محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    قبل مواجهتي أستراليا وإندونيسيا "رينارد" يستبعد "العمري" من قائمة الأخضر    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    «الاختبار الأصعب» في الشرق الأوسط    حديقة ثلجية    «الدبلوماسية الدولية» تقف عاجزة أمام التصعيد في لبنان    البنك المركزي السعودي يخفّض معدل اتفاقيات إعادة الشراء وإعادة الشراء المعاكس    الهلال يهدي النصر نقطة    رودري يحصد ال«بالون دور» وصدمة بعد خسارة فينيسيوس    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    «التعليم»: تسليم إشعارات إكمال الطلاب الراسبين بالمواد الدراسية قبل إجازة الخريف    لحظات ماتعة    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي    ما سطر في صفحات الكتمان    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    وزير الصحة يتفقد ويدشّن عدداً من المشاريع الصحية بالقصيم    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    نعم السعودية لا تكون معكم.. ولا وإياكم !    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    جودة خدمات ورفاهية    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    كولر: فترة التوقف فرصة لشفاء المصابين    الأزرق في حضن نيمار    ترسيخ حضور شغف «الترفيه» عبر الابتكار والتجديد    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    الغرب والقرن الأفريقي    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    الاتحاد يتغلب على العروبة بثنائية في دوري روشن للمحترفين    ضبط شخصين في جدة لترويجهما (2) كيلوجرام من مادة الحشيش المخدر    المربع الجديد يستعرض آفاق الابتكار الحضري المستدام في المؤتمر العالمي للمدن الذكية    أمير القصيم يرعى حفل تدشين 52 مشروعا صحيا بالمنطقة بتكلفة بلغت 456 مليون ريال    فقيه للرعاية الصحية تحقق 195.3 مليون ريال صافي ربح في أول 9 أشهر من 2024 بنسبة نمو 49%    رحيل نيمار أزمة في الهلال    «دار وإعمار» تكشف مشاريع نوعية بقيمة 5 مليارات ريال    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    المريد ماذا يريد؟    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    الدولار يقفز.. والذهب يتراجع إلى 2,683 دولاراً    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ليل عروس الشمال    التعاطي مع الواقع    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحثون: من الخطأ التعامل مع «شباب الجيل الرقمي» بتقنيات الماضي
ندوة عن الآثار السلبية والإيجابية في التقنية الحديثة
نشر في اليوم يوم 14 - 11 - 2014

كشفت الندوة أن التقنية الحديثة لها آثار إيجابية وآثار سلبية على الثقافة العامة، والتي تؤثر على المجتمع والشباب بشكل خاص والدولة ككل، ومن الآثار الإيجابية التأثير في ثقافة الاسرة والعادات والتقاليد التي تتبعها الاسرة، وان الاعلام يؤثر في ثقافة الفرد وما يترتب عليه من الامور المتعلقة بالاسرة والمؤثرات عليها وتغير في ثقافتها، فالإعلام ساعد على الاتصال بالعالم الخارجي وعلى معرفة ما يحدث في دول العالم وما يجري لها من تطورات وتقدم تكنولوجي في جميع انحاء العالم. إن كل شيء له آثاره الايجابية وآثاره السلبية ومن الاثار السلبية التي يواجهها الاعلام بشكل عام أن القنوات المرئية ووسائل التواصل الاجتماعي اصبحت وسيلة جذابة لا تقف عند حد معين، بل هي مستمرة في الدهشة تصل إلى مرحلة التقليد والتعلم، كان ذلك مع المشاركين في ندوة حول التقنية المعاصرة وأثرها على الفكر المتطرف والتي عقدت بدار اليوم.
بداية، طرح مدير الندوة أثر التقنية على تغيير فكر الشباب من الناحية الايجابية والسلبية خاصة فيما يتعلق بمسألة الغلو أو الإفراط والتفريط.
وقال الدكتور مسفر القحطاني: موضوع التقنية وأثرها بالغ وعميق، والتقنية أصبحت منبرا للجميع، فالكل يستطيع المشاركة وأن يتكلم ويتحدث ويبين موقفه في أي شيء وأي مكان كان؛ لأن المعطيات التقنية سمحت له بهذا الأمر وأعطته القدرة على الانتشار. الحقيقة إن من أهم وسائل نشر الفكر المتطرف اليوم هي وسائل التقنية الحديثة المعاصرة؛ والسبب في ذلك أن القدرة على الحد منها والقدرة على المراقبة وضبطها حتى بالنسبة للفئة المؤثرة يعسر ويصعب، فقد يستطيع الإنسان أن ينجح 30 أو 40 بالمائة ولكن هناك شريحة متأثرة داخل المجتمع، ولذلك بما أن الفضاء مفتوح من خلال التقنية التي أعطت أصحاب الفكر الضال القدرة على نشر هذه الأفكار كان من المهم أيضا أن يستغل هذا الفضاء المفتوح بالبدائل التحصينية أو البدائل التفكيكية، لأننا ما زلنا نقول إن التقنية وسيلة وليست سببا، بمعنى أن الأسباب شيء آخر مختلف، يمكن أن نتحدث عنه، وبما ان هذه الوسيلة أصبحت للجميع وليست حكرا على احد وبما أنهم سبقوا ودخلوا فيها فأنت أولى كمؤسسة تربوية ومؤسسة تعليمية ومسألة الإغلاق أو المنع لن تجدي اليوم.
