لم يكن أكثر المتفائلين من الجماهير الهلالية يتوقع أن يقدم فريق الهلال المستوى الذي قدمه أمام سيدني، ولو عدنا للأجواء العامة قبل اللقاء ستجد أن الفريق والجماهير والإدارة حال لسانهم يقول «الخروج من موقعة سيدني بأقل الخسائر» هو مطلب مهم في حال لم نصل للمرمى الأسترالي، أسوق هذه الكلمات ليس للتقليل من الهلال وتقزيمه أمام المنافس الأسترالي ولكن قياساً بالطريقة التي أقصى بها سيدني خصومه أبطال شرق القارة من أندية اليابان وكوريا والصين, والتي جعلت معظم الهلاليين يضعون أيديهم على قلوبهم قبل موقعة الذهاب وهو ما يبرر تخوفهم. أما وقد انتهت موقعة الذهاب، وقدم حينها الهلال مستوى قويا واستحوذ على مجريات اللعب وقدم كرة قدم متطورة بمعنى الكلمة كان ينقصها فقط التسجيل وهي غاية ما يبحث عنه كل هلالي، ولأن القاعدة تقول: إذا لم تسجل فانتظر أن يسجل الخصم في مرماك فقد كان لسيدني ما أراده وظفر بالجولة الأولى (فقط).. بأبسط الصور وأقل مجهود, والواجب أن يطوي الهلاليون تلك الصفحة بدلاً من البكاء على «اللبن المسكوب» على طريقة لو كان لما كان!! لذلك الحديث اليوم للاعبين ليس لأحد سواهم هم وحدهم من يعنيهم هذا الحديث، وهم وحدهم من يملكون بعد الله تغييركل شيء.. نعم كل شيء!! الكرة لا تعرف فريقا كبيرا ولا ترحم صغيرا ولا تعترف بالتواريخ ولا بالمسميات وأسماء اللاعبين وحجمهم وقدراتهم ومهاراتهم ولا قدرات مدربين ولا الملاءة المالية لإدارات الأندية، الكرة تعرف فقط (90) دقيقة من العمل.. قد يستغرب بعضهم من هذه المفردة (عمل) نعم هي كذلك، «لأن كرة القدم تخدم من يعمل لها, وتخدم من يعمل لأجل أن يربح وتبخل على من يبخل عليها بالجهد وينتظر أن تخدمه الظروف. اللقاء القادم هو لقاء (حياة)، لقاء رجال يعرفون أن الفوز يحتاج تسجيل (أهداف) ولا يحتاج مهارات فقط وترقيص, اعمل لتصل للمرمى وتسجل، فالتسجيل هو مفتاح البطولة ولغتها التي يفهمها أبسط متابع كرة قدم. اللقاء القادم هو سيناريو مكرر للقاءات سابقة في نفس البطولة كان الذهاب يسيطر الهلال فيه بالمستوى والخصم يخطف النتيجة وفي الإياب يدخل اللاعبون بغرور وبثقة معتقدين ان تباين المستويات سينقذهم في الرياض بين جماهير الهلال ولكن كانت النتائج عكسية، تذكروا هذه الأندية (اولسان) و(سبهان) فقط يكفينا أن نتعلم من تجربتين وإن لم نتعلم فتلك مصيبة! واعتبروا بمنتخبات لم يشفع لها التاريخ فالبرازيل بنجومها وعلى أرضها وبين جماهيرها تتجرع أقسى هزيمة في أهم وأكبر بطولة في العالم من ألمانيا وهذا من ذكريات الحاضر القريب! واعتبروا ممن سبقوكم في نادي الهلال لأنهم حققوا معه (6) بطولات وهم لا يتقاضون ربع ما تتقاضون مالياً ولم ينالوا من الشهرة مانلتموه، ومع ذلك كانوا يلعبون بروح ويقاتلون ويسجلون ويجندلون الخصوم, وأنتم يتوفر لديكم كل ما لديهم وأكثر وبالتالي لابد أن تكون الدافعية أكبر والعمل لتحقيق شيء يذكر أكبر، لابد من كل لاعب أن يبذل كل ما يستطيع، فهو لن يلعب ضغط الإيقافات والخوف من البطاقات الملونة, لن تلعب تحت ضغط الإصابات والغياب عن اللقاء القادم اعتبر هذا اللقاء هو لقاء «أكون فقط» ولا مكان لكلمة «لا أكون». نعم أعلم ويعلم غيري أن الخطط والتكتيك وتوجيهات المدربين وطريقة اللعب هي أمور مهمة لكن كل هذه الأحاديث تبقى حبرا على ورق أو على سبورة الشرح، وستبقى علما فقط مالم يخالطها روح مقاتل يجعل من ارض الملعب معملاً يجري عليه كل تلك التوجيهات وينفذ من خلاله كل الوسائل الممكنة للنجاح, ليصبح الملعب مسرحاً لأحداث يرويها التاريخ ويفخر بها الوطن وتسعد بها الأمة الهلالية في كل مكان. لذلك إذا أراد رجال الهلال أن يخطفوا البطولة فليكن الميدان النفسي هو ميدانهم والحرب والبطولات نصفها شجاعة وإقدام. بالحبر الأزرق * الانتصار يبدأ بك أنت بعد توفيق الله، انتصر على كل المشاعر السلبية والضغوط النفسية بداخلك، العب لتستمتع وتمتع وتنتصر بحول الله, وتأكد أن الطريق لن يكون سهلاً، فلن تنال المجد حتى تلعق الصبر. * هذا العمل الذي تقدمه الإدارة يجعلنا نجدد الثقة في الأمير عبدالرحمن بن مساعد قبل النهائي وبالتالي يخفف من كم الضغوط الملقاة عليه والحسابات التي تدور في رأسه ورؤوس اللاعبين مهما كانت النتيجة. * الجمهور الهلالي هو الرقم الصعب والحل السحري وشفرة البطولة وترمومتر الهلال، وهذا النهائي لن يمر بحول الله الا وهم يحتفلون مع لاعبيهم بالبطولة، وتذكروا كيف كان الخصوم ينظرون لصنيعكم في الأدوار التمهيدية. تشطيبة مفتاح (الفرج) بحول الله (سالم)