في الوقت الذي كان فيه وليد عبد الله يذود عن مرمى المنتخب الوطني بكل بسالة أمام منتخب أورغواي العريق ويوقف المد الهجومي للمنافس بقيادة النجم العالمي سواريز.. في ذات التوقيت إذ بلجنة الانضباط تكافئه بطريقتها الخاصة نظير إبداعه في لقاء المنتخب وذلك بصرف النظر محلياً عن شكوى ناديه ضد الرابطة الأهلاوية وما قامت به من إساءة بالغة ضد الحارس الدولي وتلفظها في المباراة الدورية بين الأهلي والشباب قبل نحو شهر! ولا أدري حقيقةً بأي وجه يمكن لنا أن نمرر ذلك القرار أو نتقبل مسوغاته.. فإن كانت لفظة (رقاصة) لم تحرك شعرة في رأس لجنة الانضباط.. فماذا يمكن أن يحركها إذن؟! إلا إذا ما كان رأس اللجنة أصلع من المنطق.. فعندئذ علينا ألا نستغرب هذا السكوت ولا نتوقع عقوبة بحجم هذا الخطأ الكبير والمشين من الرابطة الخضراء. تبرير مضحك جداً ساقته اللجنة لتبرر عدم إيقاعها للعقوبة المستحقة للفريق الأهلاوي.. حيث صرح رئيس اللجنة الدكتور إبراهيم الربيش بأنه وأعضاء لجنته لم يسمعوا أي هتافات مسيئة وأن الجهة الناقلة لم تعرض شيئاً من ذلك.. ولا أدري إن كان أعضاء اللجنة الموقرين شاهدوا المقطع المتداول والذي تضمن ترديداً جماعياً وعبر مكبرات الصوت.. لتلك اللفظة المسيئة أم أن أجهزتهم الحديثة هي فقط من كانت على وضعية ( الميوت).. علاوة على اعتراف رئيس الرابطة الأهلاوية سعود برقاوي بحدوث ذلك عبر تصاريح صحفية موثقة.. فلا أدري كيف ذهب كل ذلك أدراج الرياح؟! عموماً اللجنة التي عاقبت في يوم عيد.. وداومت يوم جمعة لتصدر عقوبة ضد أطراف شبابية مستعينة بعلم النفس لقراءة نوايا الرئيس الشبابي وقتئذ.. هي ذاتها من تذرعت بالجهة الناقلة لتبرر لنفسها هذه الأيام.. وهي ذاتها - وعلى الرغم من التصاريح الموثقة تلفزيونياً - أرسلت لأندية الضجيج الجماهيري خطابات استفسار عن تصاريح تقدح بالمنافسة الشريفة وتتهم الآخر بالتلاعب بالنتائج.. فلا أدري أين هي الأنظمة واللوائح وكيف تغيب في حالة لتضع اللجنة رأسها في الرمل.. في حين تظهر في حالة أخرى ليكون أعضاء اللجنة على قلب رجل.. وكأني بها تتضامن مع مزاج اللجنة وأعضائها لا موادها ولوائحها.. وكل ما أخشاه أن يصبح ما يردده الكثيرون واقعاً وأن تصطبغ قرارات اللجنة بحسب لون الفريق صاحب الحادثة لا جسامة الخطأ. أخيراً، بعيداً عن كل التناقضات التي يمكن لمشجع عادي أن يلحظها في قرارات لجنة الانضباط والتي يمكن الرد على حججهم فيها بكل سهولة.. وبعيداً عن أحداث كثيرة نامت أعين اللجنة عنها ولم تخط حرفاً ولا أقول قراراً تجاهها ولعل أهمها ما حدث بنهائي كأس الملك بحضور قائد وطننا.. بعيداً عن كل ذلك.. أضع هذا التساؤل في عهدة لجنة الانضباط وحتماً لا أنتظر جواباً.. لكنه فقط دعوة للتفكير في كيف تدار الأمور في هذه اللجنة؟ وإلى أين وصلت في تعاطيها مع ما يصدر من تجاوزات في منافساتنا المحلية ؟! باختصار: إن كان معيار العقوبة هو ما تعرضه الجهة الناقلة حسب تصريح رئيس اللجنة الموقر فإني أتساءل بكل عفوية: من هو رئيس لجنة الانضباط الفعلي؟ هل هو الربيش مع حفظ الألقاب أم مخرج الشركة الناقلة؟! مضحك أن تبقى العقوبات رهينة فيما يعرض من لقطات.. فبعرض لقطة من مخرج يسام فريق بأنواع العقاب.. وبتجاهل مخرج لحدث يمر التجاوز على اللجنة برداً وسلاماً.. فبرأيكم: من هو رئيس لجنة الانضباط؟! مدرسة التميز بنادي الشباب دشنت الإدارة الشبابية في الأيام القليلة الماضية مشروعاً واعداً وذلك بإنشاء مدرسة خاصة في النادي تحت إدارة رياضية خبيرة بقيادة الكابتن فؤاد أنور واختارت لها مسمى مدرسة التميز.. حيث تُعنى هذه المدرسة بتنمية الجوانب المهارية والبدنية والتكتيكية والنفسية للملتحقين فيها في برنامج متكامل وثري.. يغطى كل ما يحتاجه المتدرب بأسلوب علمي ومشوّق ويراعي الخصائص النفسية والبدنية لتلك المرحلة المبكرة من العمر. نعم، فالجميل بهذه الخطوة الرائدة أنها استهدفت فئة تهمشها أغلب الأندية إن لم يكن كلها.. وأعني هنا من هم دون الثانية عشرة من العمر.. بل إن البرنامج التدريبي يشمل حتى الأطفال ممن هم أقل من ست سنوات.. في سابقة تحسب للفريق الشبابي وإدارته.. وكم أتمنى أن يتم تعميم تلك التجربة على بقية الأندية.. ليكون تأسيس اللاعب بشكل سليم ونتلافى ما يعانيه لاعبونا من فقد بعض المهارات الأساسية عند وصولهم للفريق الأول. خاتمة قيل: أسوأ ما قد يفعله الإنسان بنفسه هو أن يتخذ قراراً.. فقط من أجل إرضاء الآخرين.