سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأخ الأستاذ خالد بن حمد المالك الموقر سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، أما بعد: فقد اطلعت على مقال الأستاذ سلمان بن محمد العُمري في جريدة الجزيرة في العدد الصادر برقم 15282 المعنون ب(الداعية إلى الله وآفة الانشغال بالأمور الثانوية)، فيما يتعلّق بتحديد الهدف لدى الداعية، واختيار أحسن الطرق للوصول إلى الهدف وهو مقال جيد وأرجو الله أن ينفع به، ولا شك أن أسهل الطرق للدعوة إلى الله هو طلب العلم بين أيدي العلماء الراسخين، فذلك سبب لاختصار أوقات كثيرة في طرق الدعوة، لأن الله يبارك لمن لازم العلماء ثم أن يأخذ على أيديهم المنهجية السليمة والتركيز على الأهم وترك ما لا داعي له من الأفكار والأمور المشغلة عن الهدف الذي هو هداية الناس وصلاح المجتمع واجتماع الكلمة. حتى المخالف لهم يدعونه للحق ويدعون له بالهداية، وليس هدفهم إسقاطه وإهانته، وليكن من هدف الداعية التجرد والإخلاص وليس الدعوة لنفسه أو لحزب معيّن لأن الله تعالى قال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (سورة يوسف 108). قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في هذا التنبيه على الإخلاص، لأن كثيراً من الناس لو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه.. وفّق الله الجميع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.