مشجع يهاجم لاعبا، ولاعبان يتشاجران وسط المران، وإعلام فضائي تويتري يوقظ الفتنة ويصب الزيت على النار، ويتعامل مع الأحداث الرياضية بمقاييس مختلفة، ويفصل كل حدث وفق ما يشتهيه وتمليه عليه عواطفه، وعواطف ميول من يملون عليه ... وربما يدفعون له !! الأخضر يعاني كثيراً، ويحتاج لوقفة الجميع، لكن هناك من يوقفه بدلاً من أن يقف معه !! وهناك من جعل قرار وقوفه مع المنتخب رهين تشكيلته وأسماء اللاعبين فيه !! والغريب أنه كل المدربين لم يسلموا منه، فعندما يختارون لاعبي فريقه المفضل يقول إنه يرهقهم !! وعندما يتجاوزهم الاختيار يقول: إن المدرب يجامل لاعبي الأندية الأخرى ..!! وهناك من يهاجم مدرب المنتخب لأنه كان مدرباً قبل سبع سنوات في فريق لا يروق لهم، ويرمون على ذلك !! ما الذي يحدث.. ومتى برعوي أولئك، ويعرفون أن منتخب الوطن أهم من أفكارهم السلبية، وأطروحاتهم البالية ؟ سقى الله أياماً كان فيها المنتخب بطلاً لا ينافس للقارة، وكان فيه الإعلام شريكاً حقيقياً في صناعة الانجازات، يوم كان إعلاماً نظيفاً لا يدخله من هب ودب، وأصبح كل من انتمى لموقع الكتروني يوصف بالإعلامي وهو لا يعرف كوعه من بوعه ولا يفرق بين المقال والخبر والتقرير ... !! سقى الله أياماً كان فيها المشجعون يلاحقون المنتخب أينما لعب دون أن يقودهم تفكيرهم إلى السؤال عن عدد لاعبي ذلك الفريق ولماذا يغيب لاعبو الفريق الآخر، كانت النظرة للون الأخضر فقط ..!! من قتلوا الإعلام وجعلوه يتطاحن دون طائل ليسوا أهل ميول واحد، بل من ميول متنوعة، لكن الفكر واحد ...تابعو الفضائيات، ولن تتجاوزهم فطن أي متابع حصيف !! مجاملة اللاعب المعتزل ...لماذا ؟؟ من مشاكل الكرة السعودية ومشاكلها اليوم لا تنتهي المجاملة وطغيان العاطفة وعدم إيكال الأمور لأهلها، يعتزل لاعب كرة القدم وفي اليوم التالي تجده مدرباً في النادي، ويعتزل لاعب آخر فيُنصب إداريا في النادي، رغم أنه لا اللاعب الذي جعلوه مدرباً ولا اللاعب الذي صنفوه إدارياً يملكان الدراية والخبرة الكافيتين لتولي زمام الأمور في النادي، ما سبق لم يحدث في ناد واحد ولا اثنين بل معظم الأندية، وهو ما أسف في تراجع مستوياتها، وعدم توافر الحد الأدنى من الكفاءات الإدارية والفنية فيها . بسبب المجاملات والعواطف، دفعت الأندية والمنتخبات الثمن غالياً، لقد شحت الكفاءات الإدارية، وشحت الكفاءات الفنية، وأصبح أي لاعب سابق مؤهلا لأن يكون مدرباً أو إدارياً، دون المرور بالقنوات والمراحل الطبيعية التي توصله للموقع، وتجعله ممسكاً بكل أدوات النجاح في موقعه الجديد !! في الأندية العالمية حيث الاحترافية هي أساس العمل، لا يمكن أن يتحول لاعب سابق إلى لاعب أو مدرب، إلا في حالات نادرة ونادرة جداً، حتى ولو كان هذا اللاعب بتاريخ زين الدين زيدان الذي لم يجعله ريال مدريد مدرباً بعد ثلاثة أيام من اعتزاله ركل كرة القدم، بل تحول لمدرب مساعد، ثم مدرب للفريق الرديف في النادي الملكي... وعندما يكسب الخبرة