اليوم: لكن أين دور المحاضن الوقائية اليوم؟
أضاف القحطاني: المحاضن اليوم هي المؤسسات التعليمية والتربوية، واليوم يجب أن تستغل الوسائل التقنية استغلالا كبيرا، آلياتها، مفرداتها، حتى طريقة الدخول، فلا نحتاج الدخول بها إلى أناس تقليديين فعندما نتكلم اليوم عن مواقع التواصل الاجتماعي، بما أنها من الإعلام الجديد، وأريد أن احل هذه المشكلة وأقدم للناس مواد تحصينية، أذهب وأحضر إعلاميين من أصحاب الإعلام التقليدي القديم فلن ينجحوا أبدا، بمعنى أن هذه الوسيلة لا بد أن تكون خاضعة لشروط ومعطيات طبيعة معينة، كالسرعة في الكلام وسرعة في الإجراء وسرعة في الرد وأيضا تحتاج إلى أسلوب بسيط غير عميق، تحتاج إلى نقاش طويل غير النقاش الممل السريع، الذي يأنف منه رجل العلم أو صاحب المسؤولية أو صاحب المنصب، فليس لديه النفس أو القدرة التي تجعله يتوسع ويستطيل بالحديث.
شبهات أولئك الشباب الذين عندهم القدرة والفراغ الطويل والكبير إلى أن يدخلوا معك في نقاش طويل وكبير جدا، بمعنى عندما تقول له: لماذا تذهب إلى داعش لا يعطيك الأسباب أو الحكم الشرعي فيها... بل يبدأ يسألك، لماذا انتم تذهبون إلى الأمريكان... يأتي بقضية المتناقضات وعنده قدرة المقارنة من خلال الأخبار التي يأتي بها أكثر من قدرته على انه يخرج فكره؛ لأنه ما عنده القوة والعمق الفكري الذي يستند عليه في مسألة الخروج على ولي الأمر أو مسألة الذهاب إلى ساحات القتال أو الولاء والبراء أو التكفير، ما عنده القدرة العلمية على هذا، عنده القدرة على المقارنة للاصطدام والخروج بقضية حاسمة وسهلة بالنسبة له.
اليوم: آخر تصريح للمسؤول عن جوجل في الشرق الأوسط قرر أن مائتين وأربعين مليون مشاهد لليوتيوب مائة وتسعون مليونا منهم من السعودية فقط... ما هي قراءتك لاحتواء العربي في الشبكات الجديدة أو الإعلام الجديد؟
أوضح الدكتور عماد الجريفاني قائلا: أنا أتوقع أن المنطقة العربية كلها كانت تعاني لفترة طويلة من الانغلاق عن برامج التواصل وعدم وجود قنوات تمكنهم أن يفرغوا ما لديهم من شحنات كانت ايجابية أو سلبية، وفتحت كثير من القنوات، لذلك ترى كثيرا من مستخدمي أو ممارسي أو مستفيدي هذه القنوات هم الوسط العربي بالتحديد، فضلا عن أن هذه القنوات يسرت لهم سهولة في التواصل لم تكن موجودة سابقا، وأصبح الواحد الآن بضغط زر يستطيع أن يفتح الموقع ويصور نفسه ويتخاطب مع العالم في ثوان معدودة، فأتوقع أن طبيعة المنطقة وما كان فيها من كبت وتضييق وتحجيم لكثير من قنوات التواصل ثم فتحت على الفضاء، ولا تستطيع إيقافه الآن، الفضاء أمامك وهو مفتوح للجميع.
والذي بقي، كيف يمكن أن نستفيد من هذه الأدوات؟
قال: الحقيقة أنا لا انظر إليها أنها شر، بل أرى أنها خير وخير كبير جدا، وبقي دورنا بدلا من أن ننظر كيف نستطيع أن نوقف أو نمنع التواصل مع هذه الشبكات، علينا التفكير كيف نستطيع أن يكون لنا وقت في الفضاء؟، وهو الذي يضمن تواجدنا في هذه المساحة أكثر من غيرنا.
اليوم: قضية التغيير.. وهل شبابنا محصنون ضد التغيير.. ولماذا الشباب السعودي خاصة قابل للتغيير مع أي موجة؟
قال الدكتور محمد الغامدي: لماذا الشباب السعودي وقود لكثير من الفتن هذا السؤال كبير.. لكن هناك مقاربة أن الشباب يريدون ما يشعرهم ببطولتهم، وإشباع روح البطولة والانبهار بنموذج البطل أو المشاركة في بطولة من نوع معين، في الحقيقة ان الخطاب السائد عندنا -أيا كان التيار وأيا كان التوجه- هو خطاب المشجب بالحياة فعندما تربي الشاب على الحياة وانتبه لنفسك وكذا وكذا فالغزو بهذه القناعات والحقن بهذه القناعات يجعل الشاب ظمآن وعطشان ومتشوقا ومشدودا إلى نموذج البطولة والإثارة والاكشن، يكون مشدود جدا إلى هذا النموذج؛ ولذلك قد تكون حركة (جهادية) هي المطلوب تماما لهذا النوع، بغض النظر هل هي حركة صحيحة حقيقة أو حركة دفع الأعداء، وهل لديها جهاد شرعي أو غير شرعي، أو هي فخ أو موقع أو فتنة، هذه التفاصيل كما ذكر الأستاذ مسفر كما يقال يبحث عن العمق، هو يبحث عن شيء ينمي عنده البطولة ويعطي آثاره ويجعله شخصا مهما، ويجعله شخصا مؤثرا في الأحداث.
