أمرت قاضية تحقيق فرنسية بملاحقة جزائريين عضوين سابقين في ميليشيات أمام محكمة الجنايات بغار جنوبفرنسا بتهمة ممارسة التعذيب خلال الحرب الأهلية بالجزائر في تسعينات القرن الماضي، حسبما أعلنت أمس الثلاثاء منظمات أدعت عليهما. وكانت محكمة نيم وجهت الاتهام في 2004 للأخوين حسين وعبدالقادر محمد المقيمين بفرنسا بتهم «ممارسة التعذيب والأفعال الهمجية» في منطقة غليزان (300 كلم جنوب غرب الجزائر) في التسعينات، بحسب غرفة الاتهام. وتم فتح تحقيق في القضية في 2003 بعد شكوى تقدم به الاتحاد الدولي لمنظمات حقوق الإنسان ورابطة حقوق الإنسان. وقال الرئيس الفخري للاتحاد باتريك بودوان في بيان مشترك مع الرابطة وعائلات المفقودين بالجزائر «هذه أول مرة في التاريخ يتم فيها محاكمة جزائريين من أجل جرائم حصلت خلال العشرية السوداء (1992-2002) بالجزائر». وبحسب هذه الجمعيات فإن الأخوين حسين وعبدالقادر المولودين بغليزان ويقيمان في نيم منذ 1998 «كانا يقودان ميليشيات» في المدينة. وبحسب الضحايا الناجين وأقاربهم «تعرف الضحايا بشكل أكيد على الأخوين بأنهما قاما بالتعذيب والقتل والتسبب في الاختفاء القسري ضد أبنائهم». وبحسب المعاهدة الدولية لمناهضة التعذيب المصادق عليها في 1984 وأدرجتها فرنسا في قانون العقوبات في 1994، فإن السلطات الفرنسية مجبرة على ملاحقة ومقاضاة أي شخص موجود على الأراضي الفرنسية مارس التعذيب أياً كان المكان الذي ارتكب فيه الجرم وأياً تكن جنسية الضحايا. وشهدت الجزائر حرباً أهلية أسفرت عن حوالي 200 ألف قتيل بعد إلغاء الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية في 1992 والتي كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المحظورة) بصدد الفوز بها بعد أن حصدت حوالي 80% من المقاعد في الدورة الأولى.