الكافية يوماً ما ربما نجده مدرباً رئيساً في أي ناد من الأندية الكبرى !! وبسبب العواطف والمجاملات وعدم جعل اللاعب المعتزل يتدرج في مهمته الجديدة، لم تشهد الكرة السعودية ولادة مدرب حقيقي يمكن أن يعول عليه ويتولى زمام الأمور في الفريق الأول في أي ناد ... ومن الملاحظ أيضاً أن المدرب السعودي لم يلامس النجاح المطلوب حتى الآن، كما أنه ليس بالمدرب المرغوب فيه أو المرحب فيه خارج الحدود ...شأنه شأن اللاعب السعودي الذي عجز عن تخطي الدوري المحلي ... وهذه قضية أخرى !! الإداري في أنديتنا في الغالب لاعب سابق، أوصلته المجاملات لهذا الموقع، ومن جامله وأوصله لهذا الموقع ليس بأفضل حالاً منه في النواحي الإدارية، كما أن معظم الإداريين في الأندية لا يتجاوز دوره تحرير ورقة التغيير، أما باقي الأمور فمعروف أصحابها ومن يقوم بها ..... لذا بقيت كرتنا تدور في نفس الدائرة ... وتراجعت النتائج بسبب كفاءات إدارية وفنية لا تعرف من الأمر إلا اسمه ولا تحمل من الكفاءة إلا شهادات المطبلين والمتعاطفين فقط !! ثقافة الوعود .. وإدارة الشجعان !! الإدارة التي لا تستطيع العمل ولا الوفاء بوعودها عليها أن تستريح وتريح، وتترك المكان لمن يعمل ويستطيع إنجاز وعوده، دون نثر المسكنات لكسب المزيد من الوقت وبعض التعاطف، وعندما يجد الجد وتشتد المنافسة، يجد الجمهور أن الفريق لم يبرح مكانه، وأن ما أنجز من الوعود لم يتجاوز نقطة الصفر، وأن كل ما كان هو مجرد كلام مستهلك، مكرر ......لا جديد فيه، وهو نفس الكلام الذي سمعه سنوات طوال وما من فائدة، لكن بعض لا يستفيد من الدروس !! والإدارة التي لا تعرف احتياجات فريقها ولا عندما تعرفها بعد حين من الدهر لا تعرف كيف تسددها، يجب أن تترك المجال لغيرها ممن يعرف كيف يعمل، وكيف يعرف النقص والاحتياجات وكيف يحقق الحد الأدنى من علاجها وإعادة الفريق لوضعه الطبيعي !! والإدارة التي تتجاوز الأهم والمهم وتتجه لإنجاز أمور هامشية لا تقدم ولا تؤخر ..عليها أن تأخذ دورات في إدارة العمل وكيفية التخطيط ودراسات الجدوى، بدلاً من ترك الأمور (حيص بيص) حتى يتواصل التراجع، ولا يفيد التدخل في الوقت الضائع !! والإدارة التي لا تعرف كيف توزع المسؤوليات ولا تحدد الصلاحيات ولا تضع خططاً طويلة المدى وتعمل بطريقة ( أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) عليها أن تتعلم وليس في التعلم عيب، وأن تتعرف على كيفية التخطيط وإدارة الأمور المالية والإنفاق بحسب المتاح بدلاً من بعثرة معظم الإيرادات في أوجه صرف لا معنى لها!! أو أن تستشير الراسخين في مثل هذه العلوم والمعارف وما خاب من استشار!! حتى لا تكون مثل من يبعثرون الراتب في خمسة أيام ويجلسون على حافة الانتظار بقية الشهر !! والإدارة التي لا تعرف من معها ومع ناديها ومن هم ضدها وضد ناديها، عليها أن تحافظ على النادي، وتسلمه لمن يحفظ حقوقه ويعيد هيبته ... وليس في ذلك عيب، بل ربما تعد شجاعة في زمن قلّ فيه الشجعان !!