والعامل الثاني الشاب يقرأ أن عندنا ضعفا في العالم العربي على عدة مستويات عليا ودنيا، فإذا شعر انه يعيش في مجتمع يوحي له بالضعف والخوف والخور وروح الشباب تسيل وتعطيه زخما عاطفيا أكثر النتيجة دائما بعد شهور في تقديري انه سيبحث عن مخر ج، والمخرج دائما هو العنف ما دام الضعف السائد متنوعا، اليوم: لكن جميع الشباب حتى في العالم العربي وغير العربي يشعر بالضعف القائم في بلده ورغم هذا ما ثار ضد دولته!! وأي خطاب سواء خطاب نحو الإلحاد أو الداعشي حسب التعبير سينجذب إليه؛ لان الشاب في هذه السن يبحث عن حل خارج الصندوق، وربما في مرحلة معينة من التطرف الفكري بسبب ذم المجتمع له وقسوته بقدر تكفيره أحيانا ما يشفي وما يروي غليله ويشفي غضيضه..
المسألة الثالثة والأخيرة، هي مركزية المملكة لابد أن يعرف الشاب المركزي غير الشاب المتطرف هذه حتميا في نظري من الناحية الجغرافية أو الديموجرافية، أنت في المركز يعني أنت تشعر انك في قبلة المسلمين، وتشعر انك محل موضع المناسك ارض الحرمين الشريفين ارض الصحابة والبطولات والأحداث والتاريخ، وهناك أكثر من مليار مسلم يتجهون إليها في صلاتهم، فالسعودي يشعر انه معني بحكم الخطاب الشرعي عندنا، بحكم تحكيم الشريعة عندنا المرجعية الشرعية في الدولة، بحكم الموقع التاريخي والجغرافي، كما كان يشعر أنه معني بقضايا الأمة الإسلامية -مع احترامي للشعور الديني لكل بلد- اشعر بوتر خاص لهذا البلد تكليف وتشريف، فهذا الوتر عندما يصاحبه ضعف الخطاب ضعف الإقناع ومع هذه المركزية والجوهرية الموجودة في بلده هو لا يشعر انه معني أكثر. وزارة التربية والتعليم هي المحضن البدائي والرئيسي والأولي لتغيير الشباب ابتداء من المراحل الأولى إلى النهاية.
اليوم: ما هي المرشحات التقنية التي استخدمتها وزارة التربية والتعليم، واستفادة الشباب من شبكات التواصل مثلا?
قال حميد مشرف التربية والتعليم: لم تقصر الدولة في ذلك، بل بذلت جهدا كبيرا واسعا جدا من اجل إقامة ذلك وإدخال التقنية الحديثة في غالبية المدارس سواء للبنين أو البنات، بسبب أشياء كثيرة؛ لأننا أصبحنا في اليوم الحاضر الذي لا يتمكن من التعامل مع هذه التقنية يعتبر أمياً، كذلك نوعية الأجيال الموجودة الآن في الحاضر، اختلفت الأيام حتى على أجيالنا أو أجيال آبائنا، فالسابق كان المعلم هو المصدر الوحيد لتلقي المعلومة والآن إذا دخل المعلم الفصل وجلس يدرس ويشرح الدرس بطريقة عادية روتينية ربما يحس الطالب بالملل وربما يدخل الطالب وهو في بيته وبضغط زر يحصل على هذه المعلومات، ولا تجدي هذه الطريقة بتاتا، وبالتالي لا بد أن تتغير نظرة المعلم واستخدامه للتقنيات، وكيف أحاكي الطلاب لأن الطالب قد يأتي ولديه كل المعلومات.
اليوم: كيف استطاعت وزارة التربية والتعليم أن تتعامل مع الطلاب الذين يحملون الفكر المتطرف؟
أضاف المشرف: هناك في الوزارة قسم يتعاون مع وزارة الداخلية وقسم يتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية في موقع معين تم اختياره بحيث يتم الاطلاع عليه من قبل المختصين الذين يدخلون هذه المواقع أو الانترنت، فقام فريق عمل بعمل دراسة سريعة وأسس بعض الأشياء البسيطة، منها معرفة الذي له اطلاع على مثل هذه الاشياء والتوجهات، ومعرفة الذين لهم علاقة مخالفة في القضايا السياسية والشرعية، أو عنده توجهات خارجية أو يدعم جهة معينة فيمكن أن يجلسوا معه بطريقة الحوار.
اليوم: هل سعيتم لبناء روح الوطنية؟
قال المشرف: تحث الوزارة المعلم أن يتابع النشء من البداية، فدائما يتم حث أولياء الأمور على متابعة أبنائهم في المنزل، وان يتعود الطالب أن يقول رأيه، ويتعود على تقبل الرأي الآخر، وان أي طالب معرض لسجل من المعلومات على احد المواقع أو الفضائيات، وهذه لها ايجابيات وسلبيات من تلقي المعلومات، فيجب أن يكون هناك صراحة مع والديه مع المعلمين والمدرسين في المدارس، ويتم تداول هذه المعلومات، هنا المعلم يستطيع أن يعرف أن الطالب لديه سلوك معين أو أنه تم التغرير به من قبل مجموعة أخرى، بحيث يتم جذب الطالب، فلذلك الهدف الرئيسي للوزارة هو المحافظة على النشء، وأنه لا يخرج على أسس العقيدة الإسلامية الشرعية، فهذه أول المفاهيم التي وضعتها وزارة التربية والتعليم.
