عاقب الأمريكيون رئيسهم أوباما فنالت العقوبة مرشحي الحزب الديمقراطي لمجلسي الكونغرس، النواب والشيوخ وحكام الولايات التي خاضت انتخابات التجديد وجاءت نتائج الانتخابات التكميلية كما كان متوقعاً خسارة كبيرة للحزب الديمقراطي وفوز كبير للحزب الجمهوري جعلته متربعاً على الأغلبية في مجلسي االكونغرس، فبالاضافة إلى أغلبية في مجلس النواب حصل على الأغلبية في مجلس الشيوخ ليفرض على الرئيس أوباما وضعاً غير مريح في تعامله مع الكونغرس الذي سينازعه السيطرة بل ويعرقل العديد من مشاريعه وخاصة تلك المتعلقة بالمسائل التي سعى أوباما إلى تحقيق نجاح فيها يعيد للحزب الديمقراطي وهجه، ومع أن الانتخابات التكميلية جرت وسط بعض النجاحات الجزئية للإدارة الديمقراطية التي يقودها أوباما إلا أن الناخبين الأمريكيين لم يغفروا لأوباما إخفاقاته في مجالات أخرى، فلم يحسب الناخبون للرئيس الديمقراطي تراجع البطالة إلى 5.9 بالمائة، وهو أدنى مستوى منذ ست سنوات، ولا النمو الكبير لإجمالي الناتج المحلي الداخلي الذي سجل 3.5+ في المائة في الفصل الثالث من السنة الحالية ولا إصلاح نظام الضرائب، فكل هذه الانجازات لم تستطع إخفاء الغضب من إخفاقات القيادة الديمقراطية وخاصة الكشف عن برامج التجسس والاستهداف السياسي في عمل مصلحة الضرائب والتقصير في المستشفيات العسكرية وتدفق المهاجرين غير الشرعيين على الحدود الجنوبية مع المكسيك ووصول وباء أيبولا إلى الأراضي الأمريكية بعد إصابة ممرضتين أمريكيتين وفشل السياسة الأمريكية الخارجية في التعامل مع الأزمات السياسية كتعاملها المتردد مع الأزمة السورية والأوكرانية. كل هذا الاحباط وتراكم فشل الإدارة الأمريكية يحمله الناخبون الأمريكيون لإدارة الرئيس أوباما، وبالتالي نال المرشحون الديمقراطيون نصيبهم من تآكل شعبية الحزب الديمقراطي قياساً على تآكل شعبية الرئيس أوباما الذي وصل إلى أدنى مستوى يصل إليه رئيس أمريكي، ولهذا فقد تجنب المرشحون من الحزب الديمقراطي الذين خاضوا انتخابات الاعادة لعضوية مجلسي الشيوخ والنواب وحكام الولايات دعوة لأوباما للمشاركة في حملاتهم الانتخابية في محاولة منهم بالنأي بأنفسهم عن اخفاقات أوباما وسياساته عكس الذي حصل مع السنتورة ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون التي ساهمت بفعالية في الحملات الانتخابية للعديد من المرشحين في الحزب الديمقراطي والتي كان لوجودها مؤشر على استعداها المبكر لانتخابات الرئاسة القادمة التي ستجري بعد عامين، وقد تخدم النتيجة الحالية طموح كلنتون خاصة إذا ما تمادى الجمهوريون في عرقلة برامج وخطط الرئيس الديمقراطي أوباما، لأن ذلك سيجعل الناخبون الأمريكيون ناقمين على الجمهوريين الذين يخدمون توجهاتهم السياسية على حساب مصلحة المواطن الأمريكي، وهو كثيراً ما يحصل في الحياة السياسية الأمريكية ويترجم في تصويت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على حد سواء.