طالعتنا صحيفتا الرياضية والاقتصادية منتصف الأسبوع بتصريح لرئيس لجنة الانضباط إبراهيم الربيش عن ما يدور في الساحة الرياضية من حراك، وخصوصاً عن تصريح الأستاذ خالد البلطان، وكذا الشكاوى المتبادلة بين فريقي الهلال والنصر، واللافت في تصريح الربيش أنه أسهب أشد الإسهاب في تصريح البلطان، ووصف حديث الرئيس الشبابي بالإساءات، بل وزاد إنه إذا ما رأت اللجنة الرفع للرئيس العام لرعاية الشباب فسترفع، وبالمقابل لم يعلق أدنى تعليق على الشكاوى المتبادلة بين فريقي الهلال والنصر حول ما عُرف بالفيلم الهندي والدفع الرباعي، وكان حذراً وهو يُعلّق، حيث أضاف بأنه ينتظر ردهما على استفسارات اللجنة ليتم النظر بعد ذلك في تلك الشكاوى، وأضاف بأنه لا يمكنه الدخول بالذمم، ولا تتعاطى لجنته مع الأشياء غير المباشرة والواضحة. الغريب العجيب أن رئيس لجنة الانضباط في نهاية تصريحه نصّب نفسه محامياً عن رئيس مجلس إدارة نادي النصر، عندما تحدث عن إشارته (فرك الخشوم) في احتفاله بالبطولة، حيث ذكر بأن تلك الحركة غير مسيئة، مستنداً بذلك على تفسير الأمير، بل الأعجب من كل ما سبق، أن الربيش ليؤكد براءة الحركة من الإساءة، استدعى من ذاكرته ذات الحركة، وذكر بأنها صدرت من الأمير محمد بن فيصل رئيس الهلال، وكذلك الأمير فهد بن خالد رئيس الأهلي، وختم بأن لجنة الانضباط لا تكيل بمكيالين. ويبدو أنه فات على رئيس اللجنة الموقر أن ذات الحركة صدرت من المتحدث الإعلامي بنادي الشباب الأستاذ طارق النوفل بعد نهائي الدوري قبل عامين، ووقتها غُرم بمبلغ 40 ألف ريال، علماً بأن حركة النوفل هي ذاتها تماماً حركتا رئيسي الهلال والأهلي بل إنها حدثت بعدهما، وأذكر وقتها تبرير اللجنة عن التفاوت في القرار حيث تمت معاقبة المتحدث الإعلامي بنادي الشباب، وعدم النظر لحركة الرئيس الأهلاوي مع أن كلتا الحركتين صدرتا في نفس الموسم الرياضي، حيث بررت اللجنة ذلك بتغير اللائحة، وبالتالي فليسمح لي رئيس لجنة الانضباط بأن اجترار بعض الأحداث المشابهة قبل سنوات لم يكن موفقاً على الإطلاق وفاته بأن اللائحة طُوِّرت وحُدِّثت وغُيِّرت أكثر من مرة، وكان سيكون مقنعاً للمتابع الرياضي لو أن رئيس اللجنة ذهب إلى أن لائحته هذا العام تغيَّرت عن ما كانت عليه قبل أعوام، وليس شرطاً أن ما عُوقب عليه النوفل أو فُسر بإساءة وقت ذاك هو ذاته هذا العام. وبعيداً عن تفسير حركة ما حدثت في لحظة فرح وبمنأى عن قراءة النوايا والإبحار في التفسيرات، إلا أن ما ذكره رئيس الانضباط من تبريرات يجعلنا نتساءل: هل لو دافع مثلاً محامي النصر عن تلك الحركة أمام الانضباط نفسها.. هل سيقدم مرافعة أقوى من تلك التي صرح فيها رئيس الانضباط نفسه؟! عموماً الكثير ممن في الوسط الرياضي استغرب انتقائية رئيس الانضباط، حيث حشر نفسه في أمور منظورة أو ستنظر لها اللجنة في الأيام القادمة، وأعني هنا تحديداً تصريح رئيس الشباب وكأن الربيش ركب الموجة وهو من يفترض به أن يلعب دور القاضي والذي يتعامل بحياد مع كل الأطراف، بل ودهش المتابعون أشد الاندهاش وهم يرون الربيش في تصريح البلطان يأخذ دور المدّعي العام فيدخل بنوايا البلطان ويؤكد الإساءات، ووجدناه بأمور ثانية يكون أشبه بالمحامي كما أوضحت أعلاه، وبالمقابل كان في أمورالثة سلبياً كاتهام الرئيس الاتفاقي لفريقي الاتحاد والشباب بالتواطؤ وهو اتهام خطير لم نسمع أو نرى للجنة أدنى تحرك تجاهه، في حين كان محايداً في أمور رابعة فنأى بنفسه عن الدخول بالذمم وقراءة النوايا، فلم يتسرع أو يُعلّق أو حتى يُوجه الرأي العام لبعض الشكاوى الموجودة على طاولة الانضباط. أخيراً، مع هذا التباين في التعاطي من رئيس لجنة الانضباط عن ما يدور من أحداث، لن نستغرب إسالة الكثير من الحبر حول عمل اللجنة ومدى فاعليتها ومقدار الثقة في قراراتها، أما الشبابيون فلم يجدوا وهم يشاهدون ما يتعرض لهم فريقهم ورئيسه، أفضل من هذا الشطر للمتنبي ليرددوه: فيك الخصام وأنت الخصم والحكم.