اليوم: هذه كلها جوانب تنظيرية ونريد جوانب فعلية حقيقية?
أوضح المشرف أن أكثر شيء عملته الوزارة أنها أنشأت في كل منطقة من المناطق في الإدارات التعليمية برامج تهدف للتعرف على هذه الأشياء ومحاربتها، ومن ضمنها إقامة برامج الموهوبين، إقامة برامج في المدارس حول هذا الموضوع؛ لان الإنسان لا يستطيع أن يكون الحل كاملا، وليست الوزارة مسؤولة عن الحل بشكل كامل، وان كان لها دور كبير، فهناك أيضا دور المنزل وكذلك المجتمع.
اليوم: هل استفدتم من مخرجات الجهات الأخرى في تفعيلها كوزارة الشؤون الإسلامية والمراكز البحثية التي تعنى بهذا الشيء؟
قال المشرف: طبعا تم التنسيق مع المراكز الإسلامية وتم إقامة ندوات ثقافية وتعليمية من قبل المشايخ، وحث أبنائنا الطلاب على الابتعاد عن هذه الأشياء؛ لان هذه الأمور لا تنفع، لكن الذي أريد أن أقوله إن الشيء الوحيد الذي كانت تركز عليه الوزارة أن التغفيل ممنوع، بمعنى ماذا عندك واسمع رأيك وأنت تسمع رأيي ونتناقش ونرجع إلى أسس لا بد أن نعمل عليها، نحن وضعناها ونحن نرجع إليها، وبالتالي الوزارة رأت من البداية أن يكون النشء من المدرسة والبيت، ويتم الاعتماد على البيت أكثر، وعلى المدرسة أن تضع أساسيات وقواعد ونظما، بحيث أن الطلاب يمشون عليها بموجب هذه الأشياء إذا كانت هذه الركيزة صحيحة، وبالتالي يمكن التعامل مع هذه الأمور بسهولة.
اليوم: لماذا تستخدم هذه الجماعات التكفيرية داعش او غيرها وسيلة برامج التواصل أن تكون هي الوسيلة التسويقية لهم؟
أوضح مسفر القحطاني قائلا: أعتقد انه تعليقا على كلام الأستاذ حميد أن شباب اليوم والسن العمرية والنضج الفكري في الغالب يميل إلى التأثر بالرمزية الشخصية التي أمامه فيحاكي التصرف ويحاول التقليد فيحاول ان يقلد ويحاول أن يجعل له أنموذجا في الحياة يتمحور عليه في التقليد وفي الحب وفي المتابعة، هذه طبيعة موجودة فيه، فعندما نقول إن البيت له دور مهم جدا والمجتمع الذي حوله مؤثر جدا، ونجعل دور المدرسة موازيا لتلك الجهات الثانية أعتقد هذا هو الخطأ، المدرسة ينبغي أن تكون هي الموجه بنسبة 80 بالمائة، أولا لأن هذا الشاب طبعا لو قلنا بالمتوسط والثانوي والمرحلة الجامعية هي الاهم نضجت هذه الأفكار عندهم، يأتي الطالب في أفضل الأيام في ساعات الذروة بالنسبة لنشاطه الفكري والاستيعابي موجود في المدرسة. ليواجهه مدرس في أحسن حالته، بينما في المنزل أبوه وأمه يراهم في جميع حالاتهم؛ لأن هناك حالات لا تجعله يميل إلى تقبل جميع كلامهم، فيأتي المدرس في حالة أنيقة مشرفة مثالية ما يرى منه إلا الوجه والموقف المشرف، ولذلك قدرة المعلم على أن يغذي الطالب ويحصنه أكثر بكثير من قدرة الوالدين، ومن الناحية الثانية المعلم ليس عليه فقط أن يكسب الطالب، فهو ليس جرعة تعليمية يصبها في أذن الطالب، أهم شيء أن يجعل بينه وبين الطالب القدرة على أن يكون هذا المعلم قدوة ومرجعية له.
