لو قمنا بعمل تشريح للأخبار التي تنشر في وسائل الإعلام عن (الهيئة) لوجدنا (ميلاً عظيماً) لجانب نشر الأخطاء وتضخيمها، والتهويل في تصرفات بعض رجال (الحسبة)، في مقابل حجب وتحجيم (الإيجابيات والحسنات)، وكأن (الهجوم على الهيئة) بوابة تضمن شهرة (الكاتب) وانتشار (الوسيلة)؟! أعتقد أن الوقت قد حان لتتوقف بعض وسائل الإعلام عن ممارستها المشوهة (بالنقد الخاطئ) ضد رجال الحسبة، والبعد عن الفبركة والتضخيم لأي (خطأ فردي) قد يقع من موظف يعمل في الميدان! بالطبع لا ندعو للتطبيل لأحد، ولا نؤيِّد النشر المتعجل، نحن في حاجة للطرح (المتزن والمتعقل)، الذي ينقل كل وجهات النظر (بأمانة)، وهذا لا يعني أن هناك في الهيئة من هو (ضد النقد)، ولكن هل هذا النقد بناء ومفيد؟ ويعتمد على معلومات صحيحة مستقاة من مصادرها الحقيقية؟ أم أن النشر عن الهيئة (مُباح) طالما أنك تتهم، وتهاجم، وتفبرك، وتبحث عن الإثارة ..؟! بكل أسف هناك من الزملاء الإعلاميين من يتصيّد فعلاً (أخطاء الهيئة) لنشرها وتهويلها، إما طمعاً في الشهرة والانتشار، أو لمحاولة إرضاء بعض مسئولي القناة أو الصحيفة أو من في قلبه مرض حيال (شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وهذا بالتأكيد يتنافى مع معايير النشر، وأخلاقيات المهنة! الأخبار التي تتصدر المشهد في بعض الصحف والقنوات الفضائية عن الهيئة (مزعجة) ولها آثار غير محسوبة، وطريقة النشر الأولى (لتضخيم الخطأ) لا تتناسب مع طريقة (النشر الثانية) لتصحيحه، وحتماً ستؤثّر في (الصورة النمطية) في مخيلة الجيل السعودي القادم، فكل خبر له تأثيره، وكل ما يكتب أو ينشر أو يبث عبر وسائل الإعلام خصوصاً (ذات التأثير) الأقوى، سينعكس مباشرة على صورة (رجال الحسبة)! إذا ما أردنا فعلاً الحفاظ على (خيرية هذه الأمة) باستمرار هذه الشعيرة في الأجيال القادمة، فلنحاسب كل من يفتري على الهيئة، ويفبرك أخبارها، تماماً بذات الطريقة التي نحاسب بها من يخطئ من (رجال الهيئة)؟! فهل يستطيع (رئيس الهيئة) و(مستشاروه الإعلاميون) فعل ذلك؟! وعلى دروب الخير نلتقي.