ترددت كثيراً لكتابة هذا المقال لما فيه من جدل واسع على النطاق الخاص والعام، ولكن لا بد من أن نعرف هذه الحقيقة ونسعى لتحقيقها لما فيها من فوائد عظيمة، فعندما نتحدث عن واقع حياتنا اليومية والأعمال الواجبة علينا من ناحية الدين قبل الواجبات الوطنية، فنحن في دوامة واسعة قد غرقنا في ملذات الحياة، وأصبح لدينا قناعة تامة أن العمل الذي يوكل إلينا ليس سواء شيء من الروتين اليومي الممل الذي نسعى إلى الانتهاء منه بأسرع وقت ممكن، ومنها إلى تلك الأشياء التي نستمتع بالقيام بها، وقد تعتبر في غالب الأوقات مكملات الحياة ولا داعي لها، وقد تم تصنيفها في العالم الغربي أنها أوقات استجمام.. علينا أن نتعلم إتقان أعمالنا بأكمل وجه وأن نحب ما نقوم به ليس لفائدته لرب العمل، إنما للفائدة العامة ومن أجل أمة ووطن تعيش من أجله وأجيال قادمة قد ترى فينا قدوة لهم، فعندما تذهب إلى أي دائرة حكومية فهي لخدمة المواطنين وتحرص أن يتم التعامل مع المواطنين بكل سهولة ويسر، فإذا كان الموظفون فيها يعرفون أنهم يخدمون وطناً ومواطناً، وأنهم إذا أحبوا عملهم أبدعوا فيه، وإذا أتقنوه دخل في معيار الجودة الذي من الأكيد أنه ينفع الأجيال القادمة، وينقلنا إلى أحسن من تلك الدول التي هي أقل من مواردنا وإمكانياتنا، لا بد أن نعرف ماهية أهدافنا ونعزز قيمنا فيها ونصل إلى شيء لم يصل إليه أحد قبلنا، فنحن أصبحنا نقلد كل شيء في كل شيء، حتى أصبحنا نتكلم عن التقليد ويستفزنا من هم يقلدون وهو في صميم حياتنا.