أفتتح صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع , اليوم فعاليات المؤتمر الدولي عن التقنيات الحديثة في إعادة تدوير واستخدام المخلفات الصناعية والمعرض المصاحب له ، الذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل في مركز الملك عبدالله الحضاري بالجبيل , بمشاركة 21 متحدثا من المختصين والأكاديميين من داخل وخارج المملكة . وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم , ثم القى مدير عام الشئون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس أحمد بن مطير البلوي , كلمة أكد فيها أن تنظيم الهيئة الملكية للمؤتمر العلمي ينبع من مدى إيمانها بضرورة الاستفادة من تجمع رموز الصناعة والبحث العلمي والمختصين في مجال البيئة في تناقل الخبرات انطلاقاً من الحرص على تقديم كافة المعلومات والخبرات , لما فيه حماية البيئة والمجتمع , مبيناً أن المؤتمر يأتي ضمن اهتمامات المملكة ممثلةً بالهيئة الملكية لتحقيق التنمية المستدامة للوصول إلى بيئة عالمية أفضل . وأوضح أن النفايات والمخلفات الصناعية في الدول المتقدمة في ازدياد ، خصوصاً في الدول الصناعية ، التي نتج منها تزايد المشاكل البيئية الناتجة من تراكم المخلفات الصناعية ، مفيدًا أن الأرقام الدولية تشير إلى أن العالم ينتج ما يقارب من 4 مليارات طن من النفايات الصناعية والبلدية سنوياً . وأبان البلوي أن حجم النفايات العالمية ترتفع بمعدل يزيد عن 10% سنوياً , موضحاً أن مستوى النفايات في الولاياتالمتحدةالامريكية وحدها وصل إلى 160 مليون طن سنوياً ، وهذا يعني 439 ألف طن يومياً ، مما يمثل تحديات بيئية خطيرة ، مشيرًا إلى أن حجم النفايات في الفترة من عام 1975 حتى عام 2000 ارتفع بنسبة 28% في كل من اليابانوالولاياتالمتحدة وألمانيا والنمسا وهولندا . وأشار إلى أنه في الوقت ذاته استهلكت هذه البلدان مزيداً من الموارد الطبيعية , مؤكداً أنه من أجل ذلك كان لا بد من التفكير في تقنيات تُعنى بإعادة التدوير ، والذي من شأنه أن يكون أحد أفضل الحلول للتقليل من النفايات والاستفادة منها وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية التي تشاركنا فيها الأجيال القادمة . ولفت البلوي النظر إلى أن الحاجة إلى التقنيات الحديثة لإعادة التدوير في العالم ينصب بالدرجة الأولى على حماية البيئة وحماية انفسنا من الأضرار التي قد تسببها المخلفات الصناعية ، موضحاً أن غالبية الصناعات تعتمد بشكل أساسي على النفط ، الذي ينتج من خلاله مادة البلاستيك والذي يستهلك 7% من الإنتاج العالمي وبالرغم من فوائده واستخداماته العديدة إلا أنه يصعب على البيئة التخلص منه بشكل طبيعي . وبين مدير عام الشؤون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل , أن العديد من الأبحاث أثبتت أن المعادن المسترجعة تمكن الجميع من الاقتصاد في استنزاف المناجم من هذه المادة الهامة، مشيراً الى أن عملية استرجاع 1 كيلوغرام من الألمونيوم يوفر حوالي 8 كيلوجرامات من مواد البوكسيت ، و4 كيلوجرام من المواد الكيماوية ، و 14 كيلو واط ساعة من الكهرباء كما أن كل طن من الكرتون الورقي المسترجع يمكننا من توفير 5,2 طن من الخشب ، وكل ورقة مسترجعة تقتصد لنا لترا واحدا من الماء ، و5,2 واط ساعة من الكهرباء ، و15 جرام من الخشب الخام ، لافتًا إلى أن كل المواد القابلة للتحويل يمكننا الاستفادة منها , ومن هذا المنطلق دعمت الهيئة الملكية كافة استثمارات إعادة التدوير في المدينة ، فيتم تدوير ما يقارب 75 ألف طن من المخلفات الصناعية حالياً ، وتمثل ما نسبته 38% من حجم النفايات الصناعية في مدينة الجبيل وحدها. وأكد البلوي أن الهيئة الملكية تعمل على تشجيع الاستثمارات في مجالات إعادة تدوير واستخدام النفايات الصناعية , لرفع النسبة إلى مستويات أعلى كجزء من رؤيتها التنموية المستدامة نحو مستقبل أفضل ، وإلى حياة صناعية حديثة، تتواكب مع العصر، وتتحمل مسؤولياتها في نفس الوقت لحماية البيئة العالمية والمحلية من المخلفات الصناعية.