أما تبتلى الشجرة الخضراء في بعض أوقاتها بمثل ما يبتلى به الإنسان؟ غير أن لها عقلاً روحانياً مستقراً في داخلها يمسك الحياة عليها ويتربص حالاً غير الحال؟ ومهما يكن من أمر ظاهرها وبلائه فالسعادة كلها في داخلها ولها دائماً ربيع على قدرها فالعقل الروحاني الآتي من الإيمان، لا عمل له إلا أن ينشئ للنفس غريزة متصرفة في كل غرائزها، تكمل شيئاً وتنقص من شيء، وتوجه إلى ناحية وتصرف عن ناحية، وبهذه الغريزة تسمو الروح فتكون أكبر من مصائبها وأكبر من لذاتها جميعاً.