أطالع بين آونة وأخرى عبر هذه الصحيفة بعض التحقيقات عن بلدية محافظة الزلفي كان آخرها في العدد رقم 14163 بتاريخ 8-8-1432ه وفيه سرد عن بعض المشاريع التجميلية التي أقامتها بلدية المحافظة وأنها قد أعدتها استعدادا للزوار في هذا الصيف والحقيقه أن كل هذه المشاريع التي تحدث عنها معد التحقيق ورئيس البلدية قديمة جدا ولا يوجد ولا مشروع واحد منها أقيم حديثا وما يهم المواطن بالتحديد هو أن يرى مشاريع جديدة سواء كانت تجميلية وهو ما أعد في هذا التحقيق أو مشاريع أخرى تهم المواطن ويكون له مصلحة منها غير أن ما عرفته منذ مدة طويلة أن البلدية مشاريعها مكررة في الحفريات واستبدال الأرصفة والإسفلت فقط وهو ما جعل المحافظة تتأخر كثيرا عن التطور الذي يفترض أن يكون على الأقل موازيا للمحافظات الأخرى القريبة من محافظة الزلفي، بل وأقول: إن المراكز التي سبقت محافظة الزلفي بتواجد مشاريع جديدة سواء كانت تجميلية أو خلاف ذلك وهو ما جعل عددا كبيرا من سكان المحافظة يذهبون إلى تلك المحافظات القريبة لقضاء أوقاتهم الجميلة هناك ولن أتطرق في حديثي عن هذا الموضوع كثيرا؛ فهو معروف لدى غالبية سكان المحافظة، أما ما أود الحديث عنه فهو «العشوائية» في تنظيم المحافظة عموما من الناحية التجميلية والمشاريع الأخرى وبما أن الحديث عن تلك المشاريع التجميلية فسأتحدث باختصار عن تلك العشوائيات فمثلا المطل الغربي والمسمى ب «مطل السحاب» لا يجد الزائر مكانا يرتاح به سواء إن كان أعزبا أم مع عائلته؛ وذلك لسوء التنظيم من جهة ومن تواجد أعداد كبيرة من الاستراحات بالمطل، وكذلك مساكن العمال المتواجدين بصفة دائمة. ناهيك عن ورش السيارات التي تقع في هذا المكان الذي يفترض أن يكون مكانا للراحة والهدوء والاستجمام ثم الفوضى الأخرى بالمطل الشرقي وعدم التنظيم ذلك لأن المطل ينقسم إلى قسمين. فلماذا لا يعين أحدهما للعزاب، والآخر للعوائل، وتتم سفلتة الشوارع والممرات كاملة وإزاحة المخلفات التي تعطي المكان منظرا سلبيا لا يتناسب، وأهميته مثل الأحجار والأتربة وإطارات السيارات وغير ذلك من المناظر التي تشوه المكان وتزيد اشمئزاز الزائر منه ثم لماذا نترك بقية المشاريع الصغيرة بدون إنهاء، مثل الممرات وطرقات المشاه وخلاف ذلك ثم المناظر التي عملت بطريقة عشوائية ودون تنظيم على جنبات الجبل أثناء الدخول للمحافظة، ثم لماذا لا يوضع بين أجزاء المطل الشرقي الشماليالجنوبي جسر يصل بينها من ذلك ما يكون جماليا وما يكون ميسرا للتواصل بين الجزأين، وأما الحدائق الداخلية التي تحدث عنها في هذا التحقيق السابق الذكر فإنها تحتاج إلى تنظيم ومتابعة وصيانة وإنهاء كافة الأعمال فلم ألاحظ مشروعا قامت به البلديه إلا وبه بعض البقايا التي تقلل من جمال المكان وأهمية. ثم إذا كانت بلدية المحافظة تريد أن توجد أماكن جمالية بالمحافظة فلتنظر إلى مداخل المحافظة من جميع الجهات الأربع الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، وتهتم بتلك المداخل من الناحية التجميلية والإنارة والتشجير والرصف الجيد وتصريف السيول بطريقة عملية حديثة لا تزعج قائدي السيارات ثم الورش والمستودعات المتناثرة على الشوارع الرئيسية كطريق الملك عبدالله وطريق الملك فهد وطريق الأمير سلمان وتنظيم تلك المحلات وإزالة تلك المخلفات من الحديد والأخشاب وعدم الترخيص لأي محل تجاري ما لم تكن إقامته على أسس هندسية أمينة وجمالية في نفس الوقت وما تسمح به بلدية المحافظة إلا بإقامة هذه المحلات التي تشوه جمال المحافظة وكأنها محافظة مؤقتة ناهيك عن بعض الطرق الأخرى كالمتجهة إلى مركز الروضة مثلا والذي يجعل مرتادة كأنه يمشي بقرية من الأزمان الغابرة؛ فتعرجاته كثيرة وضيقة كثيرا، والمناظر عليه كلها لم تطلها العناية ولا التجميل، ثم محاولة تغيير أسماء الطرقات الكبرى التي تمر داخل المحافظة فلو نظرنا إلى بعضها لوجدناه لا يتناسب مع الاسم الذي كتب عليه وبلدية المحافظة لديها المعلومات عن ذلك. ثم إن إغلاق طريق الملك عبدالله أمام مستشفى الزلفي بالمطبات والصبات الإسمنتيه تأذى منها الساكنون بجانب هذا الطريق وما يعانيه المرضى خاصة النساء الحوامل أثناء مرورهن بهذه المطبات ثم إعطاء الطريق منظرا سيئا لايتناسب مع اسمه وكل هذا لمصلحة إدارة حكومية تقع على هذا الطريق، حري بها أن تنقل إلى مكان آخر من المحافظة لتعطي هذا الطريق الحق في أن يتنفس وأن يكون اسمه موازيا لجماله وأهميته، ثم إذا كانت البلدية تريد أن تكون المحافظة منظمة تماما فأين سوق الخضار المركزي الموحد مثل المحافظات الأخرى وأين محلات بيع اللحوم والطيور الحية والمأكولة ولماذا هي موزعة بأمكنه مختلفة ولماذا العمالة تشوه وسط المدينة في بيعها للفواكه والخضار, في ثلاثة أيام من كل أسبوع وهو ماصدر به قرار منع ألا يمتهن بيع الخضار والفواكه سوى السعوديين. لن أتحدث كثيرا عن هذه البلدية العزيزة ومشاريعها المتعثرة وغير الموفقه وإهمالها الكبير في عدم متابعة المطاعم والمطابخ ومحلات بيع اللحوم التي تنتشر بها الحشرات والذباب ناهيك عن العمالة التي ترتادها وتعمل بها. ما أود الحديث عنه باختصار: هو الاهتمام جيدا بالمشاريع الجديدة وعدم الحديث عن تلك المشاريع التي أكل عليها الزمن وللناس لا شك أن لهم أعينا يرون بها، أما إزالة الأرصفة والإسفلت وتغيير ذلك بالشوارع مما جعل المواطن في حيرة من أمره، هل يتابع مشاريع البلدية السيئة أم مشاريع تلك المؤسسات الضعيفة التي تقوم بالصرف الصحي والسيول والمياه مما جعل المحافظة منطقة إزعاج لمن يرتادها ويسكنها. د. صالح بن عبدالله الحمد