فلا داعي لتكرار الفشل مرة أخرى, لذا نتمنى أن تعي إدارة الهلال الدرس جيداً وأن تعمل بتفانٍ لخدمة الكيان العريق وعودته إلى الأمجاد مرة أخرى, والله الموفق. [email protected]