لا يزال كثير من أصحاب الشأن يفكرون بالأساليب التقليدية المرتبطة بالعمل التربوي المعاصر، وقليل منهم أصلاً يتناولون الفكر الجديد المتعلق بالمنشآت والمرافق التعليمية، وتحديداً تصميم المبنى المدرسي الجديد؛ إذ إن التصاميم القديمة التي يصفها سمو وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل بأنها مثل القصور لم تعد تصلح للعملية التعليمية الحديثة، بل إن كلفتها باهظة دون مبرر، كما أن هذا النوع من المباني صلاحيته للزمن ضئيلة، ومعظم المباني المدرسية قصورية الطابع حتى الحديثة منها ليس قابلاً للتعامل مع الزمان ومع المكان ومع الموضوع. فليس نموذج (أ) أو نموذج (ب) أو باقي النماذج من ذلك النوع الذي يرقى للطموح وللأمل المعقود على تطور النظام التعليمي على الإطلاق. وفي الحقيقة، إن الأفكار الجديدة للتطوير ينبغي أن تقوم على المبادئ الآتية التي يمكن استشفافها من حديث الأمير خالد: 1 - لم يعد الفكر المعاصر قائماً أو قابلاً للاعتماد على الأفكار التقليدية ذات الصبغة النمطية. 2 - لم يعد العمل المطلوب أداؤه يتناسب مع معايير ذات صبغة شخصية بل معايير عالمية . 3 - ليس كل تفكير يُطرح يتناسب مع مقتضى الحال، فهنالك مجالات لا يصلح لها التفكير المتشائم المحبط المتحفظ، وهنالك ميادين تتطلب نوعاً من ثورية الأفكار وخروجها عن النمطية وعن القوالب الجامدة، وعن الصندوق. 4 - يجب ألا يكون هنالك تصادم بين التفكير القائم على النصوص أو الجذور أو التاريخ، والتفكير القائم على العلم والتطور والانبعاث. 5 - إن الحكمة هي مطلب لا بد من الحصول عليها أينما وُجدت، والحكمة قد لا تكون نصاً شرعياً بالضرورة، لكن كل الحِكَم الإنسانية المجيدة لا بد أن يكون مصدرها الأساسي جيداً، سواء عرفه من عرفه، أو جهله من جهل.