تابعت ما ينشر عن محافظة الزلفي من موضوعات في الجزيرة.. وأقول: تعتبر محافظة الزلفي من أجمل المحافظات التابعة لمنطقة الرياض؛ فقد حباها الله جمالاً وتنوعاً في الطبيعة من أودية وجبال وسهول ورياض فريدة من نوعها ولعل ما يميزها عن غيرها تلك الكثبان الرملية الذهبية، وبخاصة في بعض المواقع المميزة؛ حيث أصبحت مقصداً للزائرين من المحافظات القريبة، وخاصة أيام الشتاء؛ حيث نزول الأمطار مما يضفي متعة لمن يرتادها. كل هذا جعل بوصلة الاستثمار والاستجمام تتجه صوب هذه المواقع من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مرورا بسنتر هذه السلسلة وهو ما كان يعرف (بالمطل الغربي)، وهذا ما جعل الأهالي يشيدون القصور والاستراحات والشاليهات بشكل جميل أحاط بالمحافظة، وأصبح كالعقد في جيد الحسناء، ولعل من أهم مميزات الموقع ذلك المكان الذي عرفه الناس من سنوات، وهو المطل الغربي حيث إنه أعلى موقع يشرف على المحافظة ويكشف جمالها خاصة وقت غروب الشمس وفي الليل؛ فالشخوص لهذا الموقع والجلوس فيه يكفي عن ساعات كثيرة من السير والتجوال في شوارع المحافظة وأحيائها المترامية الأطراف، وكان هذا الموقع قبل سنوات موقعاً بكراً من جميع الجهات لم تطاله الأيدي وتتنازع عليه، وكل يأخذ نصيبه ولو بقي إلى الآن لأصبح معلماً من معالم المحافظ، ولكن للأسف الشديد ونقولها بكل مرارة لم يسلم هذا الموقع الفريد وامتدت إليه الأيدي، وتم توزيع أجزاء مهمة منه، خاصة الجهة الشرقية والتي تشرف مباشرة على المحافظة، وكيف أصبحت تلك الأجزاء مصدر ثراء لأصحابها حيث تم بيعها بمبالغ خيالية وبعدها تم إنشاء العديد من الاستراحات الخاصة والشاليهات والمنتجعات التي يتم تأجيرها على المواطنين في وقت يفترض فيه أن الموقع ملك للجميع، ويفترض أن يبقى على طبيعته، ولكن شيئاً من هذا القبيل لم يتم، وبذلك انتهى ما كان يعرف (بالمطل الغربي) وأصبح المواطن العادي لا يجد مكاناً مريحاً له ولأسرته وضيوفه حيث حجبت جميع جهاته بالشاليهات والاستراحات والأسوار العالية مما أثر سلبياً على هذا الموقع وأصبح مطلاً بالاسم فقط. وقد كتب وطالب عدد من المواطنين حول هذا الموضوع وطالبوا بحمايته وتطبيق الرفع المساحي القديم، ولكن دون جدوى فهل ضاقت الأرض بما رحبت ولم يبق إلا هذا الموقع الفريد الذي هو ملك للجميع حيث امتدت إليه الأيدي وتقاسمته مجموعة من المواطنين، ولم يبق للباقين إلا فرصة النظر والتأسف لما وصل إليه الحال، ويبدو أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، وعلى المواطن أن يقبل بالأمر ويرضى بما تبقى من مساحة قليلة.. هذا إذا لم تطالها الأيدي.