قرأنا في صحيفتكم الموقرة نبأ رعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض خلال الفترة من 25 - 28 يناير المقبل الدورة الثانية من أعمال معرض وملتقى مشروعات النقل العام الرائدة في المملكة بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بدعم وإشراف من وزارة النقل. وبشأن هذا الملف المهم أقول مستعينا بالله أهمية خدمات النقل داخل المدن ترجع إلى كونها أحد أنسب أساليب النقل وأرخصها، وأكثرها قدرة على تحسين انتقال الأفراد وتفعيل النشاط الحضاري، لتحمل الظواهر والإفرازات البيئية والمرورية الناجمة عن اكتظاظ المدن واتساع نطاقها العمراني، فضلاً عن أن هذه الخدمات لا تقتصر منافعها على مستخدميها، بل لها أبعاد ومضامين وفوائد تتجاوز مستخدميها لتشمل المجتمع، ما أدى إلى أن يصبح النقل الجماعي في العصر الحاضر من الخدمات الضرورية الملحة ومن المرافق الحيوية التي تحتل في أية دولة مكانة مرموقة ضمن تخطيط مدنها وبرامجها التنموية، وفوق هذا وذاك، فالنقل يُعد منجزاً حضارياً ومطلباً اقتصادياً وأحد المرتكزات الأساسية لمقومات المدينة الحديثة، كما يُعد عنصراً أساسياً من عناصر التنمية ونجاحها في المناطق الحضرية لما استلزم وعلى نطاق واسع دعم هذا الأسلوب من النقل وتطويره في المناطق الحضرية وبما يدعم جميع التوجهات المتعلقة بتحسين استخدام الموارد. وفي ظل غياب النقل العام عن المدن تعاني من بعض المشاكل التي يأتي في مقدمتها زيادة معدل تملك السيارات والتي أدت بدورها إلى الزحام والاختناقات المرورية وعدم توفر المواقف الكافية وليس هذا فحسب بل إن الاستعانة بالسائق الخاص وما يجلبه معه من سلبيات سببه غياب النقل العام حيث اقتصر النقل العام في أغلب مدن المملكة وفي مقدمتها مدينة الرياض على سيارات الأجرة وحافلات خط البلدة ما فرض على كل أسرة تقريباً ان تملك أكثر من سيارة فهذه سيارة الأب وهذه سيارة الأسرة وعدد من السيارات بعدد الأولاد المؤهلين عمرياً للقيادة إن لم يكن هناك تجاوز لذلك العدد ما ترتب عليه بالاضافة إلى الزحام المروري ارتفاع معدل الحوادث لدينا مقارنة مع الدول الأخرى التي تملك وسائل نقل.