البيان الصادر عن الديوان الملكي يوم الخميس 27- محرم 1436ه، والذي واكبه خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وبثته وكالة الأنباء السعودية وتناقلته الصحف المحلية ومعظم صحف وقنوات العالم، عقب اتفاق الرياض التكميلي نحو إنهاء أسباب الخلافات الطارئة لواقع مسيرة العمل المشترك. وكان كان له صداه الواسع والقبول ترحيباً وتأييداً لمقتضاه ليس في دول المجلس فحسب.. بل في جميع الأوساط العالمية.. لأنه ينطلق في مفهومه الهادف إلى لم الشمل ونبذ الخلافات والاعتصام بحبل الله الوثيق وعدم التفرق، تحقيقاً لمبدأ التآخي الذي دعى إليه الإسلام وجعله الرباط الوثيق بين المسلمين والتفاف الصفوف، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى التعاون ولم الشمل لمواجهة التحديات التي توجه إلينا، في هذه الفترة العصيبة المليئة بالفتن والأحداث الدامية بهدف أضعاف أمتنا وخلخلة صفوفها. لقد استشعر خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - من خلال ما يجري في المنطقة عمق المسؤولية، وضرورة تأكيد مبدأ التعاون والأخوة وترابطها في اتفاق عربي وإسلامي موحّد ووثيق، يقف كقوة صامدة أمام الظروف الراهنة المشوبة بالتحدي نحو تفرقة الأمتين العربية والإسلامية، واختراق صفوفها وبعثرة جهودها وتعاونها وقديماً قال الشاعر : تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحاداً إنّ مواقف المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً مع شقيقاتها دول المنطقة، وما جرى ويجري من أحداث دامية خلال الفترة السابقة واللاحقة، ومساهماتها الفاعلة في هذه الأحداث على كافة الأصعدة، ثابتة ومشرفة (مالاً وعتاداً وفي المواقف الصعبة)، تمشياً مع مبدأ الأخوة الإسلامية وحرصاً منها على قطع دابر الفتن والقطيعة وتفريق الصفوف. من هذا المنطق كان وما يزال خادم الحرمين الشريفين يتابع سلامة المسيرة العربية نحو تحقيق الأهداف المنشودة في تعزيز مسيرتها ونجاحها، وإبطال المخططات العدائية التي تتكالب عليها من كل جانب. إن خطاب خادم الحرمين الشريفين عقب اتفاق الرياض التكميلي، كان ضافياً وشافياً في معناه ومبناه نحو خير الأمتين العربية والإسلامية، ولما فيه خير شعوبها وتعزيز أمنها واستقرارها ودحض ما يشوب أجواءها من فتن وشرور وقتل وتشريد، وتحديات مقصودة يقودها ويخطط لها الأعداء. وأختم هذه المتابعة بجزء مما وجهه خادم الحرمين الشريفين في خطابه إلى قادة الأمتين العربية والإسلامية وإلى شعوبهم، سائلين الله أن ينفع بما جاء فيه من نصح وتوجيه ينبع من إيمان وعقيدة ومحبة وأخوة إنه سميع مجيب. (وإني لعلى يقين بإذن الله - أن قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في دولنا سيسعون لتحقيق هذا التقارب الذي نهدف منه - بحول الله - إلى إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه فالحكمة ضالة المؤمن. وأننا إذ نسأل المولى عز وجل التوفيق والسداد في أعمالنا لنسأله سبحانه أن يديم على شعوبنا العربية والإسلامية أمنها واستقرارها في هذه الظروف والتحديات التي تحتم على الأشقاء جميعاً أن يقفوا صفاً واحداً نابذين أي خلاف طارئ، متمسكين بقول الحق سبحانه وتعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين}.