سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المتاجرة ببيع منح الأراضي والتراخيص والفيز يدخل في أكل أموال الناس بالباطل طالب بالبعد عن الكسب المحرم أو ما يشتبه في تحريمه .. د. حمود الدعجاني ل«الجزيرة»:
نبه متخصص في الفقه وعضو هيئة التدريس بجامعة شقراء د. حمود بن محسن الدعجاني إلى تساهل كثير من الناس في بيع الحق الممنوح له من الدولة، وتسمى حق اختصاص وهذا لا يجوز بيعها أو المتاجرة، وأن ذلك يدخل في أكل أموال الناس بالباطل، قال تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ} (188) سورة البقرة، ومن ذلك بيع التراخيص التي يصدرها ولي الأمر لأحد التجار من أجل استيراد بعض السلع التجارية فيبيعها على غيره أو بيع أرقام منح الأراضي قبل استلامها أو بيع الاسم لمن استحق القرض في البنك العقاري أو بيع الفيز ونحو ذلك من الحقوق التي منحتها الدولة. وقال د. الدعجاني: إن ذلك يعد من بيوع الغرر لأن المشتري قد لايتمكن من تحصيل الحق المباع وقد نهى- صلى الله عليه وسلم- عن بيع الغرر، كما أن هذه التصاريح ونحوها تعطى وفق شروط معينة في حق المتقدم لها وبيعها يؤدي لأن يأخذها من لا يستحقها، وأن في منع بيعها سداً لذريعة التلاعب في بيع حقوق الاختصاص التي تعطى من قبل الدولة لأجل المصلحة العامة، والدولة تمنع من ذلك، وتشترط على أنه لا يجوز أن يستخدم هذا الحق من غير الطرف الأول. وشدد د. حمود الدعجاني على أنه يجب على المؤمن أن يبتعد عن الكسب المحرم أو مايشتبه في تحريمه ويلتمس الكسب الحلال الطيب ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: إن الله - تعالى- طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} (51) سورة المؤمنون، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (172) سورة البقرة. ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب، يارب، ومطعمه ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذيَ بالحرام، فأنَّى يستجاب له رواه مسلم.