في عشر ذي الحجة 1435ه فقدت عنيزة عالماً وأديباً بارعاً أفنى عمره في العلم تعلّماً وتعليماً، إنه الأديب والأستاذ الفاضل عبدالرحمن العبدالله الحمد البقمي الملقب بالقاص، وكان لفقده رنة حزن وأسى عن عُمر جاوز السبعين، وكان مثالاً في حسن الخلق والاستقامة في الدين؛ فقد نشأ في بيت علم ودين وتربى أحسن تربية وقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب وتخرَّج من الكفاءة وانتظم بالمعهد العلمي بعنيزة وسمت به همته للتزوّد والاستفادة فانتظم بكلية اللغة بالرياض وتخرَّج متفوِّقاً ودرس في بلدان عديدة منها الأحساء ونجد وانتهى به المطاف إلى عنيزة فقام بالتدريس بالابتدائية ثم بالمتوسطة ثم بالثانوية إلى تقاعده وكان حسن التعليم ويجيد الشعر بمهارة تامة، ويميل في أواخر عمره إلى الشعر النبطي وله فيه صولات وجولات وخصوصاً في الرد وله ديوان وكثيراً ما تمثّل بالحكم من أشعار القدامى العربي والشعبي وكان من رواد مكتبتي الصالحية ومجالسه ممتعة ومحادثاته شيقة ولا يمل من مجلسه، وبالجملة ففقده خسارة فادحة لمن سبر حياته. إن في الله عزاءً من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.