يؤدي الأدب معاني وخواطر نفسية، وهذا هو الفرق بين الأدب والموسيقى، إذ إنها تؤثر فينا مباشرة دون حاجة إلى فهمها, أما الأدب فلا بد فيه من الأفكار والمعاني والعواطف حتى يؤثر فينا, فهو وعاء من أوعية العواطف والمشاعر لا الأفكار الذهنية، ولذا فوظيفة الأدب أن يؤدي حالات ومواقف وجدانية. وليلاحظ أن هذه الوجدانيات قد تتغير من حال إلى حال بحسب حال الأديب ومزاجه ونفسيته. - د.شوقي ضيف تحولت الصحافة الأدبية إلى أخبار وعناوين كمجلات السينما، وأصبحت تجامل القارئ ولا تقدم له المعلومة الرصينة ولا الموضوعات القيمة، وإنما تقدم له ما يشبه تجرع المياه الغازية أمام أجهزة التلفزيون والقنوات الفضائية. لقد اختفت رسالة الصحافة الأدبية ومالت إلى المجاملات والإثارة. ومن هنا فإن النقاد الكبار الذين يحترمون أنفسهم ابتعدوا عن هذه المهرجانات الزائفة وقنعوا بتلاميذهم وأصدقائهم. أما نقد الشعراء للشعراء فهو نقد عليه أكثر من خط، لأن النقد وعي ودراسة وليس إبداعاً، ولكل مجاله وخصوصيته، فالمبدع حينما ينقد إنما يصدر عن وجهة نظر واحدة، ويرضى عمن يتفق مع هواه، ويغضب على من يخالف هذا الهوى.