ليس سهلا أن تتميز إدارة العلاقات العامة والإعلام في مؤسسة ما ولاسيما التربوية منها! ليس لدينا فحسب بل في بلدان خطت قبلنا في هذا المجال، إذ لم يعد تابعا للإدارات الأخرى بل أصبح فنا بذاته وعلما يدرس، لذلك حين يكون مخططا ومدروسا بعناية تتناوله وتؤسسه خبرات فذة ذات مهنية عالية (وليس خياليا مفصلا من أثواب الغير فحسب !) سيكون بتوفيق الله تعالى ناجحا ومؤثرا ولافتا منذ بدايته، وحين يقترن الإعلام بالتربية والتعليم تصبح الحاجة أكبر لتنظيمه واتباع أجود وأحدث النظريات فيه، لضمان نجاحه وتأثيره الإيجابي في المجتمع التربوي خاصة والمجتمع عامة. نعلم أن الإعلام في وزارة التربية والتعليم (رغم الجهود) كان يدور في فلك المفهوم التقليدي للإعلام التربوي، لكن مع هذا التطور المعرفي والتقني وتعاظم سلطة الإعلام على النشء والأفكار المتاحة (صالحها وطالحها)، وبالتالي ازدياد حجم مسؤولية وزارة التربية والتعليم في المجتمع كان لابد من تطوير دور الإعلام في هذه الوزارة التي تعنى بتربية النشء وإعدادهم للمستقبل الذي يعني مستقبل الأمة. لعلكم تتذكرون دعم ومساندة سمو وزير التربية والتعليم للملتقى الإعلامي الثالث الذي حمل عنوان ( إعلام يصنع الحدث) الذي تابعته بشغف كوني مهتمة ومعنية بالشأن التربوي والإعلامي معا، وتابعه العديد من المسؤولين والإعلاميين والتربويين وفئات المجتمع المختلفة حتى من خارج الميدان التربوي، فقد حمل نقلة كبيرة في عالم الإعلام والعلاقات العامة المختص بالتربية والتعليم، كان حدثا بذاته وهو يقدم توظيفا هادفا للإعلام وفق خطط مدروسة ورؤية جديدة للشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع، كما ينسجم مع سعي الوزارة للطرح الإعلامي الهادف الذي يعكس منجزاتها ومشاريعها . في الحقيقة كنت أراه حلما فكيف سيتحقق كل هذا ؟! وقد توالت المفاجآت التي دشنها سموه حيث بوابة الوزارة بحلتها وإمكاناتها الجديدة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي (من تويتر وفيس بوك وانستغرام )، والبدء في استخدامها بشكل رسمي، وصحيفة التعليم الإلكترونية التي توقفت عند اسمها طويلا (وات) كيف ولد هذا الاسم المعبر؟ لكن وقد أسند الأمر لمتخصص بحجم البروفيسور عبد اللطيف العوفي جاء هذا التطور والتميز كما حكيت لكم! حين أعاد بناء الهيكل التنظيمي للإدارة بحيث يصبح مسماها ( الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام )، محققة رؤية متميزة لرسالة الوزارة في المجتمع عبر تقسيمها لخمسة أقسام ( إدارة الاتصال الجماهيري - إدارة الإعلام الجديد - إدارة الأحداث - إدارة تطوير العلاقات الإعلامية والمجتمعية - إدارة العلاقات الإقليمية) بمهام واضحة ومحددة وكوادر متخصصة ومحترفة (لا يتسع المجال للتفصيل فيها )، ولعل من الأمور اللافتة : تخصيص موقع للصور والمعلومات والفيديو للاطلاع على تعاميم الوزارة بيسر وسهولة وتنفيذ برامج لكل ما يستجد في الوزارة، وكذا برامج تربوية عبر اليوتيوب وإنشاء صفحة أسبوعية للوزارة في الصحف ، وهذا يعزز بناء جسر من الثقة والتعاون بين وزارة التربية والتعليم والإعلاميين يكون عماده الشفافية والبعد عن الإثارة وتضخيم الأمور، وفي الوقت ذاته الإفادة من الطرح الهادف المتمتع بالمصداقية بما يخدم المجتمع وفئاته المستهدفة. ومن أكثر ما لفتني رغم الكثير، الاهتمام بالتربية الإعلامية للطلاب والطالبات ليس لحمايتهم من وسائل الإعلام بتقنياتها المختلفة وإكسابهم مهارات التعامل معها فحسب، بل تمكينهم من إيصال أصواتهم عبرها وإبراز مواهبهم. الثمار بدأت تؤتي أكلها ولله الحمد وبفضل الله تعالى ثم التنفيذ المتقن لكل ما خطط له سنرى أنموذجا مميزا يقتدى به لإعلام يصنع الحدث فعلا ! وأيضا شكرا لكل الجهود المخلصة.