وأعني هنا بعض كتّاب الأعمدة الثابتة في الصفحات الرياضية السعودية الذين يهرولون خلف التعصب وألوان الأندية. نعم، كلٍ منا له ناديه الذي يشجعه وينتمي له، وهذا حق مشروع له ليس لنا دخل فيه. ولكن هذا لا يكون على حساب هضم حقوق الآخرين أو سلبهم إنجازاتهم، كما أن مقالات هؤلاء الكتّاب مع الأسف الشديد تحمل في طياتها عبارات الهمز واللمز الذي نهى عنه ديننا الحنيف. كما أنها بعيدة كل البعد عن المصداقية، يغلب عليها العاطفة والميول المكشوفة. وأعتقد أن هذا الشيء يعتبر تدخلا في شؤون هذا النادي وذاك وخارج عن العرف الرياضي المتعارف عليه من قِبل العقلاء. وإن مما يؤسف له في هذا الصدد أن بعض الأقلام المعروفة بميولها للون الأصفر كثيراً ما أساءت لنادي الشباب وكأنه فريق قادم من بلاد الواق واق، ناسين أو متناسين أنه أحد أعرق أندية الوطن، وهناك كثير من الأندية تعرف تمام المعرفة كيف كانت بداياتها أو بالأصح تأسيسها. إذاً ومن هذا المنطلق، أقول لهؤلاء: قليلا من التعقل والانضباط وعدم الانجراف خلف عواطفكم الشخصية، وتذكروا أن الأندية فيها من الرجال الذين يستطيعون الدفاع عنها إذا لزم الأمر.. نعم، أبناء الليث الأبيض لا يحبون الدخول في مغالطات مع الآخرين ولا الترزز عبر شاشات التلفاز أو أعمدة الجرائد، ولكنهم يجيدون الرد والدفاع عن ناديهم إذا لزم الأمر.. وأعتقد أن أصحاب الأقلام الصفراء عندما يكتبون عن نادي الشباب يكتبون تحت تأثير ما فعله بناديهم، كيف لا وهو الذي أخرجهم من بطولة كأس الملك وخطف من أمام فريقهم بطولة السوبر!!. إن أبناء الليث الأبيض يحترمون كل الأندية ولكن في نفس الوقت يرفضون أي إساءات تطال ناديهم. ما أجمل الوفاء من الأوفياء نعم.. ما أجمل الوفاء من الأوفياء - لمن يستحقه - لقد كانت بادرة طيبة تنم عن عقلية رياضية واعية وسياسة رياضية حكيمة في مثل هذه الأيام وكل العادة المتبعة في أنديتنا، أقام نادي الشباب حفل معايدة لمنسوبيه، وقد كان في مقدمة الحضور رئيس مجلس الإدارة الأمير خالد بن سعد، هذا الرجل الذي ضرب أكبر المثل في قمة التواضع وحسن تعامله مع الآخرين، ففي بداية الحفل قام سموه بتوزيع الحلوى على بعض الحضور ومن ضمنهم عمال النادي مما كان له أكبر الأثر في نفوسهم. وهي بادرة تستحق الشكر والتقدير من سموه بكل تأكيد. شرار الناس مع الأسف الشديد هناك نفوس جبلت على التلذذ بالنيل من الآخرين بدون وجه حق، وما أكثرهم في مجتمعنا الرياضي تحت ذريعة النقد الهادف، لو بحثنا عن الحقيقة لوجدنا أنه قريباً جداً من المهاترات والجدل غير المفيد: شرار الناس وما أكثرهم في محيطنا الرياضي بالذات مهرولون خلف تعصبهم وميولهم المكشوفة والهدف منه معروف. إذاً أقول: أيها العقلاء استميحكم العذر أن توقفوا من انجرفت أقلامهم وعقلياتهم وتفكيرهم خلف تعصبهم وعواطفهم. يا سادة: نحن نريد أن نرتقي بأفكارنا، نريد مجتمعا تسوده روح الأخوة، نريد نقداً هادفاً بناء، والأهم من ذلك أن الشارع الرياضي لدينا أصبح لديه الشيء الكثير من الوعي والفهم والدراية. نعم، هناك ناشئون لابد أن يعرفوا أن الرياضة محبة وتعارف بين أبناء المنطقة وليس العكس.