حين تتنصّر زوجة مبتعث، فليس لأنّ الابتعاث بحد ذاته هو السبب، هذا إنْ صحّ الخبر، ولا أحسبه كذلك.. فنحن وأجيال ابتعثنا قبل عقود، وعدنا، وتعرّضنا لمن يحاول استمالتنا لدين غير ديننا باللفظ الجميل، والتعامل اللطيف، ومحاولة التقرُّب بالصداقة، والجيرة من نساء المجتمعات التي ذهبنا إليها، والرجال من قِبل رجال فعلوا المثل، لكننا كنا قد تسلّحنا في طلعتنا بالإجابات الشافية لكل سؤال في موقف ما مقابلينه بالحجّة، والدليل،.. وكذلك يفعل كل من ابتعث، أو يُبتعث وهدفه الاكتساب، ولديه حصيلة من ثقافة دينية، وقيمية في أي مرحلة عمرية..، فيستطيع أن ينجو من معترك تفاوت الثقافات، وصدمة وجوه الاختلاف، والدهشة من مغريات المتاحات حيث يذهب..!! ولا أحسب أنّ أي حالة طارئة بين المبتعثين ترتبط بالابتعاث هناك، بل هي شبيهة بما استجد في المجتمع الداخلي هنا من الحالات الكثيرة، والمختلفة لتأثير ما تضخه آثار الاندماج بالفكر المختلف، والقناعات المستجدة، والتقارب الحميم مع معطيات كل وافد عن كل سبيل بات بين الأيدي دون عناء..، ولكن من دون أن يحصن من آثارها، الغرُّ، والجاهل، والضعيف، والخاوي جِنانه، والهش تكوينه، والمريض قلبه...! ففي المقابل هناك مبتعثون قد أسلم على أيديهم من أسلم وهم نماذج مشرقة،.. وعشرات من المجتمع، وألوف كذلك قد عادوا سليمي الصدور من الابتعاث، سليمي العقيدة، واثقي القلب، ثابتي الفكر، مع ما طرأ عليهم من الوعي، وتبلور فيهم من الخبرات.. وزيد إليهم من التجارب المجدية.. إنّ مشكلة أية حالة طارئة تكمن في ذات صاحبها، وهي مؤشر إلى جانب سالب في مفرزات التنشئة الأساس، والبيئة المَحضَن، وتحدث في كل مكان..! لكن من وجهة أخرى فإنّ حديثي العمر في الغالب ليبقوا جلدين أمام تيارات التغيير، فإنّ بعضاً منهم يحتاجون لتوعية مستديمة..! كذلك ما يقع من حالات غير مألوفة في مجتمعنا من بعض النساء، والرجال بمختلف أعمارهم داخلياً، وخارجياً، يحتاج إلى دراسة جادة، وعاجلة، ومستدامة لتدارك تفاقمها حين تتوصل للأسباب، ومن ثم تضع العلاج، وتقترح السبل له.