اللهم احم وطننا الغالي وبلادنا العربية والإسلامية من الفتن بكل أنواعها الظاهرة والباطنة. الفتن تحيط بنا من كل جانب وصوب سواء منها العنصرية والتعصب القبلي والإقليمي والجنس واللون يضاف إليها الطائفية وكلها قنابل موقوتة لإشعال شرارة الشر والقتل والتشرد وما يدور في العديد من الدول العربية والإسلامية عنا ببعيد. لقد انتشرت هذه الفتن بفعل فاعل وللمخابرات الأجنبية المعروفة الدور الرئيس في ذلك. فمنطقتنا تخضع (ومع الأسف) لمخططات خارجية تشارك بها دولة مجاورة. والنتيجة الحروب الطاحنة وتأخر التنمية في كثير من دول المنطقة وأفقدها الأمن والأمان وحولتها من دول آمنة مطمئنة إلى التشريد والجوع والخوف وتدمير البنية الأساسية. لقد كانت حادثة الدالوة أكبر رد على من يريدون العبث بأمننا وكانت نتيجتها (ولله الحمد) عكسية أظهرت اللحمة الوطنية بين مختلف فئات المواطنين من شمال الوطن لجنوبه ومن شرقه لغربه. نحتاج الآن أكثر من الماضي العمل على القضاء على مواطن وأسباب الفتن بأنواعها نحتاج إلى إستراتيجية للتربية الوطنية تبدأ من المراحل الأولية للدراسة تعلم الأطفال منذ الصغر معنى الوطنية ومحاربة (بل وتجريم) كافة أنواع العنصرية والمناطقية والإقليمية والقضاء على الموروثات البالية من التنابز بالألقاب وعدم التعاون حتى أنها تصل في بعض الأحيان إلى العداء بين الجيران من مدن وقرى. إننا في هذا الوقت نحتاج إلى إعادة تعليم أبنائنا ما فقدناه من خلق حسن والتعامل واحترام الآخرين وهذه أمور ليست جديدة علينا، فديننا الحنيف يحثنا على الأخلاق والتعامل الحسن وبمعنى آخر نحتاج إلى تعليم أبنائنا الخلق الإسلامي والذي بسببه وصل المسلمون إلى أقاصي الدنيا وحكموهم بالخلق الحسن لا بالسيف. إن الفتن بأنواعها سرطان للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية وعدوها الأول. علينا أن نعمل على وضع إستراتيجية وطنية للتربية يسبقها وضع الأنظمة التي تجرم كل أنواع العنصرية وان نغير من سلوكنا وتعاملنا بين بعضنا البعض حتى نستطيع ان ننمي وطننا نموا حقيقيا. فالطرق السريعة والعمارات الشاهقة والسيارات الفارهة ماهي إلا مظاهر لا تعني تنمية حقيقية. فالتنمية الحقيقية هي ان نكون مواطنين صالحين ومنتجين قلوبهم متحابة ومتوادة ومتوافقة على حب الوطن والوطن فقط. وليتنا نستفيد من تجارب الدول المتقدمة في مجال التربية الوطنية مثل تجربة ألمانيا وتجربة اليابان. خير الكلام ما قل ودل خير الكلام: قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى? وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات (17) وقوله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة (2) وقوله جل وعلا (ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الحجرات (11) -كثر في الآونة الأخيرة الكتابة عن الوهابية وأنها سبب التشدد والتطرف وان داعش نبتة سلفية. ان من خرج عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب يجب ألا يحسب عليها. ومن المعروف أن أول من أطلق هذا المصطلح أعداء الإسلام من المستشرقين والأتراك ومن يؤمنون بتعظيم القبور والتبرك بها واللجوء إليها بدلاً من اللجوء إلى الله جل وعلا فهو سبحانه من يستطيع أن يلبي استغاثة الملهوف وان الأموات لا حيلة لهم ، وهو ما أثار البعض على السلفية المسماة بالوهابية التي لم تأت بجديد وليست مذهباً جديداً خامساً. -إن نسبة الخوارج ومثيري الفتن للوهابية فيه تضليل واتهام للسلفية الصحيحة وهي منهم براء وأنه يتوافق مع ما يطلقه الإيرانيون الصفويون ومن يدور في فلكهم من أحزاب وطوائف الذين ينسبون كل تطرف إلى ما يسمونهم بالتكفيريين بل وتحميل المملكة المسئولية. -هناك عوامل أخرى يجب أخذها بالحسبان عند محاربة الفتن ألا وهي الفقر والبطالة والقبلية وهي أمور تم استغلالها من قبل الطائفيين وأصحاب المصالح وإيران في إثارة الفتن في اليمن الذي كان سعيدا. كما يجب محاربة التعصب والفتن في الرياضة ومسابقات الإبل حالاً. والله الموفق.