في 20 صفر 1435ه انتقل إلى رحمة الله بالرياض عالمٌِ جليل.. إنه الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز بن حمد المصيريعي عن خمسة وثمانين عاماً أمضاها في العلم تعلُّماً وإرشاداً لنفع العباد، ولدَ فقيدنا بالهلالية من قرى القصيم وتربى بين أبويه تربية حسنة، وقرأ القرآن وحفظه في بلده وفي مدينة البكيرية، ثم رحل إلى عنيزة حينما افتتح المعهد العلمي، ولازمَ هناك شيخنا محمد بن صالح بن عثيمين، وبعد تخرجه من المعهد العلمي بعنيزة رحل إلى الرياض، وانتظم بكلية اللغة العربية وتخرج منها بتفوق، وكان الأساتذة معجبين بفرط ذكائه ونبله (أعماله)، تعيَّن مساعداً لأمين العاصمة بالرياض واستمر في البلدية فترة من الزمن، ثم عمل بمجلس الوزراء زمناً طويلاً إلى أن تقاعد في عام 1413ه، فتجرَّد للعبادة ونفع الخلق وكان باراًَ بوالديه عطوفاً على الفقراء والمساكين، وصولاً للرحم يحب إصلاح ذات البين، وفيه مروءة وإحسان ونخوة ونفع متعدٍ، وكلما رأيته تذكرت الحديث الصحيح: (إن من عباد الله أقواماً اختصهم الله لنفع العباد، فإذا منعوها منع الله عنهم رفده). فقد اتصف بنفع العباد طيلة حياته، رحمه الله برحمته الواسعة وقد خلف أبناء صالحين، فإنهم خير خلف لخير سلف. إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت، و{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.