شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والأربعين، الاحتفاء بالرواية السعودية من خلال الندوة التي أقيمت بقاعة «ضيف الشرف» بالمعرض، وشارك فيها الناقد والكاتب الروائي السعودي الدكتور سلطان القحطاني، والناقد الأدبي المصري الدكتور يوسف نوفل، وأدارها الكاتب والروائي المصري الدكتور مدحت الجيار. وناقشت الندوة التي جاءت تحت عنوان «الرواية السعودية المعاصرة» نشأة الرواية في المملكة العربية السعودية، وتاريخها، وتطورها الأدبي، والفني، والعوامل التي أثرت فيها، وساهمت في نضجها وقال الدكتور يوسف نوفل، باحث في الأدب العربي المعاصر بجامعة الملك سعود، إن الرواية السعودية وقع عليها ظلم بَيَّن بفعل الدارسين، حيث عاشرت معاشرة حيَّة للأدب السعودي على مدار 30 عامًا، لافتاً إلى أنه منذ أواخر القرن الثامن عشر سلطوا الضوء على الشعر فقط ولهذا غابت الرؤية عن الرواية بشكل عام والرواية السعودية بشكل خاص، مضيفاً أن المراجع القديمة كانت تصب اهتمامها على الشعر، وبواكير النقد عام 1926 كان قد صدر كتاب لمحمد السرور الصباغ وهو ناقد سعودي مرموق وتحدث فيه عن الشعر، وطه حسين كتب في إحدى مقالاته عن الحياة الأدبية في المملكة العربية السعودية، وكتاب المرصاد الذي صدر عام 1951 وهو أشهر كتاب نقدي أيضاً تحدث عن الشعر، وكتب أيضا طه حسين عام 1946 مقدمات لدواوين فقط ولم يكتب مقدمات لروايات وأضاف نوفل أن اتساع رقعة المملكة ومساحتها الضخمة يجعل بيئاتها متعددة، فنجد مثلا الأدب النجدي وفي عسير ينتشر الشعر أكثر ومن النادر أن نجد الرواية قد شقت طريقها في غياب النقد، وبدأ المجال النقدي لإضاءة طريق الرواية في الثمانينيات من القرن الماضي. وكانت رواية «زمن التضحية» لحامد الدمنهور وهو ولد في مكة 1959 نقطة تحول في الرواية السعودية وقال الدكتور يوسف القحطاني أستاذ الأدب العربي بجامعة الملك سعود، إنه يخشى على الرواية السعودية من التقهقر مرة أخرى بعد ما شهدت انتعاشًا بداية من الألفية الجديدة، في ظل اجتياح فن السيرة الذاتية الذي بدأ في الظهور، متوقعاً أنه سيساهم مرة أخرى في تقهقر الرواية وأضاف القحطاني أنه عندما شارك في مؤتمر للرواية الخليجية وجد أن هناك 880 رواية، بعضها لا تتوافر فيه شروط الرواية والبعض عبارة عن حكاية مثل رواية «نساء المنكر» التي تسرد فيه صحافية سعودية حكايات من داخل سجون النساء وأشار القحطاني إلى أن الراية في السعودية في بدايتها كانت غير مختلطة بالثقافات الأخرى وفي الجنوب كانت الرواية متأثرة فقط بالثقافة اليمنية، لافتاً إلى أن الشعر كان سيد الموقف، وذكر «مسامرة الضيف» التي كانت أبرز الحلقات الشعرية في السعودية، مشيراً إلى أن الجغرافيا السكانية في الإحساء وبيئة أهل الجبال وبيئة الرعاة فكل بيئة كونت ثقافتها، بحجة أن الرواية لغة مدينة لأن السعودية فيها جِمال وشعر.