انطلقت صباح أمس الأربعاء فعاليات المؤتمر الدولي عن التقنيات الحديثة في إعادة تدوير واستخدام المخلفات الصناعية والمعرض المصاحب له، الذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل على مدى يومين تحت رعاية سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود وبمشاركة (21) متحدثاً من المختصين والأكاديميين من داخل وخارج المملكة، بمشاركة العديد من الشركات المتخصصة في مجال إعادة التدوير والاستخدام الأمثل للنفايات الصناعية. وقال مدير عام الشئون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس أحمد بن مطير البلوي؛ تشير الأرقام الدولية إلى أن العالم ينتج ما يقارب من 4 مليارات طن من النفايات الصناعية والبلدية سنوياً، حيث يتزايد حجم النفايات العالمية بمعدل يزيد عن 10% سنوياً ووصل مستوى النفايات في الولاياتالمتحدة وحدها إلى 160 مليون طن سنوياً، وهذا يعني 439 ألف طن يومياً، مما يمثل تحديات بيئية خطيرة، هذا وازداد حجم النفايات في الفترة من عام 1975 وحتى عام 2000 بنسبة 28% في كل من اليابانوالولاياتالمتحدة وألمانيا والنمسا وهولندا، وفي الوقت نفسه استهلكت هذه البلدان مزيداً من الموارد الطبيعية. وأشار إلى أن الحاجة إلى التقنيات الحديثة لإعادة التدوير في العالم ينصب بالدرجة الأولى على حماية البيئة وحماية أنفسنا من الأضرار التي قد تسببها المخلفات الصناعية، فغالبية الصناعات تعتمد بشكل أساسي على النفط، فالبلاستيك مثلاً يستهلك ما مقداره 7% من الإنتاج العالمي وبالرغم من فوائده واستخداماته العديدة إلا أنه يصعب على البيئة التخلص منه بشكل طبيعي. وبين أن العديد من الأبحاث أثبتت أن المعادن المسترجعة تمكننا من الاقتصاد في استنزاف المناجم من هذه المادة الهامة، فاسترجاع 1 كيلوغرام من الألمونيوم يوفر حوالي 8 كيلوجرامات من مواد البوكسيت، و4 كيلوجرامات من المواد الكيماوية، و 14 كيلو وات/ ساعة من الكهرباء. كما أن كل طن من الكرتون الورقي المسترجع يمكننا من توفير 5.2 طن من الخشب، وكل ورقة مسترجعة تقتصد لنا لتراً واحداً من الماء، و5.2 واط / ساعة من الكهرباء، و15 جراماً من الخشب الخام، ونظرياً فإن كل المواد القابلة للتحويل يمكننا الاستفادة منها, ومن هذا المنطلق دعمت الهيئة الملكية كافة استثمارات إعادة التدوير في المدينة، فيتم تدوير ما يقارب 75 ألف طن من المخلفات الصناعية حالياً، وتمثل ما نسبته 38% من حجم النفايات الصناعية في مدينة الجبيل وحدها. وتعمل الهيئة الملكية على تشجيع الاستثمارات في مجالات إعادة تدوير واستخدام النفايات الصناعية لرفع النسبة إلى مستويات أعلى كجزء من رؤيتها التنموية المستدامة نحو مستقبل أفضل، وإلى حياة صناعية حديثة، تتواكب مع العصر، وتتحمل مسؤولياتها في نفس الوقت لحماية البيئة العالمية والمحلية من المخلفات الصناعية. وقال صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، الهيئة الملكية وبحكم إدارتها الشاملة للمدن التابعة لها (الجبيل وينبع ورأس الخير) معنية بكل شئون المدينة، والحفاظ على البيئة يقف على رأس المهام المناطة بها. لذا فقد عنيت الهيئة الملكية للجبيل وينبع بتحديد معايير وأنظمة ولوائح ببيئة منذ إنشائها، وتعمل على تطويرها وتحديثها بشكل دوري، بما يتناسب مع التطور الصناعي والتوسعات المستقبلية في المدن التابعة لها، ومن خلال تلك الإجراءات يتم سن القوانين والتشريعات التي تكفل التعامل الصحيح والآمن مع هذه المخلفات، ومناقشة السياسات والتشريعات، ورصد ومراقبة إدارتها في جميع الصناعات. وأشار المتحدث الرئيسي للمؤتمر المهندس جون كويل، إلى تجربة الاتحاد الأوربي والمملكة المتحدة في إعادة تدوير النفايات وأثرها على تنمية الاقتصاد من خلال تغيير طريقة تفكير المجتمع والأجيال الجديدة تجاه قطاع النفايات. واستعرض كوين تجربته التي امتدت إلى أكثر من 35 عام في إدارة النفايات فيARC21 وهي مؤسسة حكومية تمثل أكثر من 11 مجلسا بلديا في شمال أيرلندا وكذلك استعرض بعض التجارب التي مر بها في عدد من المعاهد العلمية المهتمة في البيئة وإعادة التدوير في أوروبا. وبعد ذلك تم تكريم الشركات الراعية من قبل صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وبدأ اليوم الأول للمؤتمر بثلاث جلسات، ركزت الأولى على (التقنيات الحديثة في إعادة استخدام المخلفات النفطية) وكانت الجلسة الثانية بعنوان (إعادة استخدام المحفزات) وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان (المخلفات والطاقة). وتستكمل اليوم الخميس الفعاليات من خلال ثلاث جلسات: الأولى بعنوان (إعادة استخدام مخلفات الصناعات التعدينية) أما الجلسة الثانية فهي بعنوان (الدراسات والتجارب الحديثة في مجال إعادة الاستخدام والتدوير للمخلفات الصناعية) وتأتي الجلسة الثالثة بعنوان (إعادة تدوير واستخدام البلاستيك والمخلفات الأخرى).