وهنا تأتي الفائدة.. ما الذي جعله يذهب إلى داعش أو غيرها من هذه الجماعات؟
يكمل د. القحطاني حديثه قائلا: إن شخصيتهم وتكوينهم جذاب جدا وخصوصا الشباب الذين يميلون عادة إلى الأطروحات العنيفة وإلى الحل السريع الذي فيه حدة، لديه مراهقة نفسية أو اضطراب داخلي، يريد أن يغير كل شيء بالعنف والقوة من باب إشباع حالة نفسية أكثر من أنها حالة فكرية لا غير، فيجد في هؤلاء نموذجا ممتازا لا يعلى عليه، ولن يجد أبدا مثله حتى في بطولات رامبو في القدرة على القتل والقدرة على تفريغ شحنات الغضب في الناس، والقدرة على تحقيق الانتصارات بدون أن يلتزم بأي شيء، يريد الناس أن يلتزموا بأي شيء فهو يعيش كيفما شئت، وأنت تمارس حياتك كيفما شئت بدون ضوابط، تحت ماذا؟ تحت رفع راية لا اله إلا الله، وأيضا تحت انك إذا مت سوف تصبح شهيدا، تحت الوساوس التي يعيش من اجلها، إذاً هناك حالة عند الشباب هي محاكاة الأشخاص، فالكسر من قدرتهم على تجسيد الأفكار، وقناعات دور مؤسسات التعليم ليس فقط هو أن نأتي بشيوخ ونعمل محاضرات بل هو أن ننجح في مد صلات مع هؤلاء الشباب، بحيث يكون لهم مرجعية، فهؤلاء الشباب إن صارت لهم مرجعية اتجهوا لها، وهذه القضية جزء منها نفسي قبل أن يكون جزء منها تدريبي، والمعالجات وأنا شاركت في كثير من اللجان وحضرت جزء منها، فما هي مشكلتهم؟ قالوا تكفير، جيبوا محاضرة عن التكفير... مشكلة أنهم لا يرون المشايخ شيء... اعطهم محاضرة العلماء وفضل العلماء ليس هذا العلاج، وإنما القضية انه كان يبحث عن شخص يسمع له ويبحث عن أناس يشبعون الاحتياج النفسي الداخلي له، عندما يريد أن يتكلم يريد أن يسمع صدى له؛ لأن عنده أزمات، فهو مستفز داخليا ومستفز دينيا، ولذلك نحن اليوم بحاجة إلى كوادر إلى معلمين إلى نماذج تبقى في المجتمع تكون قريبة منه، فلماذا ابن باز والعثيمين كانت بيوتهم ومساجدهم مفتوحة بعد الظهر والعصر، فمن أشكل عليه شيء ذهب وسألهم، على طول استطاع أن يقابله، والآن أين المشايخ الذين عندهم دروس أو مجالس لمناقشة الشبهات!!!
من من المسؤولين يستطيع أن يتقبل استفزاز شاب من خلال موقف من خلال مقالة، الآن كله تهديد ما تتكلم كلمة، والان كلهم عندهم إحساس -حتى لو لم يخبروا أو يبلغوا- لما تنتقد أي واحد مصرح له بالحديث أو الكتابة وأنت بدأت تنتقدهم فأنت معرض للمساءلة، بينما لم يقل له أي احد هذا الكلام لكنه شعور والمجتمع يغذي هذا الشعور.
اليوم: رغم فضاء الشبهات المطروحة والموجودة والمتداولة للجميع وأن الجميع يستطيع أن ينقد ويرد ورغم هذا إلا أنها تجد رواجا كبيرا وتأثيرا؟
قال الدكتور عماد الجريفاني لو رجعنا إلى الفترة الزمنية في الثمانينيات الميلادية وسيلة التواصل كانت عبارة عن نشرة الأخبار أو تلفزيون أو راديو قطار من جهة واحدة هو يتكلم وأنت تسمع، ولا احد يستطيع أن يدلي برأيه وليس هناك مساحة لإبداء الرأي، ثم أصبح هناك طفرة سريعة جدا في مسار التطور بعد حرب الخليج، فأول ما رأينا CNN كيف أن المراسل لا يحتاج أن يجلس في الاستديو بل ينتقل إلى الخارج وينقل لنا الخبر من موقع الحدث، فهنا صار انفتاح في طريقة تلقي الأخبار، يعني بمعنى أننا يمكن أن نرى الحدث ولا يمكن أن يمنع عنا الحدث، ثم صار المذيع يأتي بأناس من الشارع ومن ارض الحدث فيتكلمون فتسمع لهم وتسمع من أكثر من وجهة نظر، فهذه كلها غيرت في طريقة فهم الناس وطريقة تلقي الخبر وطريقة المشاركة في الخبر فتحت المجال.
برنامج على الهواء مباشر يتصل شخص من أي بلد ويبدأ يتكلم ويبدي رأيه وهذا لم يكن متوفرا سابقا، هذه الأمور كلها بدأت تنمو في طريقة الاستقبال، والمشاركة ما كانت موجودة سابقا مع ذلك بدأ الانترنت في منتصف التسعينيات وأصبح المجال هناك أوسع وأرقى، ويمكن القنوات التي ذكرتها سابقا فيها مقص رقيب فأنت لا تستطيع أن تتكلم عن كل شيء في الصحافة وفي الإعلام وفي التلفزيون، لكن شبكات التواصل الاجتماعية ليس فيها مقص رقيب لا تحتاج أن تكون خطيبا أو عالما أو مذيعا أو حكيما، لكن اكتب فقط وهناك من العقول مثل الإسفنج ما يمر عليه شيء إلا ويشربه، كما قال ابن القيم: «القلوب لا تكون كالإسفنج، الفتنة لا تمر على القلوب إلا وشربتها».
اليوم: المؤسسات المكلفة بالتوعية هل هناك خط مواز لما تبثه؟
أضاف الجريفاني: في الحقيقة أنا لا أريد أن أعالج موضوع الإرهاب أو انحراف الشباب الفكري واجعله هو البعبع أيا كان هذا الانحراف، هناك انحراف سلوكي وهذا أثره سيئ على المجتمع، وهذا لا بد أن يناقش، فأنا لا أريد أن أعالج هذه المشكلة بالتركيز على الوسائل، وليس على أصل المشكلة -وما ذكره الدكتور مسفر انظر إلى المستفزات الداخلية- فهذا هو الأصل فأنت عندما توقد نارا تحتاج عوامل، فتحتاج شرارة وتحتاج إلى أوكسجين، فالشرر هو العنصر الرئيسي والأكسجين هو عامل مساعد للاحتراق، نفس الشيء شبكات التواصل الاجتماعي هذه وسائل مساعدة، وهذا اللي حاصل، فلننظر للأسباب الحقيقية لمشكلة التطرف، فأنت الان لا تستطيع أن تغلق عليهم الانترنت لو فرضنا جدلا سيجدون وسيلة أخرى، والان الشباب لا يجدون حواجز للوصول إلى الكثير من المواقع أخبرني عن أي شاب ليس لديه 20 او 30 أو 40 وسيلة لاختراق هذه المواقع، ما أصبحت شيئا في الفضاء لا تستطيع أن تحجب شيئا تماما، فلنذهب إلى أصل المشكلة وما سبب الاستفزاز الداخلي ولنعالجه.
