أرجع أستاذ الأدب والنقد المساعد في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور بسيم عبدالعظيم عدم تعرض الدارسين لنتاج الكاتبة السعودية هيفاء اليافي بالنقد، إلا عبر نظرات خاطفة وتعليقات صحفية لا تخلو أحيانا من المجاملة، إلى مكانتها الاجتماعية حسب رؤيته. وقال بسيم خلال تقديمه دراسة نقدية في أدب اليافي، أول من أمس، في مقر الجامعة بالهفوف إنه هدف من هذا البحث، تناول أدب اليافي بالدراسة النقدية، واضعا إياه في مكانه اللائق على خريطة الأدب النسائي السعودي خاصة، وخريطة الأدب النسائي العربي عامة، مبينا ما لها وما عليها. وأشار بسيم إلى أنه تناول كتابي اليافي "همسات غير مسموعة" و"اليوم يأتي غداً"، وقرأهما قراءة متأنية، واستمتع بقراءتهما، فكان يقرأ الخاطرة أو القصة أو الرسالة مرة ومرة ومرة متأملاً فيها، ومستخرجاً ما فيهما من أفكار ومضامين ومشاعر دافئة، وما تميز به أسلوبها من سمات جعلته نسيج وحده بين الأساليب الأدبية في العصر الحديث - على حد وصفه. وأكد بسيم أن الذين كتبوا عن اليافي وأدبها، غلبت عليهم صفة المجاملة والانطباع السريع، والأسلوب الإنشائي الجميل، دون ولوج حقيقي إلى عالمها لاستكناه مضامينه الفكرية النابعة من فهم مستنير للعلاقة السامية بين المرأة والرجل في ضوء الشريعة الإسلامية، كما أنهم لم يمعنوا النظر في أدبها لاستخراج سماته الفنية ومصادر الصورة الفنية فيه وأثر ثقافة الأديبة ودراستها وعملها في المجال الاجتماعي، وكذلك بيئتها وأسفارها مدة طويلة بصحبة زوجها. وتابع بسيم "لفتني كذلك أسلوبها الساخر، ورومانسيتها الحالمة، وشاعرية أسلوبها، وبذور القصة عندها، فكان لزاماً عليّ أنْ أقوم بواجبي النقدي تجاه أديبة واعدة يرجى لها أنْ تثري أدبنا العربي الحديث وتسهم في نهضته، وقد لفتتني كذلك أناقتها في التعبير وتوفير عناصر الموسيقى، والصور الجميلة المستوحاة من الطبيعة بمختلف أشكالها الحية والصامتة، مع الاستعانة بمنجزات الحضارة الحديثة في رسم الصور الشعرية، كما لفتني كذلك تأثرها الكبير بمهنة زوجها، مما يدل على المشاركة الوجدانية. ودعا بسيم إلى عمل علمي رصين، يضع أدب اليافي موضعه اللائق به في خضم نهر الإبداع العربي.