- بدأ رونالدو مشواره في بطولة العالم للأندية أمام كروز أزول المكسيكي في دور الأربعة والطموحات تغمره بأن يصل بفريقه (ريال مدريد) إلى نهائي البطولة العالمية، ونجح رونالدو في تحقيق تلك الطموحات بعد الرباعية الكبيرة التي سجلها الميرنجي في مرمى منافسه، حيث ساهم رونالدو بفاعلية واضحة في صناعة الكثير من الأهداف في تلك المباراة عندما أظهر تعاوناً ملموساً مع زملائه على ساحات المستطيل الأخضر وبطريقة فنية أثارت إعجاب المتابعين. - تحقق الطموح.. بالوصول للنهائي ولكن الغضب سيطر على هداف الدوري الأسباني المتوج بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في القارة الأوروبية.. نتيجة لعدم نجاحه في هز الشباك! وظهر ذلك الغضب جلياً وواضحاً عندما رفض النجم البرتغالي بعد نهاية المباراة الإدلاء بأي تصريح للإعلاميين والصحفيين الذين كانوا بانتظاره مما أثار استياءهم، وتوجه رونالدو على وجه السرعة إلى غرفة الملابس دون الاكتراث بمطالباتهم له في ظل توقف زملائه (كاسياس، بنزيما، راموس، بيبي، كروس) لتلبية مطالب الصحفيين والأداء بالتصاريح لوسائل الإعلام المختلفة، ونشوة الفوز تعتلي محيا كل منهم. - رونالدو سيخوض النهائي العالمي على مستوى الأندية بمشاعر مختلطة بين الغضب بسبب عدم نجاحه في تحقيق مهمته التي اعتاد على تأديتها في كل مباراة بتسجيله لهدف على أقل تقدير، وبين الطموح بتحقيق الفوز باللقب مع تمكنه من هز الشباك حتى يشبع رغبته الداخلية كهداف ويتفادى النقد والأسئلة التي قد تطاله في حال عدم تمكنه من تحقيق ذلك. - أتساءل هنا أيهما سيكون أهم بالنسبة لرونالدو.. الفوز باللقب؟ أم نجاحه في هز الشباك؟. بالطبع سيكون الجواب المنطقي لمثل هذا السؤال هو فوز الفريق باللقب العالمي. ولكنني أجزم بأن رونالدو سيخوض المباراة النهائية وهدفه الرئيسي هو الوصول لشباك الفريق الأرجنتيني مهما كلف الثمن، وأعتقد أن رونالدو لن يتوانى في تسديد الكرات التي بإمكانه توجيهها إلى المرمى حتى وإن كان ذلك على حساب التعاون مع زملائه. - هي أنانية الهداف.. المصطلح الذي ناقشه الطليان عندما كان المهاجمون أمثال الأرجنتيني باتيستوتا، والليبيري جوروج وياه، والأوكراني شيفشنكو، والبرازيلي رونالدو يحتفظون بالكرات لأطول وقت ممكن مع توجيهها نحو المرمى دون النظر لزملائهم. واعتبر بعض خبراء ونقاد اللعبة في إيطاليا -آنذاك- أن تلك الصفة هي ميزة أساسية يتطلب توافرها في الهداف الحقيقي، وأطلقوا عليها أنانية الهداف (كصفة حميدة) تميز المهاجم الهداف عن غيره من زملائه الذي يلعبون في المراكز الأخرى. - كل ما يحتاج إليه رونالدو هو الموازنة بين تحقيق مصلحة وهدف الفريق كمجموعة وتحقيق مصالحه وأهدافه الشخصية كفرد، فعلى الفرد في عالم كرة القدم مهما كان اسمه أن يركز هدفه الرئيسي على تحقيق مصلحة الفريق كمجموعة لأن ذلك سينعكس عليه إيجابياً كفرد، ففي حال نجاح رونالدو في صنع هدف لزملائه فإن المباراة ستنفتح على مصراعيها.. وسيختلف تكيتك الخصم الذي سيندفع إلى الأمام باحثاً عن هدف يعدل من خلاله النتيجة.. وهنا ستسهل مهمة رونالدو في التركيز على تحقيق هدفه الرئيسي (كفرد) لينطلق إلى الأمام ويمارس هوايته في هز الشباك دون أن يجد العتاب من زملائه ومدربه. - كارلو أنشيلوتي مدرب متميز بكل ما تحويه الكلمة من معنى، فمن خلال تصريحه الذي قال فيه لوسائل الإعلام: «كريستيانو قدم مباراة جيدة للغاية، وصنع أهدافاً، إنه لاعب مؤثر جداً في الفريق حتى وإن لم يسجل، وأعتقد أنه بالتأكيد سيسجل في النهائي». عكس أنشيلوتي معرفته التامة بما يدور في خُلد النجم البرتغالي، وفي نفس الوقت ضرب عصفورين بحجر واحد عندما دافع عن لاعبه (بأنه لم يسجل) وعندما منحه الطموح والثقة (بأنه سيسجل في النهائي). فتلك الكلمات البسيطة التي قالها المدرب الإيطالي سيكون لها مفعول السحر على معنويات رونالدو، وستساعده دون أدنى شك في السيطرة على المشاعر المختلطة بين الغضب والطموح قبل انطلاق نهائي بطولة العالم للأندية. - لنركز معاً على ردة فعل رونالدو في حال نجاحه في هز الشباك مساء اليوم.. هل ستكون ردة فعل طبيعية مثل تلك التي نشاهدها في الليجا؟.. أم أنها ستكون ردة فعل مثيرة تعكس لنا مدى حرص اللاعب على التسجيل في نهائي بطولة العالم للأندية؟