اليوم: الهجوم الإعلامي المضاد من المؤسسات المدنية طبعا الهجوم ضد التطرف والأفكار هل هي وسيلة علاجية أم وسيلة تضخيمية وهل حلت المشكلات؟
قال الدكتور محمد الغامدي: في نظري هذا جزء من المشكلة بل قل رأس حربة المشكلة إن صح التعبير، وأنا عندي استشراف الحل ودعنا نسمه سبعة في سبعة 7*7، ولدينا سبع مشكلات في التوصيف أو سبع نقاط في التوصيف وهي سهلة ومقنعة:
1/ عندما تخير الشاب بين أي شيء (نشاط، خطاب، ملتقى) مسيطر عليه أو غير مسيطر عليه سيختار غير المسيطر عليه، لا تجلس تعطيني خطبا في فضل المسيطر عليه، وتسيطر علي لا أريد ما تسيطر علي أريد لا تدخل معه بتفاصيل.
2/ تخاطبه بلغة صريحة ومباشرة وتُبقي الأحداث بسهولة في بعضها أو تعطيه لغة عميقة متعمقة متأصلة مفكرة تحاول أن تجيب وتفصل، سيختار اللغة الأولى لأنه مو فاضي، بتعرف الحق بالطريقة الثانية.
3/ تعطيه خطابا تقليديا أو غير تقليدي يريد غير التقليدي، يريد «النيو لوك» يريد الشيء الجديد فلا بد من التغير في الشكل والمضمون والأمة الاسلامية في عزتها.
4/ هل تريد أن تكون مشاهدا أو مشاركا؟! أكون مشاركا... تعال تجلس مع 10 أو 20، ونأتي لكم بمفكر عظيم فيقول غير فاضي أريد شيئا أشارك فيه تفاعل في لعب الكرة.
5/ تعطيني أشياء طويلة الأجل بعيدة الصلاحية والا الآن أكيد سيختار الآن، فأنت تخبره انه إذا صرت في المستقبل سيكون له اثر وستجد ما أخبرتك وألف ميل تبدأ بخطوة، فهذه اللغة لا تنفع معه، فأنت لا تخاطبه بالعواقب والبعد العميق تكسب الشريحة المثقفة العميقة، لكن الشريحة التي هي وقود الفتن تريد تنفيذا الان بسرعة اعمل كذا يعمل، أريدك أن تفجر يذهب ويفجر الآن؛ لأنها غير موجودة وتتعامل مع ايقونات الواقع عنده، لكن تتكلم عن الخطاب الموجود والمرجعية والذي ينبغي أن يكون والمآلات والأمر إذا وسدَ إلى أهله عنده لكن تتكلم عن الأسئلة البعيدة ليس لديه الفرصة أن يعملها.
6/ تعطيه شيئا مبسطا او معقدا اكيد سيختار المبسط غير المقنع الخفيف السطحي لكن المعقد والمعمق لا يقبله.
7/ تعطيه شيئا يفسر ما يجري حوله وبعض الاحيان تفسيرات مضحكة واحيانا فيها استحالة عقلية يسلم لها بالعقل، ما يدخل بها بالباطن لماذا لانه فسرها بما يجري، ويأتي لك بالعراق له علاقة بموزنبيق واليورانيوم في زائير وذهب الى روسيا والكونجو، وبعدين تعال فجر وبدأ يفجر شيئا لا يعقل، لكنها تتعامل مع الايقونات عنده لكن تتكلم عن الخطاب والمرجعية والمآلات والامر يرجع الى اهله فهذه اشياء غير فاضي لها اعطني ايقونات ووظفها لي اقتنع او تعطيني خطابات ما وراء.
اليوم: الدور غير التقليدي الواجب أن تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية وهي الجهة المعنية بالبناء الشرعي العقلي للمجتمع ابتداء من الشباب فما زال دورها مقتصرا على المحاضرات والتوعية، وللأسف حتى عناوينها تقليدية، مثل حكم التكفير، أو حكم الذهاب إلى التنظيمات فما زال هذا الدور فقط الذي تقتصر عليه الوزارة... أريد الدور غير التقليدي الذي تقوم به الشؤون الإسلامية؟
بين د. مسفر القحطاني ان هناك سؤالا من المحور السابق وهو لماذا السعوديون اقرب إلى المشاركة مع هذه التنظيمات؟
وهذا طبعا ليس بسهولة أن تجيب عليه بهذه السرعة وخصوصا مثل هذه الأمور تحتاج إلى الإسهاب فيها ويحتاج إلى البسط والقراءة لهذا الأمر، فأقول من وجهة نظري إذا كان الشباب يعيشون في مجتمعهم ضمن مشاريع كبرى ثق تماما انه لن يتجه إلى هذه التنظيمات أو غيرها من الأمور أو حتى انه يفرض انه يفكر في هذه الأمور.
