التوهم المرضي أحد الاضطرابات النفسية الذي يسبب كرباً للمريض ويجعله يتردد بشكل متكرر على المشافي والأطباء، متسائلاً عن مدى تغلغل مرض ما بجسده لتتكرر إجابة الطبيب بسلامته وسلامة ما أُجري له من فحوصات وتحاليل، في كل مرة يشتكي من أعراض مختلفة وتوعكات متعددة، لكن النتيجة المخبرية أو السريرية واحدة، هذا الاضطراب يجعل من المريض عبداً لشكوكه وأسيراً لتوقعاته ليظهر ذلك بصورة مبالغ فيها من القلق النفسي، يرافقهُ وسواسٌ قهري أو اكتئاب في أغلب الأحيان، قد يكون سبب هذا الاضطراب ناشئاً نتيجة لتعرض الحالة لخبرة صحية سيئة سابقاً أو سماع خبر لأحد الأقران أو المعارف بإصابته بمرض خطير، وقد يكون بسبب تلقي معلومة لمرض مُعين بشكل خاطئ، أو بسبب ضغوط نفسية واجتماعية يتعرض لها الفرد، علاج الاضطراب قد يكون دوائياً ويصرف الدواء من قبل المختصين أو علاجاً نفسياً لدى (أخصائي نفسي Psychologist) كالعلاج المعرفي والمعرفي السلوكي أو العلاج العقلاني وكذلك العلاج الديني، يوضَح من خلالها للمريض أساس نشوء مثل هذه الأفكار وكيف يُوقفها وما هي الأفكار غير العقلانية وما يرتبط بها من مفاهيم وكيف يتعامل معها، ويُساعده أيضاً لتكون تفسيراته للعوارض الجسدية أكثر إيجابية والبعد عن الأفكار السلبية وديننا الحنيف أمرنا أن نؤمن بالقضاء والقدر فما كتبَ على الإنسان من خير فهو لاقيه وما نَزل عليه من ضُر فالله كافيه، وأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالفأل الحسن والبُعد عن المنطق السيئ والتشاؤم، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة) رواه البخاري.