المدرب الإيطالي القدير، والمدير الفني لريال مدريد يتصدر اسمه عناوين الصحف في الوقت الراهن بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في إدارته الفنية للفرقة الملكية. وبأسلوبة المميز والرائع في التعامل مع اللاعبين، وقدرته الفائقة على تفجير إمكانياتهم وإبداعاتهم داخل المستطيل الأخضر، ولعل العمل الجبار الذي قام به داخل أروقة الميرنجي يعكس لنا مدى الحنكة والخبرة الفنية الكبيرة التي يتصف بها المدرب الأفضل على الساحة العالمية في الوقت الحالي، وللتدقيق أكثر في العمل الذي قدمه أنشيلوتي مع ريال مدريد لنحاول معاً استرجاع بعض النقاط التي كانت له بصمة ذهبية في تحويلها من مكامن ضعف إلى نقاط قوة يعتمد عليها ريال مدريد. - الجميع يعرف أن ريال مدريد حقق لقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي للمرة العاشرة في تاريخه بعد غياب طويل، وتحدثت الصحف وقت توقيع الفريق الملكي مع المدرب كارلو أنشيلوتي حول اقتراب الفريق الأبيض من الفوز بدوري أبطال أوروبا قبل بداية أنشيلوتي لعمله مع الفريق. في إشارة واضحة لتخصص المدرب الإيطالي وقدرته على السير بخطوات ثابتة في بطولة دوري الأبطال. ولم يحتاج كارلو لأكثر من موسم واحد ليحقق الحلم المدريدي ويسعد أنصار الريال. كما أن المدرب لازال يطمح لتحقيق المزيد من النجاحات خاصة بعد أن صرح للإعلام بموافقته على تجديد عقده مع ريال مدريد متى ما كانت الرغبة مشتركة. - كريستيانو رونالدو.. بعد أن كان عبئاً على الفريق قبل موسمين، ولم يقدم المستويات المأمولة منه، وكتبت الصحف العديد من التقارير المتعلقة برفضه تجديد العقد، وعن تلميحاته بالانتقال لباريس سان جيرمان أو العودة للعب في الدوري الإنجليزي.. وانتشار الأحاديث حول مشاكل حدثت داخل أروقة النادي الملكي بين رونالدو والحارس كاسياس وكذلك الظهير البرازيلي مارسيلو.. جاء كارلو أنشيلوتي ليقضي على كل تلك المشاكل بعبقرية كبيرة وحنكة مميزة لا يجيدها إلا مدرب يمتلك شخصية قادرة على وضع الأمور في نصابها، فرونالدو أصبح أفضل لاعباً وحاز على جائزة فيفا للكرة الذهبية بعد أن تمكن أنشيلوتي من وتوجيه النجم الكبير للطريق السليم، وإبعاده عن كل ما يشتت تفكيره داخل وخارج الميدان، وأصبحت العلاقة مع كاسياس ومارسيلو كالسمن على العسل بعد أن انتشرت صور اللاعبين الثلاثة يجلسون بجوار بعضهم داخل الطائرة التي تقل الفريق الملكي للعب مبارياته.. وكاسياس بعد أن كان حبيساً لمقاعد البدلاء والحزن يملأ عينيه.. عاد ليحمي عرين الريال بشكل ثابت وبصورة تدريجية. أما مارسيلو بعد أن كان يقدم مستويات متذبذبة يشوبها التشتت في الأداء.. أصبح اليوم أحد أبرز أسلحة الفريق، والظهير الأيسر الأفضل على مستوى العالم. - كريم بنزيمة.. أشارت إليه الجماهير بأنه نقطة ضعف الفريق، والسبب الرئيسي في تردي النتائج وسط غيابه عن التهديف.. واليوم نشاهد المهاجم الفرنسي من أبرز نجوم الفريق تسجيلاً وصناعةً.. كما أن صافرات الاستهجان في المدرجات البيضاء تحولت لهتافات إعجاب من قبل الجماهير.. وبالتأكد لن يغفل أحد الدور الكبير للمدرب أنشيلوتي في ذلك الأمر. - كيف يتعامل أنشيلوتي مع اللاعبين؟ وكيف يمكنه القضاء على المشاكل مهما كان حجمها؟ وكيف لهذا المدرب أن يحول إخفاق اللاعب إلى نجاح منقطع النظير؟ حدث ذلك في بارما، ومع ميلان، ومن ثم تشيلسي وكذلك باريس سان جيرمان.. واليوم نشاهده يتكرر في الريال. - يقول مارسيلو عن مدربه أنشيلوتي: «إنه يعرف جيداً كيف يجمع الفريق سوياً، ويجبر جميع اللاعبين على الذهاب بالاتجاه نفسه. كما أنه شديد الدهاء من الناحية لفنية، فهو يستطيع قراءة نقاط الضعف في الفريق المنافس بمجرد مشاهدته في فيديو مصور لمدة عشر دقائق». - بعد أن نجح في تحقيق كأس أسبانيا وكأس دوري أبطال أوروبا في الموسم الأول له.. فإنه سيواصل حصد الألقاب دون توقف في الموسم الحالي دون أدنى شك.. وهو ما دفع الفريق الملكي لأن يبدي خطوته نحو تجديد عقد المدرب الإيطالي الذي أبدى موافقته على ذلك.