بعد قطيعة لأكثر من نصف قرن من التوتر المتوارث من حقبة الحرب الباردة، شهد العالم أمس تحسنا في العلاقات الأمريكية- الكوبية التي جاءت بعد صفقة لمبادلة سجناء تم بفضله الإفراج عن المقاول الأمريكي آلان غروس لقاء الإفراج عن ثلاثة كوبيين أدينوا بالتجسس هم جيراردو هرنانديز ورامون لبانينو وانطونيو غيريرو, وسيسهم ذلك مع وعود بالعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء وعلى تعاون أكبر في المجال الاقتصادي. وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأربعاء فتح (صفحة جديدة) في العلاقات مع كوبا ملتزما بأن يبحث مع الكونغرس رفع الحظر المفروض على الجزيرة منذ نصف قرن. وقال أوباما في خطاب تاريخي من البيت الأبيض إن (عزل كوبا لم يعط نتيجة)، داعيا إلى اتباع (نهج جديد) ومعلنا بالإسبانية (نحن كلنا أمريكيون). وقال أوباما الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة في كلمة بمناسبة وصوله إلى البيت الأبيض (هناك تاريخ من العلاقات المعقدة بين الولاياتالمتحدةوكوبا، لكن الوقت حان لفتح صفحة جديدة)، معلنا عن فشل سياسة العزل ضد النظام الكوبي. في الوقت نفسه أعلن الرئيس الكوبي راول كاسترو من هافانا أنه اتفق مع أوباما على إعادة العلاقات الدبلوماسية. وأضاف في خطاب بثته وسائل الإعلام الرسمية (هذا لا يعني أن (المشكلة) الرئيسية أي الحصار الاقتصادي تمت تسويتها). وفرض الحظر في عهد الرئيس الديمقراطي جون كينيدي في1962، ووعد أوباما بمناقشة مسألة الحظر في الكونغرس، لكن النقاش يتوقع أن يكون صاخبا. وأشاد كاسترو بالرئيس الأمريكي قائلا (هذا القرار من قبل الرئيس أوباما يستحق اعتراف وتقدير شعبنا)، موجها كلمة شكر إلى البابا فرنسيس الذي ساهم في التوصل إلى هذه الخطوة. وسيبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فورا مباحثات لإعادة العلاقات الدبلوماسية على أن تفتح سفارة أمريكية في هافانا خلال الأشهر المقبلة، وهو أمر ظل لفترة طويلة غير مطروح. وإثر خطاب أوباما أعلن البيت الأبيض أن قيام الرئيس أوباما بزيارة إلى كوبا ليس (مستبعدا). من جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استعداد المنظمة للمساعدة في تحسين العلاقات بين الجانبين. كما عبر البابا فرنسيس عن ارتياحه الكبير لما وصفه بأنه (قرار تاريخي) كما شكره أوباما على دوره في هذا التقارب بين بلدين لا يفصل بينهما سوى مضيق فلوريدا و150 كلم. وسرعان ما رحب رؤساء أمريكا اللاتينية بعودة العلاقات الأمريكية- الكوبية. كما رحب وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير بما وصفه بأنه (نبأ سار جدا في هذه الأوقات الحافلة بالنزاعات). بدوره قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس في بيان (أحيي (الإعلان) الذي يفتح -كما رغبت بذلك فرنسا منذ فترة طويلة- المجال أمام التطبيع التام، وكما آمل رفع الحصار المفروض على هذا البلاد في نهاية المطاف).