مجتمعنا السعودي اليوم أغلب الناس موظفو دولة في وظائف شبه هامشية من التأثير، بمعنى انه يعيش مع الوظيفة مع وفق عدد ساعاتها المحددة فقط، بعد ذلك يرجع إلى عالمه الخاص هو إلى الآن لم يندمج مع مشاريع الدولة الكبرى، أصبح ميل الشاب السعودي عموما في اهتمامه بالسياسة أو بالشارع العام بشكل مضخم أو مبالغ فيه أكثر من الشعوب الأخرى، في الوقت الذي فيه التنمية الحقيقية أن كل إنسان يسعى إلى أن يدخل ضمن مشاريع الدولة التي وضعتها لأجل التنمية ولأجل التقدم، عندما اعرف أني أنا جزء من هذه المشاريع وان هناك أهدافا وهذه الأهداف تنسجم مع حاجتي اليوم.
اليوم: أقصد مشروع حلم المجتمع الأمريكي وخرط الشباب فيه?
اكد القحطاني قائلا: نعم مثل هذا وغيرها من الدول التي فيها تقاطعات وأفكار خطيرة جدا فيها عصابات فيها مافيا فيها مخدرات ومشاكل أخرى اكثر من مجتمعنا أضعافا مضاعفة، لكن عندهم مشاريع كبرى الكل إذا أراد أن يمشي في الطريق الصحيح سيجد نفسه في احد هذه المشاريع التي تشبع حاجاتهم النفسية والمعيشية، وبالتالي انخرط فيها ما عنده وقت حتى لمثل هذه الأمور والمسائل مهما كان في سوء، لأنه يعرف الآن انه سيصل إلى حاجته من اكمال دراسته أو تحقيق مشروعي وموهبتي وفكرتي التي أحبها وأريد أن أحققها كمشروع دراسي ومشروع معيشي تجاري، فمثلا مدينة الدمام نريد أن نحقق فيها بعض الأهداف خلال العشر سنوات، وبالتالي الآن الكل سيعمل لها، فمثلا الطالب لا بد أن يقول والله أتخصص واخدم واحدا من هذه المشاريع، وكذلك البنت وكذلك المرأة او الرجل او صاحب المشروع التجاري، فهناك أهداف وضعتها لهم الدولة الكل لا بد أن يسير عليها.
وأضاف القحطاني: تحقق وتعود وزارة الشئون الإسلامية الى دورها الريادي مثل التوعية والإرشاد.
اليوم: ما الدور التطوعي في حماية الشباب؟
قال الدكتور عماد الجريفاني: أنا أتوقع وارجع أحيانا في كل القضايا التي أحقق فيها وأحاول طرحها أني لا أركز على جزئيات بل انظر إلى الصورة الكبيرة، الشباب لا يحتاجون ولا ينظرون إلى مشروع تطوع، وان كان التطوع من أفضل المشاريع التي يمكن أن تشغل الشباب وتحقق اللحمة مع المجتمع، لكن نحن في المملكة نحتاج إلى مشروع إلى خطة وطنية شاملة للشباب تعنى بهم في جميع الأمور ابتداء بوزارة الشباب.
اليوم: دكتور عماد كونكم رئيس مجلس إدارة جمعية «واعي» هل أقلقكم موضوع التطرف؟ وكيف تم علاجه؟
قال الجريفاني: هناك برامج ومشاريع نوعية قمنا بها فالشاب إذا لم يجد ما يستوعب وقته ويعطيه مساحة لفكره مفتوحة أن يلقي فيها الإنسان كل ما يريد، وإلا سيلقي في أحضان الفكر المنحرف، الآن كلما راح الشاب مكان منع من الدخول سواء مطعم أو مجمع أو شركة حتى نقاط التفتيش ترى أنهم ما يوظفون إلا هؤلاء الشباب، وهذه كلها ضغوط نفسية على الشباب، وفي المقابل لا توجد هناك برامج تستوعب هؤلاء الشباب وهناك الكثير من البرامج نستطيع أن نجلس ونضعها لاستغلال طاقات الشباب؛ لان الشباب فيهم الخير الكبير والكثير جدا، فانا لا انظر إلى الشباب في السعودية على أنهم مشكلة بل إنهم جزء من الحل، وهكذا ينبغي أن نراهم، فهناك فئة كثيرة من المجتمع فيهم قلة الخير.
اليوم: سألت قبل قليل وقلت الهجمة المضادة الإعلامية من المؤسسات المدنية سواء كان من التعليم أو غيره، هل هي حملة ناجحة؟ وهل هذا يكفي لإقناع الشباب في عدم الانخراط ام لا؟
يضيف د. الغامدي: الحقيقة، وزارة الداخلية لم تقصر في ذلك وشهد لها الكل، لكن يجب على أصحاب الأقلام والرأي والمنابر أن تكون مهمتنا أن نفكك الخطاب السائد.
أما في الخطاب السائد:
1- البدء بتنمية مستدامة ينخرط فيها الشباب اجتماعيا مثل القسم المادي فنقول له تعال وبيع مواد منتجات نورد لك واشتغل.
أيضا قضية العمل التطوعي له ومنه وعليه إذا لا بد من مشاريع مستدامة للشباب.
2- منح العالم الشرعي وصاحب القلم الإعلامي الصوت الإعلامي حرية واسعة ان استطعنا، حرية واسعة يكسب ناسا ويأخذ ثقتهم.
3- مبادرة واضحة وسريعة سواء في الوقاية أو العلاج اكشف سريعا الواقع، ويمكن أن يكون عندي عصف ذهني سريع، وكيف نكون فاعلين مجتمعيا بشكل سريع مبادرات سريعة تظهر الشباب.
