في الإمارات أظهرت الإحصاءات أمس الأول أن نسبة غياب الطلبة عن مدارس الدولة بلغ (50 %)، وأكَّدت وزارة التربية هناك أنها راعت وجود إجازات وسط الفصل الدراسي، مطالبة المدارس بحصر الطلاب الغائبين لاتخاذ ما يلزم! أما مدارسنا فما زالت وزارة التربية والتعليم تتكتم عن نسب الغياب الحقيقية والتي أكاد أجزم أنها تتجاوز (النسبة الإماراتية) فطلابنا (بسم الله عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله حوليهم) يغيبون قبل الإجازة وبعدها، لأن الغياب بعد الإجازة فقط (ما عاد يجمل)!! في كل الأحوال أعتقد أن التهديد بالحسم والعقاب الذي تلوح به التربية السعودية والإماراتية - غير مجد - مع الجيل الحالي، بدليل أن الغياب مستمر في كل فصل دراسي، مما يعني أن الخصم إما أنه لا يفعل، أو أن (الشق أكبر من الرقعة) فلا يمكن الخصم على السواد الأعظم من طلاب التعليم العام، إذاً ما الحل؟! لنجرب أسلوب (التحفيز على الحضور) بدلاً من (العقاب على الغياب)، أعتقد أن التحفيز فعّال أكثر من العقاب، فلو تم قلب المعادلة ليكافأ من يحضر من الطلاب بدرجات معينة في الاختبارات الشهرية أو النهائية، مع بقاء العقوبة على من يغيب، ربما ساعد كثيراً في عودة الجدية لليوم الدراسي المباشر بعد الإجازة خلال سنتين أو ثلاث ومن ثم يمكن إعادة تقييم الوضع مرة أخرى! البعض يتحدث عن أسباب مساعدة على الغياب منها (بيئة المدرسة) بعد الإجازة، وتخوف أولياء الأمور على صحة أبنائهم من (الغبار المتراكم) خلال إغلاق المدرسة، وتجارب البعض في سنوات مضت حول استغلال أبنائهم لطلاب في التنظيف والمساعدة في ترتيب المدرسة (كأسلوب تربوي)، وكذلك تلميح بعض المدرسين والمدرسات قبل الإجازة بعدم جدوى الحضور مع تناقص أعداد طلاب الفصل، والتوقف عن شرح المنهج.. إلخ من الأسباب التي لا يمكن حصرها هنا، وإن كنا ننتظر من وزارة التربية والتعليم (دراسة وافية وكاملة) لهذا الملف المقلق، والمتكرر في كل المواسم، ومع المباريات، والمناسبات الوطنية والعائلية! من المفارقات العجيبة بيننا وبين الغرب تحميل الأهل مسؤولية (الغياب)، ففي بريطانيا أصدرت محكمة بمقاطعة (كورنوال) حكماً بالسجن 20 أسبوعاً على (والدة 3 طلاب) بتهمة التسبب في تغيب أطفالها المستمر عن المدرسة، والفشل في ضمان حضورهم بشكل منتظم، فماذا تم بشأن أولياء الأمور لدينا؟! مهما هدّدت المدرسة بالخصم، ولوّحت الوزارة بالعقاب، شعار الطلاب (غائبون غائبون.. إننا لغائبون) فلنجرب التحفيز إذاً؟! وعلى دروب الخير نلتقي.