4- مشاركة غير تقليدية ولا إملائية يجب أن نجعل الشباب يتحاور ويتكلم ويصل صوته سواء عبر الوسائل التقليدية أو غير التقليدية، دون إملاء من احد أو إقصاء من احد، إنما نعطيه أي فكر وهو يتخير ونتحمل 30 بالمائة من اجل ان نكسب 60 بالمائة، وإذا أردت أن يكون خطاب مائة بالمائة سيكون لكن ظاهريا لكن بالداخل ان هذه الشريحة ليست لك.
5- لا بد من السماح للشباب بالتجمع وتوافدهم وكفالتهم ضمن قواعد وقوانين شرعية معروفة وتتسع صدورنا لكثير من ذلك، وإذا لم تتسع صدورنا لذلك سيجد نموذجه في مكان آخر.
6- لا بد أن يأخذ من قرينه، يعني لا بد أن تتيح له أن يتصل بقرينه وتعطيه القناعات من اقرانه، ونعطي من الثوابت الدينية والوطنية ما يتعلق بأمننا وهويتنا نعطيها الشباب وهو يسمع من قرينه ما سوف يصل إليه من ثلاثة مجلدات إن قرأ الثلاثة المجلدات، أو حضور ندوة متخصصة مطولة إن كان سيحضرها يمكن أن يوصلها له القرين في جلسة واحدة بقناعة وانتهت، ما يأخذ من قرينه بسريع وهذه حتى موجودة في التجربة الدانمركية في التعليم، ما يأخذه من قرينه بسرعة في عبارة قليلة تبقى في الجذور نفس ما يأخذه في الوسائل التقليدية صعب وبطيء وتأثيره محدود، فلابد أن نتحاور مع بعض في كل مكان سواء في الوسائل التعليمية أو مجموعة المدارس يجب أن تفتح حوارا. والمدرس مجرد مستمع حتى ليس بمحاور وخلهم يتكلمون ويخطئون وهو خطأ مقدور عليه في مراحله الأولى قبل أن يصلوا إلى الخطأ الكبير الذي يعود عليه وعلى مجتمعه بالضرر لاسيما وهم في المرحلة الثانوية.
7- التربية الإيمانية وعمارة الوقت واستثماره والجهد في التربية الإيمانية، فالمدرس يقول لطلابه شارك في مجتمعك وأرني، يعني اترك أثرا ايجابيا في مجتمعك بالإضافة إلى التربية الإيمانية مثل قيام الليل والصلاة والطاعة وقراءة القرآن والاستغفار وأذكار الصباح والمساء، فالبعض يستفيد من معلمه أو إمام مسجده اكثر من أهله.
الأب والزاد الإيماني، فالأب يقول لابنه اذهب واترك أثرا ايجابيا وتعال اخبرني به، وكذلك إمام المسجد يحث الشباب على ترك اثر في مجتمعك لو على الزراعة لو على الشجرة لو على الحوائط اترك اثرا ايجابيا وتعال اخبرني أقيمك وأشيد بك وتتفاخر بعملك الرشيد.
فإذا لم نعطهم فرصة في الأثر الايجابي في المجتمع ونروي هذا العطش ويرونه محسوسا فإنهم سيكونون ضدنا.
وعلق حميد المشرف: لماذا نحن في أيامنا كنا نعيشه فرضا ما يعيشه أبناؤنا؟ أنا في رأيي غياب الإعلام على أيامنا كان الإعلام مش مغيب لكنه محكم ومسيطر عليه، وكان مفلترا وهذا الشيء الأساسي وكان أمامنا التلفزيون والراديو والجريدة اليومية، بالإضافة إلى الكتب والمراجع الوزارية. ثانيا كان في احترام في البيت الابن والبنت كان في احترام مقدس للوالدين، يعني أنا عندما يأتي الوالد ويأمرني أمرا ولو كان خطأ أو غير خطأ مثل يحرمني من حاجة فأقول له حاضر بينما بنسبة كبيرة جدا يفتقدها في المجتمع لان نقطة الحوار ضعيفة جدا.
اليوم: وصيتان للتصدي لأصحاب الفكر المنحرف أو الإرهاب أو داعش؟
أوصى حميد المشرف التصدي يبدأ من الداخل من البيت واللبنة الأساسية هم الوالدان لا بد أن يؤسس الأبناء التأسيس الإسلامي الصحيح لا إفراط ولا تفريط بل وسطي وإعطاء الثقة واحترام الغير، والآن الابن يستطيع أن يتحدث مع جاره ابن جاره في أي كلام مباح او غير ذلك بينما مع ووالده لا يتكلم ما في متابعة.
وأضاف الدكتور عماد الجريفاني: بداية لا بد أن نفهم جيل الشباب لأننا لا نستطيع أن نعالج مشاكل اليوم بتقنيات الماضي أو تقنيات الأمس بحلول الأمس، الشباب الان كما يطلق عليه بعض المفكرين جيل رقمي فلا بد أن نستخدم أساليب تتناسب معهم وتكون لغة الحوار لغة حوار بهذا الأسلوب والمنطق. لا ينبغي أن نركز على الظواهر التي تحصل اليوم.
نحن في الحقيقة نحتاج إلى فهم الشباب وإعداد الخطة الوطنية لهم.
الجميع منصت للمداخلات الجانبية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.